عالقو رفح.. عزّل تقهرهم السياسة

عدد من المسافرين العالقين بالقرب من حقائبهم
undefined

أحمد فياض-معبر رفح

بعيدا عن مواثيق حقوق الإنسان والحق في حرية التنقل والحركة، يعيش آلاف المدنيين العزل على جانبي معبر رفح بين قطاع غزة المحاصر ومصر مسلوبي الإرادة أمام قوى سياسية شتت شملهم وبالغت في قهرهم ومحاولة سلب إرادتهم.

وبات المعبر منذ سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على قطاع غزة أواسط 2007 بقعة لتصفية الحسابات السياسية وأحيانا لضغط وابتزاز الحركة، ليدفع الثمن وحدهم أطفال ونساء وعائلات تعيش داخل قطاع غزة المحاصر أو خارجه في الغربة.

ولم تكن أربعة أيام من الانتظار وسط الزحام في قاعة خارجية تؤدي إلى المعبر من الجانب الفلسطيني كافية لتمكين المسافر كمال الصباغ وعائلته من اجتياز المعبر ليلتحق بعمله في المملكة العربية السعودية.

شكاوى من الازدحام في التسجيل للسفر(الجزيرة)
شكاوى من الازدحام في التسجيل للسفر(الجزيرة)

ويخرج الصباغ  فجرا منذ أيام من منزله في مدينة غزة حاملا متاع أسرته بسيارة أجرة، ويودع أهله على أمل اجتياز المعبر.

لكن محدودية العدد المسموح له بالسفر وما ينتج عن ذلك من تدافع تفشل مسعاه وتحول دون تحقيق هدفه، فيضطر إلى العودة تحضيرا لتجربة أخرى في اليوم التالي.

مسلوب الإرادة
ويقول الصباغ في حديث للجزيرة نت إنه يشعر وكأنه مسلوب الإرادة، مضيفا أن مسلسل المعاناة ومشقة محاولات اجتياز المعبر باتت مشكلة لا نظير لها لديه، ولا مثيل لها في أنحاء العالم.

وقصة الصباغ واحدة من آلاف الحالات لعائلات تعيش ظروفا مأساوية، وبات منع السفر يهدد أعمالها ومصالحها ومصادر رزقها خاصة في دول الخليج، بسبب تكرار إغلاق معبر رفح من الجانب المصري، والاقتصار على فتحه جزئيا في الشهرين الماضيين.

ووفق مسؤولين فلسطينيين فإن قرابة 3500 مسافر من حملة الإقامات في مختلف الدول عالقون في غزة، يضاف إليهم قرابة 400 مريض وعدد غير محدد من طلبة الجامعات والجنسيات العربية والأجنبية.

ويضطر المسافرون العالقون على الجانب الفلسطيني من المعبر إلى المكوث ساعات طويلة مترددين بين مكتب التسجيل للسفر وقاعة الانتظار لحين ركوب الحافلات والدخول إلى الجانب الفلسطيني من المعبر والبدء في إتمام إجراءات السفر.

وفي الحافلات يضطر المسافرون للمكوث ساعات طويلة حتى يأذن الجانب المصري بدخولها، وفي أحيان كثيرة تنتهي العملية إلى الفشل، إذ يرفض الجانب المصري دخول أكثر من أربع أو خمس حافلات في اليوم الواحد.

‪صباغ يحزم حقائبه منذ أربعة أيام ويغادر‬ (الجزيرة)
‪صباغ يحزم حقائبه منذ أربعة أيام ويغادر‬ (الجزيرة)

ووفق بعض المسافرين -تحدثوا للجزيرة نت- فإن كثيرا منهم يتكرر قدومهم إلى المعبر من الجانب الفلسطيني عشر مرات -أحيانا- دون أن يسمح لهم بالسفر.

حاجة ملحة
ورغم نفي المسؤولين الفلسطينيين وتحميل ذلك للجانب المصري، يشكو المسافرون من سوء التنظيم وتجاوزات موظفي المعبر المسؤولين عن تنظيم حركة المسافرين من الجانب الفلسطيني والتابعين لوزارة الداخلية في الحكومة المقالة، لتشكل إضافة جديدة للمعاناة التي يواجهونها.

من جهته يؤكد مدير هيئة المعابر والحدود بغزة ماهر أبو صبحة أن أكثر من 3500 مسافر من حملة الإقامات في الخارج والعالقين في قطاع غزة بحاجة ملحة للسفر، يضاف إليهم نحو 400 مريض وعدد غير محدد من الطلبة الجامعيين وحملة الجنسيات العربية والأجنبية.

ويقدر في حديثه للجزيرة نت أن عشرات آلاف المواطنين بحاجة ملحة للسفر إن أتيحت لهم الفرصة، مشددا على أن الجانب الفلسطيني لا يمكنه التغلب على المشكلة طالما لا تسمح السلطات المصرية إلا لنحو 250 شخصا بالسفر يوميا.

وجدد المسؤول الفلسطيني مناشدته الجانب المصري بمد ساعات العمل إلى أكثر من أربع كي يتسنى حل مشكلة العالقين وأصحاب الحاجات الملحة للسفر.

المصدر : الجزيرة