خيارات أميركية محدودة لمواجهة تنظيم "الدولة"

President Barack Obama opens the door of the Oval Office to go to a news conference in the Rose Garden of the White House in Washington on Saturday, May 31, 2014 with Jani Bergdahl and Bob Bergdahl about the release of their son, U.S. Army Sgt. Bowe Bergdahl. Bergdahl, 28, had been held prisoner by the Taliban since June 30, 2009. He was handed over to U.S. special forces by the Taliban in exchange for the release of five Afghan detainees held by the United States. (AP Photo/Carolyn Kaster)
إدارة أوباما تواجه اختبارا جديدا في العراق (أسوشيد برس-أرشيف)

ياسر العرامي-واشنطن

لا تزال الأزمة في العراق تشكل قلقاً متزايداً للولايات المتحدة التي تواجه صعوبات في التعامل مع الوضع الأمني المتدهور ببلاد الرافدين وتنامي نفوذ تنظيم الدولة الإسلامية. ورغم إرسال الإدارة الأميركية مئات المستشارين العسكريين إلى بغداد خلال الأسبوع الماضي، فإن الانتقادات مستمرة من قبل الجمهوريين الذين يرون في الأزمة العراقية سبباً إضافياً لفشل السياسة الخارجية للرئيس باراك أوباما.
 

وكان أوباما قد لوح بضرب تنظيم الدولة، مما يشير إلى أن الإدارة الأميركية تدرس خياراتها للتعامل مع تهديد التنظيم.

وأجمع محللون وخبراء سياسيون على محدودية الخيارات الأميركية في العراق، وذلك رداً على سؤال بشأن سيناريوهات الضربة الاستباقية التي يمكن أن تقبل عليها الإدارة الأميركية ضد التنظيم الذي لم يستهدف حتى الآن أي مصلحة أميركية أو أوروبية.

‪آيلند يرجح تكثيف استخدام‬  
‪آيلند يرجح تكثيف استخدام‬  

ضربات ومحاذير
ويرى كبير الباحثين في مركز السلام والحرية بمعهد "إندبندنت" إيفان آيلند أن خيارات الإدارة الأميركية لمواجهة تنظيم الدولة تتلخص في التدخل غير المباشر فقط.

وأوضح آيلند أن "الطائرات بلا طيار والغارات الجوية مع عدد محدود فقط من القوات على الأرض هو خيار واشنطن.. وإذا لم يستطع الجيش العراقي التعامل مع تنظيم الدولة فإن الولايات المتحدة ربما تشن غارات جوية، ولكن هذا للأسف سيجعل التنظيم أقوى لمحاربة القوة العظمى، الأمر الذي يريدونه للحصول على المزيد من المجندين والتبرعات".

واتفق مع الرأي السابق خبير شؤون الشرق الأوسط في معهد بيكر كريستيان أولريكسن، مضيفا أن استخدام قوات خاصة محدودة وطائرات بلا طيار "يقلل من وجود بصمة الولايات المتحدة، ويتسق مع عمليات مكافحة الإرهاب الأميركية في مناطق أخرى مثل اليمن وباكستان، بينما ستتبع المخابرات الأميركية والأوروبية مشاركة المجندين الأوروبيين والأميركيين في صفوف تنظيم الدولة".

أما الباحث في جامعة ييل الأميركية كيفن روسل فقال إن أوباما يدرك أن مكاسب تنظيم الدولة الإسلامية التي حققها في العراق مرتبطة بتدهور الأداء السياسي لحكومة بغداد منذ عام 2010، بما في ذلك تهميش رئيس الحكومة نوري المالكي لزعماء السنة والقمع الأمني العدواني لاحتجاجاتهم ضد الأداء الحكومي.

ويرى روسل الذي عمل محللاً للسياسة بشأن العراق مع وزارتي الدفاع والخارجية الأميركيتين حتى العام 2009، أن "هناك أمرا مهماً في إستراتيجية الولايات المتحدة لمكافحة تنظيم الدولة يتلخص في استخدام الأداء السياسي السيئ للحكومة العراقية الحالية لمعالجة بعض المشاكل السياسية والأمنية القائمة بالعراق، وذلك في إشارة إلى الضغط على المالكي من أجل التخلي عن السلطة".

‪ولريكسن: استخدام قوات خاصة وطائرات بلا طيار يقلل وجود البصمة الأميركية‬  أولريكسن: استخدام قوات خاصة وطائرات بلا طيار يقلل وجود البصمة الأميركية(الجزيرة نت)
‪ولريكسن: استخدام قوات خاصة وطائرات بلا طيار يقلل وجود البصمة الأميركية‬  أولريكسن: استخدام قوات خاصة وطائرات بلا طيار يقلل وجود البصمة الأميركية(الجزيرة نت)

إستراتيجية أوباما
ويقول روسل للجزيرة نت إن أوباما يعيش وضعاً صعباً، فإستراتيجيته هي "الحد من البصمة الأميركية في المنطقة، بينما هو في نفس الوقت يستخدم سياسة عدوانية إلى حد ما باستخدام أدوات أخرى كالطائرات بلا طيار".

وأضاف أن أوباما لا يستطيع تحديد خطر ما على البلاد ثم لا يفعل شيئاً، ولكنه في نفس الوقت سيواصل التأكيد على الحاجة إلى معلومات استخبارية جديدة أولاً، وإشراك قوات خاصة، وهذا يشير إلى أن أي إجراءات -وخاصة الغارات الجوية- "ستكون محدودة النطاق".

وفي السياق ذاته، يرى روسل أن توجيه أي ضربات جوية ضد تنظيم الدولة يجب أن يكون معزولا عن السكان السنة الذي يعيشون في الأراضي التي سيطر عليها التنظيم، لأن سقوط أي ضحايا في صفوف المدنيين سيزيد من الشكوك بأن الولايات المتحدة تدعم حكومة المالكي التي همشت الشعب في شمال وغرب العراق، مضيفا أنه لهذا السبب ستتواصل التصريحات الأميركية حول الحاجة إلى حكومة شاملة وحل إقليمي للأزمة.

المصدر : الجزيرة