خبير: المساجد بريئة من تجنيد مقاتلي تنظيم الدولة
ودحض أتران كل ما كان تروجه الحكومات الغربية ووسائل إعلامها عن أن "المسؤولية تقع على المساجد في تجنيد مقاتلين وانتحاريين".
وأشار إلى أن "75% من المقاتلين الأجانب في تنظيم الدولة الإسلامية يجندون من قبل الأصدقاء، و20% من المجندين تقنعهم عوائلهم بالانضمام إلى التنظيم و5% فقط في المساجد".
وعن اتهام المسلمين بالتطرف والدموية، تظهر أبحاث هذا الخبير عكس ذلك، ويقول "إن المقاتلين المنحدرين من عائلات مسيحية هم الأشرس بين عناصر التنظيم".
المجد والمغامرة
وكشف الخبير الذي قابل عناصر معتقلين من تنظيم الدولة وجبهة النصرة، أن "نداء المجد والمغامرة هو الذي يدفع الشباب للالتحاق بالتنظيم، وأن الجهاد يوفر لهم وسيلة ليصبحوا أبطالا".
واللافت في كلام أتران تأكيده أن "تنظيم الدولة يفهم الشباب أكثر من الحكومات التي يقاتلها، هم يعرفون كيف يخاطبون التمرد والمثالية لدى الشباب، عناصر التنظيم بارعون في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لتجنيد الشباب بين 15 و24 عاما".
أما في موضوع دعاية الغرب المناهضة لتنظيم الدولة والتركيز على أنه "إرهابي وسيئ، وعناصره يقطعون الرؤوس ويسبون النساء" فقال إنها "غير فعالة ولا تصل للجميع". ودعا الأمم المتحدة لابتكار أفكار جديدة لجذب الشباب واستعادتهم من التنظيم "وإلا سنخسر المعركة في الأجيال القادمة".
وضرب أتران أيضا في مداخلته مثالا برواية اعتمدها الغرب في أن التنظيم "يغسل دماغ" الأجانب الذين ينضمون له، إذ يكشف الخبير أن "معظم الأجانب الذين ينضمون لتنظيم الدولة وخصوصا من أوروبا، يقومون بذلك طواعية".
الأهداف السهلة
وشدد الخبير الدولي أن هجمات باريس التي قتل فيها 130 شخصا ليست -كما قيل- إنها تغيير لقواعد اللعبة، وشرح أن الهجمات جزء لا يتجزأ من خطة تنظيم الدولة التي تهدف لضرب الأهداف السهلة في كل مكان، لافتا إلى أنه من المستحيل بالنسبة للدول الدفاع عن المقاهي والمسارح والملاعب.
وأردف أن خطتهم "تشمل أيضا جر القوى الغربية للشرق الأوسط مرة أخرى لأن ذلك ينشر الفوضى، ويخلق الوقيعة بين المسلمين وغير المسلمين".
ويقارن أتران بين "قوة الجذب الثوري التي يتمتع بها التنظيم ونظيرتها بالثورة الفرنسية والثورة البلشفية في روسيا وبين صعود النازية في ألمانيا".
ورأى الخبير أن "تنظيم الدولة يضم أكبر قوة مقاتلة من المتطوعين منذ الحرب العالمية الثانية".
وتحدث عن أن هجمات 11 سبتمبر/أيلول التي ضربت أميركا كلفت تنظيم القاعدة بين أربعمئة وخمسمئة ألف دولار، بينما صرف الغرب حوالي خمسة تريليونات دولار على الأمن والعسكر للرد عليها.
وفي ختام مداخلته، عبر أتران عن تشاؤمه، وحذر أن "الأمور سيئة، وتسوء أكثر إذا استمر الوضع على ما هو عليه".