هادي قلق من نفوذ إيران في اليمن

Yemeni President Abdrabuh Mansur Hadi addresses a national dialogue in Sanaa on March 30, 2013. The dialogue, scheduled to run six months, brings together 565 representatives of Yemen's various political groups -- from secessionists in the south to Zaidi Shiite rebels in the north, in addition to civil society representatives. AFP PHOTO/MOHAMMED HUWAIS
هادي اتهم إيران بدعم الانفصاليين بجنوب البلاد والجماعات الدينية بالشمال (الفرنسية-أرشيف)
undefined


سمير حسن-عدن

عكست تصريحات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس الاثنين حول تكرار اتهاماته لإيران بالتدخل في الشأن الداخلي لبلده، الحالة الحرجة التي تمر بها العلاقات اليمنية الإيرانية، والتي تشهد توترًا حاداً في الفترة الراهنة، مما قد ينذر بالمزيد من التصعيد في المرحلة المقبلة. 

واتهم هادي إيران في حديث صحفي -على هامش مشاركته في القمة العربية بالكويت- بدعم الانفصاليين في جنوب البلاد والجماعات الدينية في الشمال. 

وقال إنه دعا الإيرانيين من قبل لمراجعة سياساتهم الخاطئة تجاه اليمن، ولكن دون جدوى، وأكد أن بلاده لا ترغب في تصعيد الوضع مع طهران، ولكن في الوقت نفسه تأمل ألا تتدخل في شؤون اليمن الداخلية.

‪السقاف: تصريح الرئيس لا يهدف للمواجهة أو الإضرار بالعلاقات الدبلوماسية‬ (الجزيرة)
‪السقاف: تصريح الرئيس لا يهدف للمواجهة أو الإضرار بالعلاقات الدبلوماسية‬ (الجزيرة)

طموح إيراني
ووضع فارس السقاف مستشار الرئيس اليمني تلك التصريحات في سياق الدعوات المتكررة للجانب الإيراني بمراجعة موقفه والكف عن التدخل في الشأن الداخلي.

وقال للجزيرة نت إن إيران تطمح إلى لعب دور إقليمي، وهي كثيرا ما تلجأ إلى العمل خارج النطاق الرسمي، وتقوم بتوزيع الأدوار على بعض الجماعات والتيارات المسلحة الموجودة في شمال اليمن وجنوبه بهدف خلق تأثير ونفوذ في المنطقة لتحقيق هذا الطموح.

وأكد السقاف أن أشكال التدخل الإيراني في اليمن أصبحت واضحة، مشيراً في هذا السياق إلى أن تقرير الأمم المتحدة تحدث عن عمليات إدخال أسلحة مهربة إلى اليمن.

وخلص إلى أن تصريح الرئيس لا يهدف إلى المواجهة أو الإضرار بالعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، فهذه المسألة غير واردة أبدا، لكنه بمثابة تنبيه لإيران للكف عن هذا التدخل، وإذا تكرر التدخل وتطور فإن الحكومة اليمنية تشكوها إلى المنظمات الإقليمية والدولية.

مؤشر قلق
ويرى محللون يمنيون في تجدد اتهامات الرئيس اليمني لطهران مؤشر قلق من تعاظم النفوذ الإيراني في اليمن، في وقت تسعى فيه طهران -عبر جماعات مسلحة تدعمها كالحوثيين والانفصاليين- إلى إيجاد موطئ قدم لها باليمن.

هاشم استبعد إمكانية دخول اليمن في مواجهة مع إيران (الجزيرة)
هاشم استبعد إمكانية دخول اليمن في مواجهة مع إيران (الجزيرة)

ويشير الصحفي والباحث بالشأن الخليجي والسياسة الإيرانية عدنان هاشم إلى أن القلق ناجم عن تصاعد عمليات العنف المسلح من قبل جماعات موالية لإيران تسعى للسيطرة وتعمل على محاولة تقويض التسوية السياسية، كجماعة الحوثيين في شمال اليمن والحراك الانفصالي في جنوبه.

وقال للجزيرة نت إن هذه الجماعات -إلى جانب نشاطها في عمليات التجمهر والتحشيد لإرباك أداء الحكومة اليمنية، ووجود أحزاب تشكلت بدعم إيراني مستغلة حالة الجنوح اليمنية إلى الديمقراطية عقب الثورة الشعبية- تهدد العملية الانتقالية في اليمن بالفشل.

وفي حين استبعد الباحث دخول اليمن في مواجهة مع إيران في ظل الوضع الحالي، أكد أن هناك إمكانية لمنع تأثير هذا النفوذ المتنامي من خلال نزع سلاح الجماعات الموالية لها، كون الرئيس هادي يمتلك دعماً أممياً ممثلاً بقرار مجلس الأمن رقم 2140 بصفتها معرقلة للعملية الانتقالية في اليمن ورافضة لمخرجات الحوار الوطني.

البخيتي اعتبر أن الهدف من اتهامات هادي لإيران مغازلة السعودية (الجزيرة)
البخيتي اعتبر أن الهدف من اتهامات هادي لإيران مغازلة السعودية (الجزيرة)

مغازلة للسعودية
بدوره، قلل القيادي البارز في جماعة الحوثي علي البخيتي من شأن هذه الاتهامات، واعتبر أن ما جاء في تصريحات هادي في هذا الشأن "تكرار للأسطوانة التي كان يرددها الرئيس المخلوع على عبد الله صالح".

وقال في حديث للجزيرة نت إن مثل هذه الاتهامات تكررها السلطات اليمنية منذ أكثر من 13 عاماً، لكنها لم تقدم أي دليل يذكر عليها حتى الآن، وأضاف أن كل التصريحات التي تطلق بين الحين والآخر من المسؤولين اليمنيين هدفها مغازلة السعودية ودول الخليج.

واعتبر أن ما يدور من حديث بشأن موضوع سلاح جماعة الحوثي أمر قد تم حسمه خلال مؤتمر الحوار، وأن الجماعة سبق أن أعلنت أكثر من مرة استعدادها لتنفيذ ما جاء بهذا الشأن في مخرجات مؤتمر الحوار دون اجتزاء أو انتقاص.

المصدر : الجزيرة