استهداف المرشحين يتصاعد في العراق

استهداف المرشحين يتصاعد مع اقتراب موعد الأنتخابات المحلية بالعراق
undefined

 
علاء يوسف-بغداد

أكد سياسيون ومراقبون عراقيون أن استهداف المرشحين في الانتخابات المحلية التي ستجري غداً السبت يهدف إلى التأثير على العملية الانتخابية، ومنع الناخبين من الذهاب إلى صناديق الاقتراع، ومنع ترشيح الكفاءات في انتخابات مجلس النواب المقبلة.

وتم اغتيال أكثر من 15 مرشحاً من قوائم مختلفة بوسائل مختلفة، كان النصيب الأكبر منها لمرشحي القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي.

وقال عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب حامد المطلك -للجزيرة نت- "إن استهداف المرشحين لا يهدف إلى إفشال العملية الانتخابية، لأنه لم يستهدف جميع القوائم المشاركة في الانتخابات المحلية، وإنما القائمة العراقية هي الوحيدة التي تتعرض لتصفية مرشحيها عن طريق الأعمال الإرهابية، مما يؤكد أنه استهداف سياسي، وقمع لجهة معينة".

وأضاف المطلك أن هذا الاستهداف -الذي أدى إلى مقتل أكثر من 14 مرشحا- "يهدف إلى التأثير على المرشحين والناخبين من القائمة العراقية، لكي يتم منعهم من المشاركة في الانتخابات، من خلال عدم ذهابهم إلى صناديق الاقتراع لاختيار مرشحيهم عن طريق إرهابهم بهكذا عمليات، وتصفية الجيدين منهم".

كما انتقد المطلك موقف قوات الأمن من تلك العمليات، وقال إن إجراءاتها "ضعيفة جدا وتكاد لا تذكر، لأنها لا تستطيع حماية الأمن العام للبلد، فكيف تتمكن من حماية المرشحين".

‪المطلبي: الصراع سينتهي بعد إجراء الانتخابات‬ (الجزيرة نت)
‪المطلبي: الصراع سينتهي بعد إجراء الانتخابات‬ (الجزيرة نت)

تنافس
من جانبه، قال المرشح عن "ائتلاف دولة القانون" سعد المطلبي -للجزيرة نت- "إن استهداف المرشحين في بعض المحافظات يوضح التنافس الانتخابي الأمني بين كتل سياسية كانت تنتمي لتحالف سياسي واسع فشل وانفرط إلى أجزاء" في إشارة منه إلى القائمة العراقية .

ويرى أن الصراع السياسي "تحول إلى صراع أمني للسيطرة على مصادر التمويل في بعض المحافظات"، معتبرا أن الصراع الحالي "سينتهي بعد انتهاء انتخابات مجالس المحافظات، ولن يمتد للانتخابات النيابية المقبلة، لأن البرلمان لا توجد فيه سرقات كبيرة على عكس مجالس المحافظات التي ترتبط بشكل مباشر بتنفيذ المشاريع وتنمية الأقاليم".

ودعا المطلبي المحافظات التي تجري فيها تصفية المرشحين إلى توفير الحماية اللازمة، وتطبيق القانون، والضرب بيد من حديد على يد دعاة الإرهاب والمجاميع المسلحة.

و قال المرشح عن "ائتلاف المواطن" محمد الربيعي -للجزيرة نت- "إن الإرهاب يبحث عن الأشياء التي تثير الرأي العام، واستهداف المرشحين هو جزء من هذا الموضوع، بسبب تسليط وسائل الإعلام المحلية والأجنبية الضوء عليه من خلال تداول أخباره بشكل مباشر".

وأضاف "الإرهاب يحاول إبقاء العملية السياسية متراجعة، ومنع تقديم الخدمات إلى المواطنين، من خلال استهداف المرشحين المعروفين وتمزيق لوحاتهم الدعائية، والمواطن العراقي لن تخيفه هذه الأمور، وسيذهب إلى صناديق الاقتراع لإجراء التغيير المطلوب وتطبيق مبادئ الدستور، وهو دليل وعي كبير لدى العراقيين في مواجهة الأساليب الإرهابية". 

‪أمير الساعدي: هناك محاولات لتأخير الانتخابات‬ أمير الساعدي: هناك محاولات لتأخير الانتخابات (الجزيرة نت)
‪أمير الساعدي: هناك محاولات لتأخير الانتخابات‬ أمير الساعدي: هناك محاولات لتأخير الانتخابات (الجزيرة نت)

عرقلة
من جانب آخر، قال المحلل السياسي أمير جبار الساعدي "هناك محاولات لتأخير إجراء العملية الانتخابية، وعرقلة عملية بناء الديمقراطية، وعدم توجه العملية السياسة في بناء دولة المؤسسات".

وأضاف الساعدي "أن استهداف المرشحين يهدف إلى تحذير الكتل الصغيرة التي أصبحت منافسا قويا على الساحة العراقية بعد إجراء استطلاعات الرأي، التي أكدت أن الانتخابات المقبلة ستشهد بروز قوى سياسية جديدة تغير الخارطة السياسية، وهذا مؤشر خطير للقوى السياسية التي تستحوذ على السلطة".

ويرى الناشط السياسي يوسف المحسن أن استهداف المرشحين "يهدف إلى إرباك سير العملية الانتخابية، وبث الرعب في نفوس الناخبين، ويبعث رسالة سلبيه إلى أقرانهم من التكنوقراط، الذين يرغبون بالترشيح في الانتخابات القادمة بأننا قادرون على استهدافكم والوصول إليكم".

المصدر : الجزيرة