إسرائيل تضغط على أوروبا بالنووي الإيراني

JERUSALEM, -, - : Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu (R) welcomes EU Foreign Policy Chief Catherine Ashton (L) at his office in Jerusalem, on June 20
undefined

محمد محسن وتد-القدس المحتلة

تزامنت زيارة  مسؤولة السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون إلى إسرائيل مع مستجدات وتباين بالمواقف من الملف النووي الإيراني عقب انتخاب حسن روحاني رئيسا لإيران، وترحيب المجتمع الدولي بذلك، مقابل موقف إسرائيل الذي لا يتناغم مع موقف الغرب وأميركا.

وخلال اللقاء الذي جمع أشتون برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بدا الملف الفلسطيني أكثر فتورا بالنسبة لنتنياهو الذي سعا لإقناع أشتون بضرورة بقاء أوروبا بالجبهة المناهضة والمتصدية للمشروع النووي الإيراني.

ويرى مدير المعهد الإسرائيلي "ميتفيم" المتخصص بالسياسات الخارجية للشرق الأوسط الدكتور نمرود جورن أن جولة أشتون تندرج ضمن المساعي الحثيثة لأوروبا لإحياء مسار المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، في ظل المتغيرات الحاصلة بالشرق الأوسط والاختلاف بالمواقف من المشروع النووي الإيراني عقب انتخاب روحاني.

وقال جورن في حديثه للجزيرة نت إن الزيارة تأتي وسط تواتر تصريحات للقيادة الإسرائيلية باستبعاد تجديد المفاوضات ومناهضة غالبية الائتلاف الحكومي لحل الدولتين، مما يشير إلى الغموض وانعدام الرؤى في سياسة حكومة نتنياهو التي وضعت على أجندتها السياق الاقتصادي الاجتماعي تهربا من خيار السلام مع الفلسطينيين.

كما شدد على أن أوروبا تتطلع لموطئ قدم بالشرق الأوسط، وتسعى لتكون لاعبا أساسيا بالمسار التفاوضي، وعليه أرادت التيقن من طرح نتنياهو خصوصا في ظل المواقف داخل حكومته حيال القضية الفلسطينية.

وأوضح جورن أن أوروبا ولإقناع نتنياهو تعرض رزمة من المحفزات تتلخص بالاستثمار المالي ضمن مشروع "السلام الاقتصادي" وتعزيز الحراك السياسي عبر مقترح لعقد قمة على مستوى وزراء خارجية أوروبا، إلى جانب تعزيز التبادل والتعاون العسكري بين أوروبا وإسرائيل.

ورغم ذلك، قلل جورن من إمكانية نجاح أوروبا في التأثير على إسرائيل بكل ما يتعلق بمسار المفاوضات، كون نتنياهو لا يبدو جادا للوصول لتسوية وإنهاء الصراع. 

‪مصطفى: الحكومة الإسرائيلية ستواصل المراوغة الدبلوماسية‬ (الجزيرة نت)
‪مصطفى: الحكومة الإسرائيلية ستواصل المراوغة الدبلوماسية‬ (الجزيرة نت)

قلق ومخاوف
من جانبه، استبعد أستاذ العلوم السياسية بجامعة حيفا، مهند مصطفى، إمكانية حدوث تقدم وأي نتائج مستقبلية من زيارة أشتون للمنطقة في ظل هوس إسرائيل بالملف النووي الإيراني حيث تطالب أوروبا بعدم منح فرصة لروحاني والبقاء بالجبهة المناهضة والمتصدية للنووي الإيراني.

ومقابل هذا الهاجس الإسرائيلي -يقول مصطفى بحديثه للجزيرة نت- إن أوروبا تبدو قلقة جدا من تصريحات بعض الوزراء بعدم وجود إرادة لدى الحكومة الإسرائيلية بإقامة دولة فلسطينية ضمن حل الدولتين الذي ترى أوروبا به مصلحة إستراتيجية لإسرائيل أيضا.

ولفت إلى أن أوروبا انتدبت أشتون إلى تل أبيب للتيقن من مواقف نتنياهو وحكومته من التعامل مع النووي الإيراني بعهد الرئيس روحاني والمفاوضات مع الفلسطينيين ومستقبل سلام الشرق الأوسط.

وشدد مصطفى على أن إسرائيل ستواصل المراوغة الدبلوماسية عبر الترويج لالتزام نتنياهو بخطاب بار أيلان وموافقته على خيار الدولتين، ورغم ذلك هناك خوف أوروبي ألا يكون تقدم بالمسيرة التفاوضية الموجودة على مفترق طرق.

ودافع المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي للإعلام العربي عن مواقف الحكومة من مفاوضات السلام والاستعداد للعودة لطاولة المفاوضات دون شروط مسبقة، وتأكيده على مواقف نتنياهو من المشروع النووي الإيراني وضرورة التصدي لطهران رغم ما أفرزته الانتخابات الرئاسية.

وشدد أوفير جندلمان في حديثه للجزيرة نت على أن بلاده تولي أهمية قصوى لدور أوروبا ومواقفها الداعمة لإسرائيل، وعليه تأتي مساعي إسرائيل للتأثير على أوروبا "بعدم الانجرار وراء تصريحات روحاني ووهم التغيير بإيران".

جولات وضغوطات
وبدوره، أبدى مدير مركز موشي دايان للدراسات الإستراتيجية أيال زيسير استغرابه ممن يعولون على نتائج ملموسة لجولة أشتون للمنطقة وزيارتها إلى إسرائيل، على اعتبار أن أوروبا تقوم بأداء دور وظائفي ليس إلا لتذكر العالم بأنها ما زالت موجودة وتعتمد سياسة مسؤولة.

ويؤكد زيسير للجزيرة نت أن الزيارة كغيرها من جولات سابقة للأوروبيين بالمنطقة شكلية رغم أنها تنسجم مع الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى المنطقة.

ورغم ذلك، يستبعد زيسير إمكانية انفراج أزمة جمود المفاوضات كون الإدارة الأميركية ورغم مساعيها فإنها غير جادة ولا تمارس أي ضغوطات على حكومة نتنياهو للتسوية مع الفلسطينيين.

المصدر : الجزيرة