الرصاص ينهي مظاهرة مسجد الحصري السلمية

تظاهر آلاف المصريين اليوم الجمعة أمام مسجد الحصري بمدينة السادس من اكتوبر.
undefined

عبد الحافظ الصاوي-القاهرة

خرجت المظاهرات أمس من مسجد الحصري بمدينة 6 أكتوبر عقب صلاة الجمعة بشكل تلقائي واستمرت حتى أذان العصر، حيث شرع الشباب المتظاهرون في عمل منصة، يديرون من خلالها الميدان.

وبعد أداء الصلاة أطلقت القنابل المدمعة ثم الرصاص الحي، فتفرق المتظاهرون بشكل سريع، حيث ركزوا على صرف النساء أولا.

وكان حضور النساء ملحوظا في الوقفة أمام مسجد الحصري، كما هو حاصل في كافة الفعاليات التي نظمت ضد الانقلاب بعد الثالث من يوليو الماضي.

بيد أن مجموعة من النساء حوصرن في مسجد النساء، ولم يُفرج عنهن إلا بعد صلاة المغرب، وبعدها سيطرت مدرعات الجيش على مداخل ميدان الحصري، مع استمرار إطلاق النار من قبل القوات المتمركزة بمركز شرطة السادس من أكتوبر من جهة، ومن جهة أخرى أتت نيران أخرى من مركز لشرطة النجدة.

مشاركة نسائية بمظاهرة مسجد الحصري عقب صلاة الجمعة (الجزيرة)
مشاركة نسائية بمظاهرة مسجد الحصري عقب صلاة الجمعة (الجزيرة)

هتافات
وظل المتظاهرون يرددون الهتافات التي تندد بالانقلاب العسكري وبالمجازر التي نفذت لدى فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، وكان شعار "يسقط يسقط حكم العسكر" هو الأكثر ترديدا بين المتظاهرين، وكذلك شعار "اشهد اشهد يا زمان حرقوا اخوتنا في الميدان".

ونالت وزارة الداخلية قسطا كبيرا من الهتافات التي تعبر عن غضب المتظاهرين، مثل "الداخلية بلطجية"، و"الداخلية مش وزارة، الداخلية محل جزارة".

وقبل أن تبدأ قوات الشرطة والجيش في الهجوم على المتظاهرين ظهرت في سماء ميدان الحصري طائرة هليكوبتر طافت الميدان، حيث استقبلها المتظاهرون بهتاف "ارحل".

وعلى ما يبدو أن المتظاهرين كانوا يتوقعون هجوما من قبل الشرطة والجيش، إذ أنشؤوا مستشفى ميدانيا، وطالبوا الأطباء المشاركين في المظاهرة بالتوجه إليه، إلا أن التمكن من الاطلاع على المستشفى كان عسيرا بسبب سيطرة قوات الأمن على ميدان الحصري وكذلك المسجد.

لكن ما تأكدت منه الجزيرة نت وفاة مواطنين نتيجة طلق ناري أحدهما يدعى محمود خليل نوح يعمل حارسا لأحد العقارات بالحي الأول بالمدينة، ويبلغ من العمر 35 عاما، وهو متزوج ولديه ثلاثة أطفال. إضافة إلى المصابين الذين لم نتبين عددهم.

صرح النائب السابق بمجلس الشورى صديق عبد المطلب للجزيرة نت بأن الهدف من هذه الوقفة بعد صلاة الجمعة هو "إيصال رسالة إلى الانقلابيين بأن مشروعهم لن يمر على الرغم من المجازر التي ارتكبوها في ميداني رابعة العداوية والنهضة

مستمرون بالسلمية
بدوره صرح النائب السابق بمجلس الشورى صديق عبد المطلب للجزيرة نت بأن الهدف من هذه الوقفة بعد صلاة الجمعة هو إيصال رسالة إلى الانقلابيين بأن مشروعهم لن يمر على الرغم من المجازر التي ارتكبوها في ميداني رابعة العداوية والنهضة.

وأكد عبد المطلب أن "كل السيناريوهات لمواجهة الانقلاب العسكري مفتوحة، ولكن في إطار السلمية" وأن المتظاهرين لن ينجروا إلى العنف.

وبين أن القضية لدى الشارع الآن هي الشرعية التي "تم الانقضاض عليها"، وكذلك الدماء التي أزهقت في ميداني رابعة والنهضة، حيث يطالب المتظاهرون بمحاسبة من قاموا بهذا الاعتداء.

ويوضح عبد المطلب أن عددا كبيرا من المتظاهرين لا ينتمون لأحزاب سياسية أو جماعة الإخوان المسلمين.

وتتفق السيدة عزة الجرف -عضو مجلس الشعب المنحل، والقيادية البارزة بحزب الحرية والعدالة- مع عبد المطلب في الأهداف التي نظمت في إطارها فعاليات جمعة الغضب على مستوى محافظات مصر.

ودعت الجرف إلى استمرار المظاهرات السلمية حتى سقوط "الانقلاب"، وترى أن الخطوة القادمة هي الاعتصامات النوعية، ثم الدعوة للعصيان المدني.

وأكدت الجرف للجزيرة نت أن القضية الآن هي قضية شعب وليست صراعا سياسيا بين فصيلين، حيث تحرص الجماهير الآن على رفض عودة ممارسات الدولة البوليسية، وكبت الحريات، أو الاستهتار بأصوات الناخبين.

المصدر : الجزيرة