انتخابات بافاريا وحكومة ألمانيا القادمة

توقعات المحللين تذهب لتأثر انتخابات البرلمان الألماني بنتيجة انتخابات ولاية بافاريا الجنوبية . الجزيرة نت
undefined

خالد شمت-برلين

أثارت نتيجة انتخابات البرلمان المحلي في ولاية بافاريا الألمانية الجنوبية تساؤلات عديدة حول تأثير هذه الانتخابات على انتخابات البرلمان الألماني (البوندستاغ) المقررة في 22 من الشهر الجاري، وسيناريوهات تشكيل الحكومة الألمانية القادمة.

وعزز فوز الحزب المسيحي الاجتماعي الحاكم في بافاريا بالأغلبية المطلقة المؤهلة للحكم منفردا بحصوله على 48% من الأصوات، آمال شقيقه الكبير الحزب المسيحي الديمقراطي الحاكم بالفوز بالأغلبية في الانتخابات البرلمانية الألمانية يوم الأحد القادم.

في المقابل أثار الفشل الذريع للحزب الديمقراطي الحر وعجزه عن تحقيق نسبة 5% المطلوبة لدخول برلمان بافاريا، المخاوف من تكرار الحزب لهذا الفشل بانتخابات البوندستاغ، مما سيؤدي لإنهاء تحالفه مع الحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل في الائتلاف الحكومي الحالي.

خسارة وسيناريوهات
وطرح احتمال حصول الحزب الديمقراطي الحرّ في الانتخابات العامة على نتيجة مماثلة لنسبة 3.2% التي حصل عليها بولاية بافاريا عدة سيناريوهات حول شكل التحالف الحكومي الألماني القادم.

وتوقعت المحللة السياسية في راديو ألمانيا بيتينا ماركس أن يمنى الحزب الديمقراطي الحر بخسارة فادحة. وعزت، في تصريحات للجزيرة نت، هذه الخسارة المحتملة إلى "انتهاج الحزب سياسة صدمت المواطنين، لميلها لمصالح الشريحة المنتمية للحزب من الأثرياء وأصحاب المداخيل الكبيرة".

وقالت ماركس إن "القيادات البارزة للديمقراطيين الأحرار كوزير الخارجية غيدو فيسترفيله ووزير التعاون الدولي ديريك نيبيل، ووزيرة العدل زابينا شنارنبيرغر، ووزير الاقتصاد ورئيس الحزب فيليب روسلر، أصبحت غير مقنعة لأكثرية الألمان ولا تحظى بشعبية بينهم".

وتوقعت أن تتسبب خسارة الحزب الديمقراطي الحر وفشله بالوصول للبرلمان، في قيام تحالف حكومي جديد من الحزبين الكبيرين المسيحي الديمقراطي والاشتراكي الديمقراطي.

توقعات بتحالف المستشارة ميركل وحزبها المسيحي مع الحزب الاشتراكي(الجزيرة)
توقعات بتحالف المستشارة ميركل وحزبها المسيحي مع الحزب الاشتراكي(الجزيرة)

وذكرت "أن هذا التحالف الذي أظهرت استطلاعات الرأي العام الأخيرة تفضيل أكثرية الألمان له، سيكون بين ميركل ورئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي وزير الخارجية السابق فرانك فالتر شتاينماير، بعد رفض المرشح الاشتراكي لمنصب المستشار بير شتاينبروك المشاركة في هذا التحالف الكبير".

وأشارت المحللة الألمانية أن توقعها لسيناريو هذا التحالف عائد لترجيحها حدوث تراجع كبير للحزب الاشتراكي بانتخابات البرلمان الألماني، رغم تحقيقه نسبة 20.5% بانتخابات بافاريا بزيادة 2% عن الانتخابات السابقة. ورأت أن "عدم وجود بُعد اجتماعي واضح في البرنامج الانتخابي للاشتراكي سيلعب دورا في التراجع المحتمل لمقاعده بانتخابات الأحد القادم".

وقالت ماركس إن الكشف عن مشاركة قيادات حالية لحزب الخضر في الدعوة بالثمانينيات لإباحة العلاقات الجنسية بين البالغين والأطفال، وتبنيه لرفع الضرائب ومنع المتاجر من بيع اللحوم يوما في الأسبوع يلزم فيه المواطنون بمأكولات نباتية، يعد عاملا إضافيا يعزز فرضية استبعاد تشكيل الاشتراكيين والخضر حكومة ألمانية جديدة.

تحالف مستبعد
ومن جانبه أيد المحلل السياسي توماس لوينغ ما ذهبت إليه المحللة ماركس من توقع تشكل الحكومة الألمانية القادمة من ائتلاف يضم الحزبين الكبيرين المسيحي والاشتراكي.

وأشار لوينغ، في تصريح للجزيرة نت، إلى أن تشكيل الحكومة الجديدة من تحالف يضم الحزبين الاشتراكي والخضر وحزب اليسار يبدو أمرا مستبعدا، في ضوء رفض الاشتراكيين والخضر لهذا التحالف. وأوضح أن رفض حزب اليسار لأي مشاركة للجيش الألماني بمهام في الخارج ينفي إمكانية مشاركة اليسار في حكومة مع الاشتراكيين والخضر، المؤيدين للمهام الخارجية للجيش الألماني.

وذكر المحلل السياسي أن قيام تحالف حكومي بين أحزاب الاشتراكي والخضر واليسار "يمكن توقعه على مستوي ولاية ألمانية، وليس على مستوى حكومة ألمانيا المتمتعة بوزن اقتصادي كبير على الصعيد الدولي".

ولفت لوينغ إلى عامل قد يكون له تأثير غير متوقع في انتخابات البرلمان الألماني، وهو دعوة الحزب الديمقراطي الحر أنصار الحزب الاشتراكي لمنحه أصواتهم كخيار ثانٍ في انتخابات الأحد القادم، وأشار إلى أن هذه الدعوة لاقت معارضة من قيادات بالحزب المسيحي طالبت الحزب الحر بالاعتماد على قدراته الانتخابية وحدها.

ونوه المحلل السياسي إلى أن حصول الحزب الديمقراطي الحر على أصوات الحزب المسيحي الديمقراطي كخيار ثانٍ بانتخابات ولاية سكسونيا السفلى تسبب بخسارة الحزب المسيحي وخروجه من حكم الولاية.

المصدر : الجزيرة