سيطرة النظام على قلعة الحصن.. مكسب إستراتيجي

قصف النظام على قلعة الحصن والزارة بريف حمص الغربي- الجزيرة نت
قصف النظام على قلعة الحصن والزارة في الريف الغربي لحمص (الجزيرة)
undefined
 
يزن شهداوي-ريف حمص

تشكل قلعة الحصن وقرية الزارة أهمية خاصة للنظام السوري الذي استعادها من المعارضة المسلحة قبل خمسة أيام، نظرا لموقعها الإستراتيجي، وهو ما يتيح للنظام تشكيل كيان آمن على الساحل الشمالي لسوريا، كما يعتقد قادة عسكريون في المعارضة.

فحسب الرائد أبو محمد التركماني ممثل المجلس العسكري في الريف الغربي لحمص فإن السيطرة على الزارة وقلعة الحصن تعني بداية تشكيل الكيان (العلوي) الذي يطمح النظام بتشكيله في حال خسر معركة السيطرة على الأراضي السورية.

آثار الدمار الذي طال قلعة الحصن جراء قصف قوات النظام في معركة طويلة (الجزيرة)
آثار الدمار الذي طال قلعة الحصن جراء قصف قوات النظام في معركة طويلة (الجزيرة)

ويرى التركماني في حديثه للجزيرة نت أن أهمية قلعة الحصن تكمن في كونها آخر المناطق التي تقع في الريف الغربي غرب نهر العاصي، وتعد هذه المناطق من القرى المناوئة للنظام السوري.

كما أن الزارة -قرية محاذية لقلعة الحصن استعاد النظام السيطرة عليها- تحتوي على خطوط النفط لمسافة سبعة كيلومترات إضافة لخطوط الضغط العالي للكهرباء التي تغذي الساحل, والأهم من ذلك أنها تكمن على الطريق الدولي بين مدينتي حمص وطرطوس.

موقع إستراتيجي
وأكد أن سقوط قلعة الحصن كان نتيجة طبيعية لسقوط الزارة كون معظم المقاتلين في قلعة الحصن هم من أهالي قرية الزارة ومن أماكن أخرى، وكانت قرية الزارة قبل سقوطها بيد النظام هي التي تمد قلعة الحصن بالمقاتلين، فكانت بمثابة خزان بشري لقلعة الحصن.

كما أكّد التركماني أن الدعم المقدّم لهذه المعركة لم يكن كافياً لخوض مثل هذه المعارك، فهو لم يكن يمثل 5% مما قدم لمعارك القصير فيما سبق.

وتستمد قلعة الحصن قوتها من موقعها، حيث إن الجبهة الشمالية والشرقية والجنوبية للقلعة ذات انحدار شديد، مما يفرض على قوات النظام سلوك ممرات إجبارية تسيطر عليها المعارضة المسلحة.

‪‬ بقايا أحد الصواريخ التي أطلقها النظام على قلعة الحصن والزارة(الجزيرة)
‪‬ بقايا أحد الصواريخ التي أطلقها النظام على قلعة الحصن والزارة(الجزيرة)

وقد تمكن النظام من السيطرة على قرية الزارة بعد هجوم طال 53 يوما من أربعة محاور، إضافة للقصف بالطيران والصواريخ بعيدة المدى وحصار طويل الأمد، أدى إلى سقوط الزارة مما سهل على النظام السيطرة على قلعة الحصن.

وأضاف أحد الناشطين في قلعة الحصن -رفض ذكر اسمه- أن قلعة الحصن بالإضافة لقرية الشواهد القريبة منها كانتا تؤويان حوالي 6000 نسمة عندما اقتحمها النظام السوري، ولم يعرف مصيرهم حتى اللحظة فقسم منهم لجؤوا إلى لبنان وهناك من قتل على الطريق أثناء الهروب.

وأكد الناشط أن النظام ارتكب مجزرة في الزارة والقلعة قتل فيها 84 شخصا، بينهم شيوخ وكبار في السن أعدموا ميدانيا، وأكثر من 140 شخصا لا يعرف مصيرهم بعد.

وأفاد الجزيرة نت بأن قرية الحولة هي آخر ما يسيطر عليه الثوار في ريف حمص الغربي حيث استعاد النظام السيطرة على كامل الريف الغربي لحمص باستثناء الحولة, فيما يحاول الجيش الحر العمل على استرجاع المناطق من أيادي قوات النظام وتحريرها, بحسب قوله.

المصدر : الجزيرة