"نساء الآن" لتدريب السوريات في الغوطة

مركز "نساء الآن" الذي أسسته في الغوطة الشرقية بسوريا عدد من الأكاديميات لرفع المستوى الثقافي والمهني لنساء الغوطة
"نساء الآن" يقدم دورات تأهيلية في تخصصات مفيدة تساعد النساء على تطوير قدراتهن المهنية (الجزيرة نت)

سامح اليوسف-ريف دمشق

رغم حالة الحرب والحصار المفروضة على الغوطة الشرقية، ورغم الدمار والخراب الذي سببه القصف المتواصل عليها، أسست مجموعة من الأكاديميات مركزاً لتدريب وتأهيل نساء الغوطة الشرقية وتطوير مهاراتهن المعرفية والتنموية، أطلق عليه اسم مركز "نساء الآن".

وتتحدث مديرة المركز هدى عن إنشاء المشروع وأنه بدأ بأفكار في أذهان بعض الشابات المثقفات في الغوطة الشرقية، وما لبثت أفكارهن أن وجدت الدعم من إحدى المؤسسات التنموية.

وتبيّن هدى أن الهدف الرئيسي لهذا المشروع هو دعم المرأة لتلعب دوراً أساسياً في المجتمع المحلي على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والأنشطة السياسية المختلفة، ولمنحها فرصة للعمل وإعادة تأسيس حياتها وإعانة عائلتها، على حد قولها.

وتضيف أن من أهداف المركز أيضا تأهيل النساء للعب دور قيادي في المرحلة المقبلة من خلال دورات للتكنوقراط والقيادة.

أقسام المركز
يتألف المركز من عدد من الأقسام مثل "قسم اللغات وقسم الاستشارة القانونية وقسم التنمية البشرية وقسم للتدريب على الحاسوب والإنترنت، ومكتبة تحتوي على كتب متنوعة".

ويتبنى قسم اللغات دورات تدريبة للغات الثلاث العربية والإنجليزية والفرنسية بهدف محو الأمية في تلك اللغات أولا، ورفع مستوى تعليم اللغة ثانيا.

خريجات مركز
خريجات مركز "نساء الآن" يرفعن شهاداتهن التي حصلن عليها من المركز(الجزيرة نت)

أما قسم التنمية البشرية الذي تعتبره هدى أساس المركز، فيعتمد على إجراء محاضرات وندوات في كافة المجالات بهدف تنمية المرأة ثقافيا وفكريا واقتصاديا وسياسيا وطرح قضايا مؤثرة على الواقع الحالي.

أما قسم التدريب على الحاسوب والإنترنت فيهدف بشكل أساسي إلى محو الأمية الإلكترونية ويساعد على التعرف على ثقافة الإنترنت، إلا أن مديرة المركز أشارت إلى صعوبات يواجهها هذا القسم في تأمين تجهيزاته من داخل منطقة الغوطة، كما يتعذر إدخالها من خارجها نظرا للحصار الذي تضربه قوات النظام السوري.

وتحدثت الجزيرة نت إلى مديرة قسم الاستشارة القانونية أماني الحاصلة على شهادة الماجستير من كلية الحقوق، والتي رأت أن الفئات المستهدفة من هذا المشروع هي فئة النساء والفتيات من مختلف الأعمار واللاتي تضررن بسبب القتال، إضافة إلى النساء المعنيات بالقيادة المحلية.

وتشرح أماني عملها في القسم وتقول إنها تقدم الاستشارة القانونية للناس جميعا -وخصوصا النساء- وتساعدهم في الحصول على حقوقهم، وترغب في هذا القسم بزيادة الوعي القانوني في المجتمع.

آراء المتدربات
أما متدربات المركز فقد أبدين إعجابهن بالمركز ورغبتهن الكبيرة في التدرب فيه، فأم أحمد ربة المنزل تقول إن الفرصة لم تسنح لها من قبل للتدرب في مركز كهذا، وأن أكثر الأفكار تشجيعاً لها هي مجانية التدريب.

وتضيف في حديث للجزيرة نت أن الدافع الأبرز لدخولها المركز هو تعلم اللغات وتعليمها لأطفالها والتي تجد صعوبة كبيرة في تلقينهم إياها.

أم سامر متدربة أخرى، وهي أمية يناهز عمرها الأربعين، وتشارك في دورة في الإسعاف بالمركز فتتحدث عن الهدف الأبرز لدخولها الدورة وهو تقديم شيء للإنسانية، وأن بتعلمها مبادئ الإسعاف الأولي تتعلم شيئاً ضروريا تفرضه ظروف الحرب، على حد قولها.

المصدر : الجزيرة