هل يؤثر حل الجماعة على المظاهرات الرافضة للانقلاب؟

تظاهرة نسائية لتحالف دعم الشرعية - تقرير ردود فعل حل الاخوان
undefined

عمر الزواوي-القاهرة

بعد أن أصدرت محكمة عابدين للأمور المستعجلة قرارا بحل جماعة الإخوان المسلمين وحظر أنشطتها، ثمة تساؤل يفرض نفسه على الصعيد الميداني الرافض لانقلاب الثالث من يوليو/تموز، وهو: هل سيكون لذلك الحكم أي أثر على استمرار وتصاعد المظاهرات الرافضة للانقلاب؟

بحسب مراقبين فإن الحكم لا يضيف جديدا، فهو لن يسكن متحركا بل بالعكس قد يحرك ساكنا رافضا للانقلاب لم يكن يشارك في المظاهرات الرافضة له من قبل.

بعض القادة الميدانيين الذين يتولون قيادة المسيرات والمظاهرات اليومية الرافضة للانقلاب أكدوا للجزيرة نت على أن هذا الحكم لن يزيدهم إلا إصرارا على مواصلة التظاهر والاحتجاج حتى عودة الشرعية.

أحمد الخولي عضو تحالف دعم الشرعية وأمين التنظيم بحزب العمل الجديد، يقول إن حكم حل جماعة الإخوان لن يكون له أي أثر سلبي على حركة التظاهر والاحتجاج في الشارع المصري، لأنه على الصعيد الميداني فإن المظاهرات والاحتجاجات فاقت حدود سيطرة أي فصيل عليها، سواء كانوا الإخوان المسلمين أو حتى تحالف دعم الشرعية الذي بات يقتصر دوره على عملية الدعوة للمليونيات والجمعات المختلفة وتسميتها.

محكمة عابدين للأمور المستعجلة هي التي حكمت بحلّ الجماعة(الجزيرة)
محكمة عابدين للأمور المستعجلة هي التي حكمت بحلّ الجماعة(الجزيرة)

دون تنسيق
ويضيف الخولي للجزيرة نت أن نسبة المشاركين في المظاهرات من الإسلاميين إلى غيرهم هي 3 : 7، ومن ثم فإن ذلك يعكس إلى أي مدى يمكن أن يكون لهذا الحكم أي أثر على المظاهرات التي أصبحت تخرج من كل مكان وحتى دون تنسيق مع تحالف دعم الشرعية.

وبحسب مصادر في تحالف دعم الشرعية فقد تم تمديد أسبوع "الشباب عماد الثورة" لمدة أسبوع آخر إضافي استجابة مع حركة المظاهرات الرافضة للانقلاب المتصاعدة في الجامعات والمدارس التي باتت تنتشر بشكل كبير في كافة أنحاء مصر.

أما محمود سامي (20 عاما) الطالب في كلية التجارة بجامعة القاهرة، وأحد القادة الميدانيين للمظاهرات وعضو تحالف "طلاب ضد الانقلاب"، فيرى أن الشارع أصبح لا ينظر إلى أي قرارات ولا أي أحكام تصدرها سلطة الانقلاب ولا يلقي لها بالا، فقد أصبح الشغل الشاغل هو مواصلة التظاهر والاحتجاج وتصعيد الفعاليات الرافضة للانقلاب كالعصيان المدني وغيره.

ويضيف سامي للجزيرة نت أن الطلاب باتوا يبحثون عن ابتكار وسائل جديدة ومستحدثة كل يوم للتعبير عن رفض الانقلاب، ومن ثم فإن حكم حل جماعة الإخوان سيكون بمثابة دافع وحافز جديد يزيد من صلابة وقوة الرافضين للانقلاب.

‪مظاهرة سابقة لتحالف دعم الشرعية‬ (الجزيرة)
‪مظاهرة سابقة لتحالف دعم الشرعية‬ (الجزيرة)

وبحسب مراقبين، فقد أصبحت المظاهرات اليومية تطال شرائح جديدة لم تكن تشارك من قبل، خاصة ممن يكتوون بنار سلطة الانقلاب كل يوم، إذ إن بعض المشاركين في المظاهرات بات يعبّر عن انضمامه لها تحت طائلة الظلم الذي مارسته قوات الأمن والشرطة ضده أو ضد أحد أقاربه.

اعتقال الابن
أم محمد (50 عاما) عاما ربة منزل تسكن بناحية الوراق شمال محافظة الجيزة، تقول إنها انضمت للمظاهرات اليومية رغم كونها لا تنتمي إلى الإخوان ولا إلى السلفيين، ولكن بعدما قامت قوات الأمن باعتقال ابنها لأنه قاد سيارته الأجرة بعدما أوقفته الشرطة وسحبتها منه.

وتضيف أم محمد للجزيرة نت أن المظاهرات الآن اتسع نطاقها لدرجة أن سكان العقارات عندما تمرّ عليهم إحدى المسيرات أصبحوا يشاركون بفاعلية أكبر من ذي قبل.

بدورها تقول العضو في حزب الحرية والعدالة وإحدى القيادات النسائية المشاركة بالمظاهرات اليومية لتحالف دعم الشرعية، عبير كمال (43 عاما)، إن جماعة الإخوان المسلمين اعتادت على العمل في أحلك الظروف، ومن ثم فإن حكم حلّ الجماعة لن يؤثر على استمرار المظاهرات.

وتضيف كمال للجزيرة نت أن المظاهرات مستمرة، بل تزداد قوة بمشاركة شباب الجامعات والمدارس، ولن تتوقف إلا بعودة الشرعية وزوال الانقلاب.

المصدر : الجزيرة