القاهرة.. آلاف بالتحرير وشوارع خالية

الآلاف بالتحرير وشلل بشوارع القاهرة
undefined
عبد الرزاق مرابط-القاهرة
 
لا صوت يعلو في ميدان التحرير بقلب العاصمة المصرية القاهرة على أصوات المتظاهرين المطالبين للرئيس محمد مرسي بالرحيل، وبينما استقبل الميدان آلاف المصريين الحاملين للأعلام والكروت الحمراء، بدت شوارع القاهرة خالية من المارة وأغلقت المحلات والمقاهي المحيطة بالميدان أبوابها تحسبا لاندلاع أعمال عنف أو عمليات سلب ونهب.

ولاحظت الجزيرة نت الغياب الكامل لقوات الأمن والشرطة في محيط الميدان، وتكفل عدد كبير من المتظاهرين بتأمين جميع مداخله وتفتيش كل الداخلين تفتيشا دقيقا.

‪الشعارات المرفوعة تطالب مرسي بالرحيل‬ (الجزيرة نت)
‪الشعارات المرفوعة تطالب مرسي بالرحيل‬ (الجزيرة نت)

شلل بالشوارع
وقال أحد الشبان المكلفين بالحراسة إن تأمين الميدان والمتظاهرين هو مهمة شبان الثورة، معبرا عن خشيته أن يحاول "مندسون" إدخال البلبلة بين الناس والخروج بالمظاهرات عن طابعها السلمي، حسب تعبيره.

في الطريق إلى الميدان، بدت الشوارع مقفرة وأغلقت المحال التجارية والبنوك والمقاهي أبوابها، باستثناء أفواج من الناس يسرعون الخطى للالتحاق بالمتظاهرين في ميدان التحرير.

ورغم حالة التوتر والخوف، فإن عددا من سائقي سيارات الأجرة فضل العمل بحذر كحال السائق عاطف الذي أكد أنه خرج مرغما من أجل "أكل العيش"، معبرا عن أمله أن يمر اليوم بسلام ومن دون مشاكل. لكنه تدارك ليقول إنه حالما يستشعر الخطر فإنه لن يغامر وسيعود للبيت حالا.

ويشاطره الرأي زميله سمير الذي قال إنه يحاول استغلال رغبة الناس للالتحاق بميدان التحرير لتحقيق دخل أكبر، لكنه أكد أنه سيلتحق بالميدان بعد العصر، لأن مرسي "لم يقدم شيئا للبلد"، حسب تعبيره.

‪حراسة مشددة عند مداخل الميدان‬  (الجزيرة نت)
‪حراسة مشددة عند مداخل الميدان‬ (الجزيرة نت)

حماس بالميدان
أما داخل الميدان فإن الوضع اختلف تماما عن شوارع القاهرة، فقد ضجت الأجواء بأصوات المتظاهرين مرددين الكلمة المشهورة "ارحل، ارحل" ورافعين الشعارات المعادية لمرسي وجماعته.

وبين صفوف المتظاهرين، انتصب العديد من الباعة عارضين علم مصر وبطاقات حمراء كتب عليها بالخط العريض "ارحل". فيما يبيع آخرون المأكولات وكميات كبيرة المشروبات التي أقبل عليها الناس بنهم بسبب حرارة الطقس المرتفعة.

ونفى أحد الباعة، الذي رفض التقاط صورة له، أن يكون وجوده في الميدان بدافع التربح، مؤكدا أن المتظاهرين في حاجة ماسة للسوائل في ظل هذا الزحام والحرارة المرتفعة.

وقد لاحظنا وقوع عدد من حالات الإغماء، بينما هرعت سيارة إسعاف لنقل امرأة فقدت وعيها فيما كان البعض يرشها بالماء محاولين إسعافها.

وقد بدا الغضب واضحا في أقوال بعض المتظاهرين الذين تحدثت إليهم الجزيرة نت، حيث أكد العديد منهم إصرارهم على رحيل الرئيس محمد مرسي حتى لو كلفهم ذلك دماءهم، على حد تعبيرهم.

وقال عوض إنه معتصم بالميدان منذ أربعة أيام وإنه مستعد لمواصلة اعتصامه حتى "سقوط النظام" كما فعل خلال الثورة على نظام حسني مبارك. ولم يفوت عوض الفرصة للإشارة إلى أنه من بلدة الشرقية التي هي مسقط رأس الرئيس مرسي كذلك.

من جهته، أكد متظاهر آخر أن الأمور لن تقف عند حدود ميدان التحرير، قائلا إن هذه الآلاف ستتجه نحو قصر الاتحادية لتلتحق بالمعتصمين هناك.

وعن مدى خشيته من أن يتحول فعل كهذا إلى أعمال عنف، قال إن "الحسم يجب أن يكون له ثمن" على حد تعبيره.

المصدر : الجزيرة