طلاب من جنوب السودان يواجهون آثار الحرب في كينيا
عارف الصاوي-نيروبي
وقال طلاب تحدثوا للجزيرة نت في العاصمة الكينية نيروبي إن ظروف الحرب التي تعيشها بلادهم جعلت كثيرا من الطلاب عاجزين عن الاستمرار في مواصلة الدراسة هذا العام.
وفي هذا السياق، يقول قوي جاشوا (24 عاما) "إننا ندخل العام الثاني لأزمة الحرب في بلادنا، حيث صار ظاهراً أن الأزمة تعدت التأثير على الطبقات الفقيرة لتبلغ الطبقات المتوسطة أو قد تكون الأزمة في طريقها إلى الطبقات الغنية في جنوب السودان".
قطع الدراسة
ونتيجة لذلك، قرر جاشوا مع بداية الفصل الدراسي قطع دراسته والذهاب إلى جنوب السودان للبحث عن عمل لتوفير الرسوم الدراسية لعامه الأخير في جامعة "بان أفريكا المسيحية" في نيروبي حيث يدرس إدارة الأعمال والتخطيط.
وقال جاشوا في حديثه للجزيرة نت "ليس أمامي خيار سوى تجميد العام الدراسي والذهاب إلى جنوب السودان للبحث عن أي عمل وتوفير الرسوم الدراسية ومصاريف المعيشة في كينيا لإكمال الدارسة الجامعية".
وبدأ الفصل الدراسي في كينيا في يناير/كانون الثاني الماضي مع ظهور الأثر الاقتصادي للحرب الدائرة في جنوب السودان منذ يناير/كانون الثاني ٢٠١٣.
وقال الطالب دفيد يعقوب من جامعة ديستار في نيروبي "قبل الحرب كنت تجد لدى كثير من الأسر من يعمل في القطاع الخاص أو القطاع الحكومي ويستطيع دعم إخوته في مراحل التعليم الجامعي، لكن ذلك تغير بعد الحرب حيث فقدت الكثير من الأسر بعض الدعم من العاملين الذين فقدوا وظائفهم نتيجة الحرب".
وقال دبول كويس -الذي يعيش مع أسرته من بينهم أربعة طلاب وطالبات في مراحل التعليم العام يدرسون في كينيا- "لاحظت أن بعض الأسر بدأت التكيف مع الظروف الجديدة بترتيبات فرضت نفسها".
لكن دفيد يعقوب يرى أن الأزمة التي يعيشها الطلاب المتعثرون في الإيفاء بالمصاريف الجامعية لها حلول، وأشار إلى أن تجربتهم في جامعة ديستار اعتمدت على كتابة خطاب إلى إدارة الجامعة لإمهالهم فرصة وعدم حرمانهم من التسجيل بسبب الرسوم.
فرصة للسداد
وقال دفيد للجزيرة "الجامعة قبلت أن تمنحنا فرصة على أن نقوم بالسداد قبل الامتحانات. نأمل أن يعم السلام قبل موعد الامتحان".
غير أن الصحفي إيزين بوك يرى أن هذه الأزمة لها أسباب كثيرة معظمها بسبب الحرب، لكن هناك أسبابا متعلقة بالفساد وسوء الإدارة. وقال للجزيرة نت إن "بعض الأسر ما زالت تعتمد على ذويها الذين ما زالوا يعملون في جوبا، لكن المشكلة هي الانخفاض الرهيب لقيمة العملة، حيث صار الدولار يساوي قرابة ثمانية جنيهات جنوب سوداني.
وبحسب ناشطين في اتحاد الطلاب المجمد، فإن تقديراتهم تشير إلى ما يزيد عن الألف طالب في كليات وجامعات كينيا من السودانيين الجنوبيين معظمهم يعيش على دعم الأسر منذ ٢٠١١.
وفي هذا المجال، يقول قوي جاشوا "نسبة لتجميد الرابطة نتيجة لخلافات الطلاب السياسية فإنه لم يحدث تجديد للأرقام القديمة التي كانت حوالي الألف طالب حتى 2011".
لكن وزير التعليم العالي السابق في جنوب السودان الدكتور بيتر أدوك قال للجزيرة نت "حينما جاء الاستقلال كانت الخطة أن نوقف دعما كان مخصصا من حكومة الجنوب الإقليمية للطلاب في الجامعات وذلك لوجود شبهات فساد في توزيع الأموال ولبناء نظام تعليمي ومؤسسات تعليمية في جنوب السودان، لكن الحرب بدأت وتغير كل شيء".
ويأمل طلاب جنوب السودان في نيروبي بحلول السلام قبل موعد الامتحانات في سبتمبر/أيلول المقبل.