صفحات ساخرة بالفيسبوك تنتقد ساسة العراق

عراقيون يستغلون الفيس بوك لفضح السياسيين
undefined

محمود الدرمك-بغداد

أصبح موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" فضاء خصبا لعدد كبير من الشباب العراقي يبث من خلاله التعليقات والصور والرسوم الكاريكاتيرية لتوجيه انتقادات للأحداث السياسية والساسة في البلاد، حيث يجدون في الصفحات الساخرة التي يطلقون عليها صفة "التحشيش" متنفساً لهمومهم والكبت الذي يعانون منه، متهمين السياسيين بأنهم سبب معاناتهم ومشاكلهم.

وأبرز الصفحات الساخرة التي تحظى بآلاف المتابعات والمشاركات اليومية هي "بعد ما ننطيها"، و"سياسي حشاش"، و"دولة الفافون" و"حسنة أم اللبن صارت سياسية"، وهي صفحات يحاول أنصار رئيس الوزراء نوري المالكي إغلاقها، بحسب بعض القائمين عليها.

يقول محمد البغدادي -وهو أحد المسؤولين عن صفحة "بعد ما ننطيها"- أن اسم الصفحة أو الموقع له أهمية كبيرة في لفت الانتباه، الأمر الذي وجد إقبالاً لدى العراقيين لمتابعة هذه الصفحات.

ويضيف البغدادي للجزيرة نت أن الفكرة بدأت عندما أطلق المالكي كلمته المشهورة "بعد ما ننطيها" (لن نعطيها أبدا)، وكان يقصد بها رئاسة الوزراء، مشيرا إلى أن هذه الجملة بما حملته من معان رفضها الناس.

وتابع "العراقيون يعانون من الفقر والبطالة والمرض وانعدام الخدمات مقابل ميزانية خيالية يتمتع بها العراق تذهب إلى السياسيين"، مشيراً إلى أنه وأصدقاءه قرروا إنشاء صفحة على الفيسبوك تتناول السياسة بقالب ساخر.

واستطرد البغدادي "نحن مجموعة من الشباب من أطياف عراقية مختلفة بيننا السني والشيعي والكردي نعيش داخل العراق، وجميعنا من حملة الشهادات وعاطلون عن العمل، ندير صفحة بعد ما ننطيها".

ولفت إلى أنهم يستقون أفكارهم من الواقع "أحيانا من خطب رئيس الوزراء والسياسيين، فهم يفضحون أنفسهم من خلال تصريحاتهم".

ويؤكد البغدادي أن الذي ساعدهم على نجاح الصفحة هو المتابعة الكبيرة لها، وقال "تتعرض صفحتنا لبلاغات من قبل أنصار رئيس الوزراء بهدف إغلاقها كحال باقي الصفحات المشابهة، لكن عدد متابعي الصفحة يمنع حصول ذلك"، مشيراً إلى أن بلاغات الإغلاق دليل على تأثير هذه الصفحات على سمعة وشعبية الحكومة.

رسام كاريكاتير يرى في نشر رسوماته عبر صفحات الفيسبوك واجبا وطنيا

واجب وطني
من جهته يجد أحد رسامي الكاريكاتير أنه يقوم بواجب وطني حين يرى رسوماته السياسية الساخرة تأخذ صدى كبيرا لدى متابعي الصفحات الساخرة على الفيسبوك.

وقال الرسام الذي اختار الإشارة إلى اسمه بالحرفين الأولين أ.س للجزيرة نت "لا يمكن لرسام الكاريكاتير أن يقبل بنشر رسوماته دون أن تحمل توقيعه، لكني أخفي توقيعي حفاظاً على حياتي، ولا يعلم المشاهد من صاحب هذه الرسوم التي تسعده"، مبيناً أن "سعادة الناس وأعمالي التي أراها وطنية أهم من اسمي".

ويتناول أ.س شخصيات سياسية -أبرزها المالكي- في رسوماته الكاريكاتيرية، مضيفاً "أحيانا تكون الرسومات من وحي خيالي، خاصة أن الساحة السياسية العراقية مليئة بالقصص اليومية، وأحيانا أخرى يطرح علي أصدقائي أفكار الرسومات".

من جهته يجد الطالب الجامعي حيدر صلاح (23 عاماً) متعة كبيرة في متابعة الصفحات الساخرة، ويقول للجزيرة نت "ربما لأننا شباب نبحث عن السخرية ونبتعد قدر الإمكان عن الجدية، خاصة أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت جزءاً من حياتنا اليومية".

وأضاف "بالنسبة لي لست متابعاً فقط، بل أراسل هذه الصفحات وأطرح أفكاراً تحشيشية سياسية، وكثير من أفكاري نشرت فيها".

دور تثقيفي
أما الطالبة الجامعية ريا صباح (21 عاماً) فترى أن هذه الصفحات الساخرة التي تتناول الحكومة والسياسيين في منشوراتها لها دور كبير في تثقيف المواطنين.

وتعتقد صباح في حديثها للجزيرة نت أن من يدير هذه الصفحات هم نخبة من الشباب المثقف الحر الوطني، لافتة إلى أن هذه الصفحات تساهم في توعية المواطنين وتنبيههم من خلال كشف التلاعبات والتزوير والفساد الذي يمارسه السياسيون.

وتابعت "نشر مقاطع الفيديو والرسوم الكاريكاتيرية والمقالات المختلفة في هذه المواقع كان له وقع خاص بيننا نحن الشباب"، مشيرة إلى أن هذه الصفحات ستسهم بشكل كبير في تغيير الواقع والحكومة، "هذا ما أتوقعه خاصة أننا نقترب من الانتخابات البرلمانية، وهذه الصفحات حققت الكثير الذي سيكون له أثر كبير على الخارطة السياسية في فترة ما بعد الانتخابات".

المصدر : الجزيرة