حملات رئاسيات تونس تنطلق من المقابر

Tunisian outgoing President Moncef Marzouki (LC), who seeks re-election, greets supporters before his first campaign meeting in Tunis on November 2, 2014. A rights activist exiled under deposed president Zine El Abidine Ben Ali, Marzouki allied himself with the Islamist Ennahda party and he is seen as having prevented the country being split between secular and Islamist camps. Twenty-seven candidates are standing for president in Tunisia on November 23. AFP PHOTO / FETHI BELAID
الرئيس الحالي والمرشح الرئاسي منصف المرزوقي يعانق أحد مستقبليه في مدينة مجاز الباب شمال غرب العاصمة التونسية (غيتي/الفرنسية)

اختار أغلب المرشحين لانتخابات الرئاسة في تونس المقرر إجراؤها في 23 من هذا الشهر أن يسمعوا أصواتهم إلى الموتى قبل أن يقدموا وعودهم إلى الناخبين, إذ زاروا أضرحة لزعماء سياسيين أو قبورا لشهداء الثورة وما بعدها.

وفي مشهد متواتر شكل السمة الأبرز مع انطلاق الحملات الانتخابية تحولت المقابر إلى قاسم مشترك بين أغلب المرشحين للمنصب الرئاسي بقصر قرطاج (الرئاسي).

وقال المؤرخ والمحلل السياسي خالد عبيد "الكل يبحث عن شرعية أينما كانت، وزيارة المقابر هي بحث عن كيفية توظيف تلك الشرعية في سياق الحملة الانتخابية".

واختار رئيس تيار المحبة الهاشمي الحامدي -الذي عاد مساء السبت الماضي إلى تونس بعد غياب ما يقرب من 18 عاما قضاها في بريطانيا- زيارة قبر محمد البوعزيزي مفجر الثورة التونسية في مدينة سيدي بوزيد (وسط غرب تونس).

وقال الحامدي وسط أنصاره في قرية الحوامد -مسقط رأسه بسيدي بوزيد- إنه ينتظر معجزة لانتخابه رئيسا للبلاد نظرا للتوقعات التي ترجح فوز شخص بعينه للمنصب, في إشارة إلى رئيس حزب نداء تونس الباجي قايد السبسي (87 عاما).

من جهته, بدأ الباجي قائد السبسي حملته لانتخابات الرئاسة من أمام ضريح الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة مؤسس دولة الاستقلال بمدينة المنستير (جنوب شرق تونس العاصمة).

ويقدم السبسي نفسه كأحد تلامذة بورقيبة المخلصين لفكره العلماني، والنموذج المجتمعي الذي أرساه منذ خمسينيات القرن الماضي إبان استقلال تونس عن فرنسا, والقائم على تحرير المرأة وتعميم التعليم والصحة.

‪المرشح لانتخابات الرئاسة حمة الهمامي‬ (وسط)(غيتي/الفرنسية)
‪المرشح لانتخابات الرئاسة حمة الهمامي‬ (وسط)(غيتي/الفرنسية)

اختيارات مختلفة
وقال المؤرخ خالد عبيد "البعض اختار زيارة أضرحة شهداء الكفاح الوطني ضد الاستعمار وبناء دولة الاستقلال, والبعض الآخر اختار شهداء الاستبداد والقمع، وهناك من اختار أضرحة شهداء الإرهاب".

وأضاف عبيد أن "كل مرشح يبحث عن المقابر التي تتماشى مع اللون السياسي لحزبه".

ولم يشذ الرئيس الحالي والمرشح للانتخابات الرئاسية منصف المرزوقي عن القاعدة واختار بدوره زيارة ضريح أحد ضباط الجيش الذين سقطوا في مواجهة الإرهاب بمدينة مجاز الباب التابعة لولاية باجة شمال غرب البلاد.

ودعا المرزوقي في كلمة له الناخبين بمدينة باجة شمال غرب تونس إلى "عدم التصويت للنظام القديم الذي قامت ضده الثورة حتى لا تذهب دماء الشهداء سدى".

أما مرشح الجبهة الشعبية حمة الهمامي فقد أدى زيارات إلى عدة أضرحة لشهداء الحقبة الاستعمارية ومن سقطوا في مواجهة حكم الاستبداد إبان حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي وضحايا الاغتيالات السياسية.

وبدأ المرشح المستقل نور الدين حشاد حملته الانتخابية انطلاقا من ضريح والده الزعيم النقابي مؤسس الاتحاد العام التونسي للشغل فرحات حشاد، بينما اختار العربي نصرة مالك قناة "حنبعل" الخاصة ورئيس حزب "صوت الشعب" زيارة أحد أضرحة الأولياء الصالحين في مستهل حملته الانتخابية.

وتستمر الحملات الانتخابية حتى 21 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري على أن يكون اليوم التالي للصمت الانتخابي، تمهيدا لإجراء الاقتراع في اليوم التالي داخل تونس، وسيكون الاقتراع خارج تونس أيام 21 و22 و23 من هذا الشهر.

ويتنافس 27 مرشحا في السباق الرئاسي أبرزهم السبسي, والمرزوقي, ورئيس جمعية النادي الأفريقي لكرة القادم رجل الأعمال سليم الرياحي، ورئيس الهيئة السياسية للحزب الجمهوري أحمد نجيب الشابي, ورئيس المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان المنتهية ولايته) مصطفى بن جعفر.

المصدر : الألمانية