ثورة 25 يناير لم تحقق ما قامت من أجله

دبابات الجيش ترابط في مدخل ميدان التحرير منذ عزل مرسي - بعد ثلاث سنوات ..ثورة 25 يناير لم تحقق ما قامت من أجله
undefined

يوسف حسني-القاهرة

لا يزال المصريون عشية إحياء الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير 2011 -التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك– يتساءلون عما إذا كانت هذه الثورة قد حققت ما قامت من أجله، أم أن نظام مبارك تمكن من الالتفاف عليها وتحويلها إلى وسيلة لإخضاع الشعب المصري لسيطرته من جديد حتى وإن تبدلت الوجوه وتغيرت الأسماء.

ويعتقد كثير من المصريين -ولا سيما الشباب منهم- أن شيئا من أهداف ثورة يناير لم يتحقق بعد، وأن الشيء اليسير الذي تحقق على مدار السنوات الثلاث الماضية والمتمثل في حرية التعبير عن الرأي وحق التظاهر قد أطاح به قائد الجيش عبد الفتاح السيسي بعد عزله الرئيس المنتخب محمد مرسي في 3 يوليو/تموز الماضي، فيما يرى آخرون أن الثورة قد حققت جزءا من أهدافها وإن لم تحقق كل ما قامت من أجله بسبب صراعات النخب السياسية.

بدر: المواطن لم يحصل على ما حلم به من عيش أو حرية أو عدالة اجتماعية أو كرامة إنسانية (الجزيرة)
بدر: المواطن لم يحصل على ما حلم به من عيش أو حرية أو عدالة اجتماعية أو كرامة إنسانية (الجزيرة)

لا شيء
ويؤكد عضو المكتب السياسي لحركة 6 أبريل محمد مصطفى للجزيرة نت أن الثورة قد سرقت، وأن كل من شارك فيها "وقع في فخ العسكر". وأشار إلى أن المكاسب الضئيلة -التي حققتها الثورة والمتمثلة في حق التظاهر والتعبير عن الرأي- قد أطاحت بها سلطات ما بعد 3 يوليو/تموز 2013 التي اعتمدت القمع منهجا وحيدا في التعامل مع المعارضين، وحاصرت ميدان التحرير بالدبابات لمنع المتظاهرين من الدخول إليه.

وتابع "لو رجعنا بالذاكرة إلى ما بعد مارس/آذار 2011 فسنجد أن السيسي كان له دور بارز في قمع التظاهرات المناهضة لوزير الدفاع وقتها حسين طنطاوي، وما صاحبها من تعذيب وكشوف عذرية، مما يعني أنه كان ضد ثورة 25 يناير منذ بدايتها".

ويتفق المتحدث باسم حملة مرشح الثورة وعضو تنسيقية 30 يونيو عمرو بدر مع الرأي السابق، مشيرا إلى أن "قوى مختلفة سعت وتسعى لسرقة ثورة 25 يناير منذ بدايتها، بدءا من مجلس طنطاوي وعنان ثم الإخوان، وانتهاء بما "نشهده حاليا من محاولات فلول مبارك ورجال أعماله وإعلامه للاستحواذ عليها تحت مسميات القضاء على الإرهاب ومحاربة العنف، وتتجلى هذه المحاولات في الدفع بالفريق السيسي لرئاسة البلاد".

وأوضح بدر للجزيرة نت أن القوى الشبابية -التي كانت وقود الثورة وقوتها الضاربة- لم تحصل على شيء، كما لم يحصل المواطن على ما حلم به من عيش أو حرية أو عدالة اجتماعية أو كرامة إنسانية.

ولفت إلى أن دولة مبارك لا تريد أن تترك مصر للمصريين أبدا، وأن السيسي نفسه أصبح شريكا في هذا، مؤكدا أن الرهان على القمع والعنف لا يجدي نفعا، لأن الشباب سينتصرون في نهاية المطاف مهما كانت التضحيات.

‪عطية: ترشح السيسي للرئاسة لا يعني سيطرة نظام مبارك أو العسكر على الثورة‬ (الجزيرة)
‪عطية: ترشح السيسي للرئاسة لا يعني سيطرة نظام مبارك أو العسكر على الثورة‬ (الجزيرة)

تعطل لا سرقة
في المقابل، يقول عضو المكتب السياسي لتكتل القوى الثورية محمد عطية إن الثورة تعطلت كثيرا في تحقيق أهدافها بسبب "ممارسات جماعة الإخوان المسلمين الإقصائية، إلا أن إقرار الدستور الجديد جاء بمثابة بداية حقيقية لتحقيق ما قامت من أجله الثورة". وتابع في حديثه للجزيرة نت "إن تفعيل مواد الدستور الجديد سيكفل الحرية والعدالة والكرامة لكل المصريين".

وأوضح عطية أن ترشح وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي للرئاسة "لا يعني سيطرة نظام مبارك أو العسكر على الثورة، لأنه سيصبح رئيسا مدنيا فور استقالته من منصبه كوزير للدفاع، كما أنه أكد عدم عودة نظام مبارك، وسيقدم برنامجا انتخابيا يحقق أهداف ثورة 25 يناير حال ترشحه للرئاسة.

وفي السياق ذاته، يقول المتخصص في الثورات الدكتور محمد بدوي إن المصريين كانوا "يأملون في أن تحقق لهم ثورة يناير الكثير، إلا أنها أثرت سلبا في المواطن العادي الذي بات يحلم بعودة أيام الرئيس المخلوع مبارك".

وأضاف بدوي للجزيرة نت أن هناك محاولات قوية من نظام مبارك للسيطرة على الثورة والقضاء عليها إلا أنها لم تنجح بشكل كامل، مشيرا إلى أن القوات المسلحة انحازت إلى إرادة الشعب على مدار السنوات الثلاث الماضية.

وأضاف إن تولي السيسي الرئاسة "قد يكون مفهوما ومقبولا في ظل الظروف التي تمر بها مصر والمنطقة، إلا أن هذا لا يعني القبول به كرئيس مدى الحياة، لأن المصريين لن يقبلوا برئيس يحكمهم لأكثر من ثماني سنوات أيا كان دوره أو شعبيته".

المصدر : الجزيرة