معركة طرابلس لبنان.. مجرد جولة أم حسم نهائي؟
علي سعد-بيروت
المعركة التي استمرت يومين وضعت أوزارها إثر تواري المسلحين التابعين للمولوي ومنصور عن الأنظار وانكفاء مجموعة أبو سليم الميقاتي.
لكن أسئلة كثيرة طرحت حول مسار المعركة ونهايتها الغامضة ووجهة المسلحين، خصوصا أن قائد الجيش العماد جان قهوجي كان قد أعلن قبل ساعات أن قواته ليست بصدد التراجع قبل القضاء على المسلحين أو القبض عليهم.
وقالت مصادر عسكرية للجزيرة نت إن وقف إطلاق النار حصل عند طلب المسلحين هدنة لمدة ساعة في طرابلس، يجري بعدها إطلاق العسكري طنوس نعمة الذي كان خطف في وقت سابق.
وبعد انتهاء الهدنة دخل الجيش ليجد أن المسلحين قد تواروا عن الأنظار وغادروا منطقة القتال.
ويرجح أن يكون عدد كبير من المسلحين قد غادر التبانة خلال الهدنة، خصوصا أنها شهدت خروج الآلاف من سكانها الذي كانوا سجناء في منازلهم طوال فترة القتال.
وساطة قطرية
وأكدت المصادر أن العمل يجري للتوصل لتسوية بوساطة قطرية وإنهاء أي مظاهر مسلحة في المدينة وانسحاب معظم المجموعات التي لا تزال متوارية في منطقة التبانة، واختفاء قادة المحاور عن الأنظار ريثما تهدأ الأمور ثم يغادرون طرابلس نهائيا.
ولا تزال منطقة المنية شمال طرابلس ساحة لمداهمات ومعارك متفرقة بين الجيش ومجموعة الشيخ خالد بحلص وبعض الفارين من طرابلس.
وأوضحت المصادر أن خطر تجدد الاشتباكات لا يزال قائما في ظل تواجد الشيخ بحلص بمنطقة المنية، مشيرة إلى أن طبيعة المنطقة الجغرافية المفتوحة على نهر البارد أدت لخسائر فادحة في الجيش الذي ألحق بدوره خسائر كبيرة بالمسلحين.
ولا تستبعد المصادر التي تحدثت إليها الجزيرة نت أن ينفذ الجيش عملية تمشيط للمنطقة كي لا تبقى خاصرة رخوة لطرابلس، ونقطة تواصل للمسلحين باتجاه عكار والمنطقة الحدودية.
وترددت أنباء حول دور لنواب تيار المستقبل ورئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي في إنجاز التسوية.
لكن النائب عن كتلة المستقبل سمير الجسر نفى الأمر، وقال للجزيرة نت إن المسلحين قد يكونون استغلوا الهدنة للخروج أو لا يزالون متوارين في التبانة، ولهذا تستمر مداهمات الجيش.
بسط السيطرة
واعتبر الجسر أن ما حصل هو بداية استكمال الخطة الأمنية التي بدأت في أبريل/نيسان الماضي. وقال إن الجيش لم يتمكن في الفترة الماضية من بسط سيطرته على كامل التبانة، لكنه نجح في ذلك هذه المرة وأصبحت كل مناطق طرابلس تحت سيطرته، على حد قوله.
بدوره نفى ميقاتي أن يكون له أي دور في رعاية التسوية، أملا أن تكون هذه الجولة هي الأخيرة، لكي تكون طرابلس واحة أمنية مثالية لكل لبنان.
وفي حديث للجزيرة نت، استغرب المحلل السياسي فيصل عبد الساتر انتهاء المعركة بهذه الطريقة، لكنه رأى أن الجيش انتصر ميدانيا وعسكريا "وإن لم يكن كما كنا نشتهيه".
ووجه عبد الساتر -وهو مقرب من حزب الله– أصابع الاتهام لبعض السياسيين في طرابلس الذين "قاموا بتغطية هذه التسوية" التي نفاها الجيش.
وأشار إلى أن ميقاتي دافع عن نفسه لأن كثيرين قالوا إن هؤلاء المقاتلين مقربون منه، مشددا على أن قادة المحاور لم يأتوا من فراغ وإنما هناك من رعاهم.