عرسال تنتظر مصير الأسرى بعد توقف القتال

مخيمان للنازحين السوريين في عرسال احترقا خلال
العمليات العسكرية ألحقت ضررا كبيرا بمخيمات النازحين السوريين بعرسال (الجزيرة)

علي سعد-بيروت

انتهت معركة بلدة عرسال في الشرق اللبناني، حيث انسحب المسلحون منها عند الساعة الثالثة من فجر الخميس وعادوا إلى جرود القلمون داخل سوريا.

وبسط الجيش اللبناني سيطرته على كافة مداخل عرسال، ووصلت للبلدة قافلة مساعدات مع وفد من هيئة العلماء المسلمين التي عملت على الوساطة بين الجيش ومسلحي تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة.

لكن السبب الرئيسي الذي بدأت من أجله المعركة لا يزال قائما، وهو ما يبقي الاحتمالات مفتوحة بشأن ما ستحمله الأيام القادمة، حسب مراقبين.

وأكدت مصادر عسكرية للجزيرة نت أن الجيش لن يتوقف قبل تحرير أسراه الذين بلغ عددهم عشرة.

حسن نية
وعلى جبهة المسلحين لا يزال عماد أحمد جمعة موقوفا بيد الأجهزة الأمنية اللبنانية، علما بأن احتجازه كان سببا لبداية المعركة.

‪وفد الوساطة نجح في إيقاف القتال بعرسال وإقناع المسلحين بالانسحاب منها‬  (الجزيرة)
‪وفد الوساطة نجح في إيقاف القتال بعرسال وإقناع المسلحين بالانسحاب منها‬ (الجزيرة)

وكان بارزا إعلان جبهة النصرة أنها أخضعت إحدى الفصائل لمحاكمة شرعية بعد ضربها حاجزا للجيش اللبناني.

وأضافت الجبهة في بيان أنها خرجت من عرسال بعدما حصلت على تعهد بعدم المساس بالأهالي، وسلمت ستة أسرى كبادرة حسن نية.

وأضافت أن باقي الأسرى لهم وضع خاص سوف يعلن عنه لاحقا. وأكدت مصادر بعرسال للجزيرة نت أن الوجود المسلح في البلدة لم يعد له أثر، وأن جميع المقاتلين غادروا المنطقة السكنية إلى داخل سوريا.

وقالت مصادر من المسلحين على صلة بعملية نقل الأسرى خارج عرسال إن الشيخ مصطفى الحجيري استضاف أسرى قوى الأمن الداخلي في منزله.

وأوضحت هذه المصادر أن الحجيري خرج من البلدة مع المقاتلين، ومن المرجح أن يعود لها في اليومين المقبلين ومعه بقية الأسرى.

وأضافت المصادر للجزيرة نت أن جميع الأسرى على قيد الحياة، وأن سبب إخراجهم هو عدم وجود وقت لإنهاء عملية تسليمهم إثر انقطاع الاتصال مع هيئة العلماء المسلمين بعد تعرض مناطق قريبة من تواجد المسلحين في القلمون للقصف، بينما كان الاتفاق أن يخرج جميع المقاتلين من البلدة قبل الساعة السابعة عصرا.

الفليطي: الأهالي يشعرون بأن السياسيين خذلوهم وتركوهم يدفعون الثمن وحدهم

مشاهد الدمار
إلى ذلك، كشفت صور حديثة حجم الدمار الذي تعرضت له عرسال والمأساة الإنسانية التي عاشتها. وأكد مصطفى -وهو أحد سكان البلدة- أنهم لم يجدوا ما يأكلونه منذ يومين. وقال إن قافلة المساعدات التي وصلت مع وفد هيئة علماء المسلمين كانت بمثابة فرجا للسكان.

يأتي ذلك في وقت تحدثت مصادر صحفية عن رفض أهالي عرسال استقبال قسم كبير من قافلة المساعدات بحجة أنهم ليسوا بحاجة لمعونة من أي جهة.

لكن نائب رئيس بلدية البلدة أحمد الفليطي خفف من أثر هذا الرفض. وقال للجزيرة نت إن الأهالي لديهم عتب على السياسيين -خاصة تيار المستقبل– لأنهم "خذلوهم وتركوهم يدفعون الثمن وحدهم".

وأضاف الفليطي أن أهالي عرسال فقدوا ثلاثة أشخاص سقطوا وهم يدافعون عن مخفر لقوى الأمن في البلدة ضد المسلحين، فيما أدت مدفعية الجيش لسقوط ثمانية مدنيين وهدم عدد من البيوت.

وأقر الفليطي بأن المسلحين كانوا يطلقون النار من رشاشات متنقلة من عيار 500 من بعض الأحياء، لكنه أشار الى أن المدفعية كانت ترد بعنف كبير من نقاط تواجدها في اللبوة ورأس بعلبك. وقال إن الأهالي أكدوا أن حزب الله شارك في قصف البلدة.

المصدر : الجزيرة