فشل الأفارقة يتواصل مع قضايا السودان

جلسة الحوار بين وفدي الخرطوم والشعبية شمال-فشل الأفارقة يتواصل مع قضايا السودان
undefined

عماد عبد الهادي-الخرطوم

قاد انهيار جولة المفاوضات بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية- قطاع الشمال بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا السبت الماضي إلى التساؤل عن دور وسطاء أفريقيا وأهليتهم، بل قدرتهم على إدارة أي حوار بين دولة ومتمردين.

وقاد غضب كبير وسطاء أفريقيا بين السودانيين ثابو مبيكي وتحميله جميع المتفاوضين إطالة الأزمة وعدم التوصل لاتفاق ينهي معاناة المواطنين، إلى سؤال آخر بشأن قناعة الوسطاء أنفسهم بحل القضية.

ووجد متابعون سودانيون أن مشكلات جمة تعاني منها القارة الأفريقية مما يمنع وسطاءها من إدارة الأزمات بشكل سليم.

وأشاروا إلى ارتباط بعض قادة القارة الأفريقية بالغرب والمصالح غير الأفريقية، وهو ما يجعلهم عاجزين عن التغلب على مطامع الغرب بإيجاد حلول لمشكلات كالتي تحدث في السودان.

وكان وسطاء أفريقيا أعلنوا صباح الأحد تعليق المفاوضات بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية- قطاع الشمال لأجل غير مسمى مع تهديدهم برفع الأمر لمجلس الأمن والسلم الأفريقي ومجلس الأمن الدولي.

صالح محمود: أفريقيا تفتقر للحكماء (الجزيرة)
صالح محمود: أفريقيا تفتقر للحكماء (الجزيرة)

وقال الكاتب والمحلل السياسي تاج السر مكي أبو زيد إن بلدان أفريقيا تعاني من أزمات داخلية تجعل قادتها غير قادرين على تقديم أي فكرة لحل الأزمات التي يعاني منها البلد الآخر.

ولفت إلى أن لبعض الوسطاء الأفارقة أجندة خاصة ومن ثم فهم ليسوا وسطاء حقيقيين، على حد تعبيره.

ويرى أبو زيد أن الوسيط الأفريقي مثقل بهموم لا تمكنه من إنجاز أية مهمة، مشيراً إلى أن الوساطات الأوروبية نابعة من الاستقرار السياسي الذي تعيشه مما يمكنها من وضع أسس للاستقرار في دول أخرى.

ويقول إن الاتحاد الأفريقي يمر بظروف ظلت تُضعِف مواقفه تجاه قضايا الحريات وحقوق الإنسان والديمقراطية، وعزا في تعليقه للجزيرة نت فشل الوساطة الأفريقية في معالجة قضايا السودان إلى ما تعانيه القارة الأفريقية من ضعف سياسي.

في حين يعتقد الناشط الحقوقي صالح محمود بضعف المؤسسة الأفريقية وغياب الشخصيات الحكيمة التي يمكنها معالجة المشكلات بعقل.

خاطر: الوسيط الأفريقي تحكمه العاطفة (الجزيرة)
خاطر: الوسيط الأفريقي تحكمه العاطفة (الجزيرة)

ويشير إلى انعدام القيم الجديدة المتمثلة في الحكم الرشيد والديمقراطية والشفافية واحترام حقوق الإنسان، في غالب الدول الأفريقية ومن ثم فهي "لا تمنح ما لا تملك".

ويرى أن عدم ثقة الحكومات الأفريقية في بعضها بعضا وارتباطها بالقوى الخارجية "أفقد مؤسساتها المصداقية عند شعوبها"، متوقعاً استمرار الجهود الأفريقية لحل القضايا المحلية بذات الضعف ما لم تدفع بجهود أو ضغوط خارجية غربية وأميركية.

أما المحلل السياسي عبد الله آدم خاطر فيعلل الفشل الأفريقي بخروج أفريقيا المتأخر من قبضة الاستعمار، مشيراً إلى عدم استيعاب كثير من الأفارقة للتنوع وكيفية إدارته.

ويقول للجزيرة نت إن عدم خبرة الأفارقة في إدارة أزماتها انعكس بشكل واضح على خطوات معالجة القضايا السودانية المختلفة.

وقال إن الوسيط الأفريقي يفتقر للخبرات الأساسية في مجال فض النزاعات، إلى جانب غلبة عاطفته عند التعامل مع الأزمات بسبب التكوين القبلي والإثني لأفريقيا بكامله.

المصدر : الجزيرة