هل تواجه القامشلي سيناريو عين العرب؟

منازل مدمرة في القرى التي شهدت معارك بريف القامشلي الجنوبي
منازل مدمرة في القرى التي شهدت معارك بريف القامشلي الجنوبي (الجزيرة نت)

أيمن الحسن-الحسكة

لا يخفي نشطاء مخاوفهم من أن تواجه مدينة القامشلي -ذات الغالبية الكردية- ذات المصير الذي آلت إليه مدينة عين العرب (كوباني)، بعد أن بدأ تنظيم الدولة الإسلامية معارك للسيطرة عليها.

واستعرت في الأيام الماضية مواجهات بين تنظيم الدولة الإسلامية وقوات النظام المدعومة بمسلحي الدفاع الوطني، ومليشيا المغاوير العشائرية، بالإضافة لوحدات حماية الشعب الكردية "YPK" من جهة أخرى.

وجاءت هذه المواجهات إثر سيطرة التنظيم الثلاثاء الماضي على أهم مواقع قوات النظام ومواقع وحدات حماية الشعب الكردية في قريتي تل غزال وتل أبو قصايب الحصينة على بعد 12 كلم جنوب مدينة القامشلي -ثاني أكبر مدن محافظة الحسكة السورية- قبل أن تستعيد قوات النظام ووحدات حماية الشعب السيطرة على القريتين بعد 48 ساعة من سيطرة التنظيم عليهما.

وأثارت المواجهات العسكرية مخاوف كبيرة من تكرار سيناريو مدينة عين العرب (كوباني) لدى سكان القامشلي التي يعيش فيها الأكراد والعرب إلى جانب السريان والآشوريين، ولكل منهم مليشياته المسلحة في المدينة.

الكاتب والمحامي الكردي حسين جلبي من مدينة القامشلي، أكد أن تنظيم الدولة الإسلامية يخوض معركته الكبيرة في عين العرب "لكن أعينه منذ البداية مسلطة على مدينة القامشلي التي تشكل قلب المناطق الكُردية السورية".

صورة لمدينة القامشلي من جهة الريف (الجزيرة نت)
صورة لمدينة القامشلي من جهة الريف (الجزيرة نت)

القادم أسوأ
وقال للجزيرة نت إنه وبسبب تعقيدات الوضع في القامشلي، من وجود عدد كبير من القوى التي تضع يدها عليها، على رأسها نظام الأسد، وعدم وضوح حدود التحالفات بينها، وما يمكن أن تصل إليه في تنفيذ مقتضيات ذلك التحالف، إضافة إلى وجود مطار المدينة الإستراتيجي الهام والمحصن جعل التنظيم يختار هدفاً سهلاً في عين العرب، ليدخل فيما بعد إلى معركة القامشلي، وهو يمتلك أوراقاً أقوى.

وعن اقتراب المعارك من مدينة القامشلي، يقول الجلبي "لن تكون هناك منطقة سورية بمنأى عن الحروب والتدمير، وما التحركات التي تنفذها هذه المليشيا أو تلك في غير مكان سوى إشارات إلى أن القادم أسوأ".

بدوره قال الباحث مهند الكاطع إن "وجود تنظيم الدولة الإسلامية في ريف القامشلي ليس جديداً، وخاصة في ناحية تل حميس التي تبعد أربعين كلم جنوب المدينة، فهو موجود منذ أكثر من عشرة أشهر، وأعتقد أن معارك الكرّ والفرِّ بين تنظيم الدولة الإسلامية، وقوات الحماية الكردية مدعومة بعناصر من مليشيا الجيش الوطني وعناصر من قوات النظام، لتخفيف الضغط ربما على الجبهة المشتعلة ضمن الأراضي العراقية والتي اشترك فيها البشمركة ومقاتلي حزب العمال الكردستاني".

ويتخذ تنظيم الدولة من بلدة تل حميس إلى الجنوب من مدينة القامشلي بحوالي أربعين كلم، معقلاً له قرب الحدود مع العراق، من جهة قضاء سنجار الذي يشهد مواجهات منذ أغسطس/آب الماضي.

ويعتبر نشطاء الحسكة تل حميس "منطقة منكوبة"، حيث نزح غالبية سكانها بعد أن شهدت قراها معارك كثيرة بين الأطراف، وتعرضت البلدة وريفها لمئات الغارات الجوية، منذ تحريرها على يد الثوار في فبراير/شباط 2013، قبل أن يدخلها تنظيم الدولة بعد معارك مع وحدات حماية الشعب الكردية في سبتمبر/أيلول 2014.

ولا يرى الكاطع أن تنظيم الدولة الإسلامية بصدد شن هجمة حقيقية على مدينة القامشلي، عازياً ذلك إلى كون المدينة لها أهمية إستراتيجية لدى النظام والمليشيات المتحالفة معه.

من جانبه ربط السياسي الكردي عبد العزيز تمو "بين ما يحدث جنوب القامشلي السورية بما يحدث في سنجار العراقية.

عبد العزيز الخليفة:
 لا أتوقع حصول معركة في مدينة القامشلي قريباً، إنما كانت العملية ضد أهم الحواجز في بوابتها الجنوبية لفتح الطريق أمام العمليات النوعية والمفخخات على الأقل

"

طريق للمفخخات
وقال "من المعروف عن تنظيم الدولة الإسلامية أنه عندما يفقد السيطرة على بعض الأماكن يهاجم ويحتل أماكن أخرى لتعويض خسارته، فعندما خسر ريف حلب احتل كل ريف دير الزور شرق البلاد"، مؤكداً وجود قوات لإقليم كردستان العراق ووحدات حماية الشعب من أكراد سوريا والنظام السوري تقاتل في المنطقة الحدودية مع العراق، لكنه قال "الجميع لا يستطيعون حماية أنفسهم" من تنظيم الدولة.

وفي حديث للجزيرة نت قال عبد العزيز خليفة -الناطق باسم اتحاد شباب الحسكة- "لا أعتقد أن الوضع في القامشلي شبيه بما يحدث في عين العرب".

وتابع "تنظيم الدولة الإسلامية استهدف حاجزين متجاورين لقوات النظام ووحدات حماية الشعب، لتوجيه رسالة للمليشيا الجديدة التي تحمل اسم "المغاوير" من أبناء العشائر العربية، بعد أن تلقت تدريبات على يد عناصر من حزب الله اللبناني بدعم إيراني، وهددت برفع علم النظام على بلدة تل حميس الواقعة تحت سيطرة التنظيم".

وأضاف الخليفة "لا أتوقع حصول معركة في مدينة القامشلي قريباً، إنما كانت العملية ضد أهم الحواجز في بوابتها الجنوبية لفتح الطريق أمام العمليات النوعية والمفخخات على الأقل".

المصدر : الجزيرة