رئاسة بوروشينكو.. بين التشاؤم والأمل

Ukrainian President Petro Poroshenko lifts his arms in greeting after the inauguration ceremony in Sophia Square in Kiev, Ukraine, Saturday, June 6, 2014. Petro Poroshenko took the oath of office as Ukraine’s president Saturday, assuming leadership of a country mired in a violent uprising and economic troubles. (AP Photo/Sergei Chuzavkov)
بوروشينكو يحيي أنصاره قبيل مراسم الاحتفال بتنصيبه (أسوشيتد برس)

محمد صفوان جولاق-كييف

مرتدية الزي التراثي الأوكراني، عزفت الشابة أوليكساندرا نشيد أوكرانيا الوطني أثناء مراسيم تنصيب بيترو بوروشينكو رئيسا، فالمناسبة عيد كبير له أثر ومعنى كبيران في نفوس الأوكرانيين وتاريخهم، كما قالت للجزيرة نت.

مراسيم التنصيب كانت متواضعة إذا ما قورنت مع سابقاتها، ولعل ذلك انعكاس طبيعي للأزمة التي تهز البلاد، واللافت فيها كان مشاركة جميع المليشيات -غير النظامية- التي شاركت في احتجاجات الميدان، والتي أطاحت بحكم الرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش.

الشاب مكسيم رأى في تواضع المراسيم وتمثيل قوى الميدان مؤشرا إيجابيا، وقال للجزيرة نت إن الأوكرانيين عاشوا أكثر من عشرين عاما في ضياع بسبب السلطات المتعاقبة، أما اليوم فيشعرون براحة نسبية، لأن الرئيس الجديد نتاج إرادتهم وثبات احتجاجاتهم.

روسيا
آلاف الأوكرانيين تابعوا قسم وحديث بوروشينكو في الميدان، لرصد السياسات الرئيسية التي سيعتمدها لإنهاء الأزمة -خاصة في شقها المتعلق بالحراك الانفصالي شرقي البلاد- وكذلك للتعامل مع روسيا التي ضمت القرم إلى أراضيها.

بوروشينكو طالب الانفصاليين بإلقاء السلاح، ملمحا إلى "عفو واسع" يشمل جميع المستجيبين، وأكد أن كل الأمور قابلة للحوار مع روسيا، باستثناء قرار توجه البلاد نحو التقارب مع الاتحاد الأوروبي، وأوكرانية القرم التي لا تنازل عنها.

خطاب بوروشينكو قوبل بتصفيق المحتشدين في الميدان، وبارتياح عبر عنه التتري القرمي رسيم درويشوف الذي كان بين الجموع، وهو إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي في كييف، فقال للجزيرة نت إنه يأمل بأن ينفذ الرئيس وعوده "لكي يعود القرم سريعا إلى الوطن أوكرانيا، وتنتهي مخاوف التتار وشريحة واسعة أخرى من سكان القرم".

بوروشينكو طالب الانفصاليين بإلقاء السلاح، ملمحا إلى عفو واسع يشمل جميع المستجيبين، وأكد أن كل الأمور قابلة للحوار مع روسيا، باستثناء قرار توجه البلاد نحو التقارب مع الاتحاد الأوروبي، وأوكرانية القرم التي لا تنازل عنها

وتمنت السيدة فالينتينا أن يستطيع بوروشينكو إعادة الأمن والاستقرار إلى شرقي البلاد، و"يقيم علاقات حسن جوار مع روسيا، شريطة أن تحترم الأخيرة أوكرانيا، وتوقف التدخل والعبث بشؤنها الداخلية والخارجية".

موقف الشرق
لكن موقف الحراك الانفصالي من كييف والرئيس بوروشينكو قد لا يبشر بانفراج قريب، بل ربما بتعقيدات أكثر للأزمة، لاسيما وأنه موقف يعكس اتساع الهوة بين الطرفين.

آندريه شاب التقته الجزيرة نت أمس في دونيتسك، قال إن على الرئيس أن يقدم تنازلات كبيرة للشرق تتعلق بالصلاحيات والخصوصية الثقافية والتاريخية المرتبطة بروسيا، وإلا فإنه لن يعود إلى أوكرانيا مجددا، برأيه.

أما الشابة لودميلا فاعتبرت أن بوروشينكو ليس رئيسا شرعيا، وقالت "لم ينتخبه الدونباس (الإقليم الشرقي الذي يضم منطقتي دونيتسك ولوهانسك) وهو يؤيد العمليات العسكرية ضدنا، فكيف نعترف به ونعول عليه".

أما موقف الانفصاليين الرسمي، فعبر عنه رئيس المجلس الاستشاري لما يسمى جمهورية دونيتسك الشعبية، وقال دينيس بوشيلين للجزيرة نت إن "الحوار مع الرئيس الأوكراني ممكن، ولكن شريطة وقف العمليات العسكرية ضد الشرق، والاعتراف بدونيتسك جمهورية مستقلة" الأمر الذي ترفضه كييف جملة وتفصيلا.

المصدر : الجزيرة