صبي أوكراني يدافع عن قضايا تتار القرم

صورة لبيكير خلال مؤتمر صحفي عقد على هامش جائزة سلمت إليه
undefined

محمد صفوان جولاق-القرم

تتحدث إليه كما تتحدث إلى الصبية في سن الثالثة عشرة، لكنه يفاجئك بإدراكه وثقافته وطريقة كلامه، فتجد نفسك مضطرا لاحترامه والحديث معه بجدية أكثر، كزميل صحفي مخضرم، لا كطالب مدرسة في الصف السادس.

بيكير (بكر) أبلايف صبي أوكراني معجزة وفق مقاييس مختصين أوكرانيين، يعتبر محل فخر لأسرته وأساتذته، ولتتار القرم الذين يدافع بكتاباته عن قضاياهم، من خلال تغطياته الصحفية للأحداث، ومقالات دورية تحظى باهتمام عدة صحف ومواقع محلية شهيرة، إضافة إلى عدة قصص ألفها عن تاريخ وثقافة التتار كواحد منهم.

يقول عبد الكريم إن موهبة ابنه بكر في مجال الصحافة والكتابة ظهرت عندما كان بالخامسة من العمر، وهي موهبة حرص رغم الفقر على تنميتها، بشراء كتب وإجراء عدة دورات تدريبية والسفر للمشاركة بمسابقات، ومساعدة واهتمام معلم ابنه بالمدرسة، ليحوز الابن بعد ذلك على عشرات الجوائز والشهادات بأوكرانيا وألمانيا وكزاخستان وغيرها من الدول.

قضايا التتار
ويعتبر بكر أن موهبته وليدة محنة الفقر التي عاشتها أسرته بعد العودة من المهجر، وفي إطار الوفاء، يستبسل بمقالاته دفاعا عن قضايا التتار، وخاصة التهجير القسري الذي فرض عليهم عام 1944 من قبل نظام الزعيم السوفياتي السابق جوزيف ستالين، وقضايا استعادة الحقوق والممتلكات بعد العودة.

‪بكر‬ (يمين)(الجزيرة نت)
‪بكر‬ (يمين)(الجزيرة نت)

وإلى جانب الدفاع، يحرص بكر على المساهمة بإحياء لغة وهوية التتار، لأنه يعتبر أن أكبر تحد يواجهونه اليوم هو الذوبان السلبي بالمجتمع، والابتعاد عن الهوية والأصل والجذور.

وفي سياق متصل، يلفت بكر إلى أنه يهتم كثيرا بفئة الأطفال، لأنه في النهاية واحد منهم، وبوعيهم يرسم شكل المستقبل، على حد وصفه.

مؤلفات
ولبكر مواد صحفية كثيرة، بين أخبار وتقارير حول عدة موضوعات، إضافة إلى الكثير من المقالات وعدة مجموعات قصصية، كتب أولاها بعامه الخامس.

ويستعرض بكر للجزيرة نت بعض مؤلفاته التي ما زالت تلاقي إقبالا كبيرا بأوساط التتار وغيرهم، ومن أبرزها مجموعة "حكايا جدي" التي تضم حكايات نسجها بخياله عن التهجير والعيش بالمهجر، ومجموعة "مغامرات" التي تتحدث عن بطولات أطفال تميزوا بالأخلاق وحب الوطن.

حب القراءة
ويتحدث بكر للجزيرة نت عن هواياته، فيضع القراءة على رأس قائمة تضم أيضا الرسم والغناء والعزف على آلة الكمان، وكذلك أداء عدة رقصات شعبية من التراث التتري. ويقول بكر إن القراءة توسع عليه آفاق الخيال، وتفتح أمامه عدة مجالات تتحول لاحقا إلى مواضيع ومحاور مقالات وقصص، ولذلك يواظب عليها يوميا عدة ساعات.

ويشير إلى أنه شغوف بمتابعة أخبار السياسة، وقراءة كتب التاريخ والقصص، وكذلك الكتب التي تتحدث عن الثقافة التترية الإسلامية، وثقافات وعادات عدة شعوب حول العالم.

ولا يعتبر بكر الصحافة هواية بالنسبة له، بل هي مهنة المستقبل التي يسعى لأن يتميز فيها، ليكون من أكثر الصحفيين قوة في الطرح والدفاع على حقوق التتار وغيرهم، كما يقول.

المصدر : الجزيرة