هل يتفكك الائتلاف الحاكم بالسنغال؟

مراقبون ربطو مغادة سك للإئتلاف بطموح تزعم المعارضة
undefined

سيدي ولد عبد المالك-داكار

طرح انسحاب حزب "ريومي" (كلمة تعني الوطن باللهجة المحلية) من الائتلاف الحاكم بالسنغال قبل أيام، والانتقادات التي وجهتها بعض قوى التحالف للحكومة, تساؤلات بشأن قدرة هذا الائتلاف على الاستمرار في الفترة المقبلة.

ومع أن زعيم "ريومي" الوزير الأول السابق إدريسا سك لم يحدد أسبابا لانسحاب حزبه، إلا أن مراقبين ربطوا القرار بالطموح السياسي للرجل في قيادة المعارضة السياسية، خاصة أن قرار انسحاب حزبه جاء بعد قيامه بلقاءات مكثفة مع مختلف أجنحة المعارضة.

وقد رد حزب التحالف من أجل الجمهورية (حزب الرئيس السنغال ماكي صال)على انسحاب حزب "ريومي" ببيان قال فيه إن تحالف الأغلبية سيظل قائما وموحدا، من أجل خدمة مصالح الشعب السنغالي، بعيدا عما أسماها المطامح الشخصية والذاتية.

ووفق دراسة نشرتها الوكالة الوطنية للإحصاء والديمغرافيا في يوليو/تموز 2013، فقد ارتفع المؤشر الوطني للأسعار الاستهلاكية في الشهور الأولى من العام الجاري، مما رفع بدوره نسبة التضخم إلى 2.1% مقارنة بـ1.2% في النصف الأخير من العام الماضي.

بطالة الشباب
وأرجعت الوكالة -وهي جهاز حكومي- زيادة نسبة التضخم إلى تراجع القدرة الشرائية للمواطن، واستمرار انتشار البطالة في صفوف شرائح واسعة من الشباب السنغالي.

إحصائية وطنية تظهر ارتفاع مؤشر الأسعار الاستهلاكية (الجزيرة)
إحصائية وطنية تظهر ارتفاع مؤشر الأسعار الاستهلاكية (الجزيرة)

وكشفت مجلة "لوماغازين" المتخصصة في التحقيقات الاقتصادية في ملف أعدته قبل ثلاثة أسابيع عن البطالة بالسنغال, أن الحكومة تمكنت من توفير خمسة آلاف فرصة عمل فقط للشباب العاطل عن العمل، مقارنة بثلاثمائة ألف فرصة تم إدراجها في برنامج الحكومة على مدى خمسة أعوام.

ويرى مراقبون أن التحالف الذي يحكم البلاد منذ فوز الرئيس الحالي ماكي صال بانتخابات مارس/آذار 2012 بات على كف عفريت، بسبب كثرة التحديات الداخلية التي تواجهها الحكومة المحسوبة على التحالف وتنامي الاستياء من أدائها في الشارع السنغالي.

ويشير إسماعيلا كوميز أستاذ العلوم السياسية بجامعة الشيخ أنتا جوب إلى أن فشل السلطات القائمة في تحقيق تطلعات المواطنين يشكل أحد أهم "معاول" الهدم التي تهدد كيان ائتلاف الأغلبية.

ويرى في تصريح للجزيرة نت أن هناك  قوى سياسية باتت تريد التملص من مسؤولية إخفاق سياسيات الحكومة حتى لا يتآكل رصيدها الشعبي والانتخابي على حد قوله.

الرئيس ماكي صال يقود تحالفا سياسيا على كف عفريت(الجزيرة)
الرئيس ماكي صال يقود تحالفا سياسيا على كف عفريت(الجزيرة)

ويعتبر كوميز أن طبيعة الائتلاف السياسي الحاكم، والمشكل من القوى الحيوية في المشهد السياسي أصلا خلق حالة من الركود السياسي في بلد تعود على أن يكون أداء المعارضة السياسية فيه ذا زخم كبير.

طموحات وضعف
وفي الاتجاه ذاته، يرجح ماديور فال -الصحفي بمؤسسة "سيد كومينيكاسيون"- سرعة تصدع الائتلاف الحاكم، معتبرا أن المطامح السياسية  لبعض قوى الائتلاف وضعف المعارضة بسبب ملاحقة رموزها بتهم الفساد وتنامي نفوذ قوى المجتمع المدني كقوة ضغط، عوامل قد تدفع أحزابا بالائتلاف لتبني خيار المعارضة من أجل تصدر المشهد السياسي من الجهة الأخرى، بحسب تعبيره.

ويرى فال في حديث للجزيرة نت أن من بين الأسباب الأخرى التي تنخر وحدة الائتلاف السياسي الحاكم "تنصل" الرئيس صال من بعض التزاماته السياسية لحلفائه، مضيفا أن من أهم هذه الالتزامات التي تم الإخلال بها خريطة الطريق التي كان من المفترض إقرارها من أجل التأسيس لنمط حكم في البلاد، ولترتيب أولويات عمل الحكومة وإقرار بعض الإصلاحات الدستورية الجذرية.

المصدر : الجزيرة