رسائل طمأنة وتحذير في مناورات الخليج
منذر القروي
تنفذ الولايات المتحدة ودول حليفة ما وُصفت بأنها أكبر تدريبات عسكرية لتأمين الملاحة في الخليج العربي. ومع أن هذه التدريبات موسمية, فإن مراقبين يعتقدون بأن حجمها تفسره التوترات في المنطقة, وأنها تحمل رسائل تحذير وطمأنة على حد سواء.
وتبدأ التدريبات رسميا اليوم وتستمر حتى الثلاثين من هذا الشهر، بمشاركة الولايات المتحدة ونحو أربعين دولة حليفة لها.
والعنوان الرسمي لهذه التدريبات هو رصد ونزع الألغام البحرية في هذا الممر المائي الذي تُنقل عبره قرابة 40% من صادرات النفط العالمية. وزيادة على رصد وإزالة الألغام البحرية, تشمل التدريبات حماية السفن بما فيها ناقلات النفط.
وتأتي التدريبات التي تشارك فيها بريطانيا وفرنسا في وضع بالغ الاضطراب، وسط مخاوف من تحول الأزمة السورية إلى صراع إقليمي, خاصة بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة على أهداف قرب دمشق, والحديث عن تورط أكبر لإيران وحزب الله اللبناني في سوريا.
ويعتقد الباحث في العلاقات الدولية خطار أبو ذياب بأن حجم التدريبات والضجيج الذي يرافقها يضعها في خانة التعبئة والاستعداد في ظل الوضع المضطرب بالمنطقة.
رسائل
وقال أبو ذياب للجزيرة نت إن الأزمة في سوريا والتوترات في الخليج تشي باشتباك قد يحدث في أي لحظة, مضيفا أن التدريبات تتضمن رسائل طمأنة لحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة, ورسائل تحذير لإيران المقبلة على انتخابات رئاسية الشهر القادم.
وباتت إيران تُتّهم بالانخراط المباشر أكثر فأكثر في الصراع السوري عبر دعم حليفها الرئيس بشار الأسد بالمال والسلاح وحتى بالرجال, أو من خلال حليفها الآخر حزب الله الذي تتهمه المعارضة السورية بالقتال في ريف القصير بحمص وفي دمشق.
وفي الوقت نفسه, ما زال التوتر قائما بين إيران والقوى الغربية وإسرائيل بسبب رفض الإيرانيين في كل جولات التفاوض الماضية وقف تخصيب اليورانيوم. وكانت طهران قد لوحت نهاية العام 2011 بغلق مضيق هرمز الإستراتيجي ردا على العقوبات الغربية والتهديدات الإسرائيلية, وهو ما دفع واشنطن إلى تحذيرها من خطوة كهذه.
بدوره, رأى رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية اللواء أنور ماجد عشقي أن التدريبات التي بدأت اليوم في الخليج، توجه رسائل طمأنة للدول الخليجية مفادها أن مناطق النفط ستبقى آمنة.
وقال اللواء عشقي في اتصال مع الجزيرة نت إن المشاركة الواسعة في التدريبات توضح أن دول العالم متوحدة ضد أي عمل إيراني قد يستهدف البحرين أو سواها.
إيران وسوريا
من جهته, يعتقد مدير مركز الدراسات الإيرانية والعربية علي نوري زاده أن التدريبات الواسعة النطاق التي بدأت اليوم في الخليج، تتم في ظل قلق غربي من ردود إيرانية على سقوط محتمل للنظام في سوريا.
وقال زاده للجزيرة نت إن الإيرانيين بدورهم قلقون من سقوط محتمل للأسد. وكانت إيران نبهت مرارا إلى مخاطر انتصار محتمل للمعارضة السورية المسلحة على المنطقة برمتها.
وأدانت إيران أمس الغارات الإسرائيلية على أهداف عسكرية قرب دمشق, وقالت إنها مستعدة لتدريب الجيش السوري, ثم نفت أن تكون المواقع المستهدفة تضم أسلحة إيرانية مثلما قالت مصادر إسرائيلية.
وتحدث زاده عن "طبخة" غربية يجري الإعداد لها للمنطقة, قائلا إن هناك مؤشرات على وجود خطة طوارئ من أجل المواجهة في مرحلة ما بعد الأسد.
واعتبر أن المنطقة الآن في وضع حرج, وأن خريطة جديدة يمكن أن تتشكل في المنطقة بعد انهيار محتمل للنظام في سوريا.