التسلح.. أكبر تحد يواجه ثوار سوريا

تي -52 جاهزة للعمل
undefined

ماجد أبو دياك-حلب

تشكل قضية التسلح واحدا من أكبر التحديات التي تواجه الثوار في سوريا في ضوء اختلال موازين القوة العسكرية مع النظام الذي يمتلك ترسانة كبيرة من الأسلحة.

وتكاد تكون الشكوى التي تسمعها من الفصائل المقاتلة واحدة: انعدام الإمداد الخارجي بالسلاح الثقيل وعدم توفر الذخائر للآليات التي يغنمها الثوار من قوات النظام.

ويمتنع الغرب عن تزويد الثوار بالسلاح مخافة أن يقع بيد من يسميهم "الإرهابيين" وقد باءت بالفشل محاولات فرنسا وبريطانيا لإقناع الاتحاد الأوروبي بمد المعارضة بالسلاح، وترفض الولايات المتحدة لنفس السبب إمداد المعارضة بالسلاح الثقيل وتضغط على حلفائها لعدم السماح بمرور الأسلحة إلا ما يتم تحت سمعها ونظرها.

ويدرك الثوار أن هذه المعضلة ستظل باقية، ولذلك فقد باشروا في التصنيع المحلي وبدؤوا في التعامل مع تهريب الأسلحة وإن بكميات محدودة، مع بقاء الشق الأهم في التسليح مما يغنمه المقاتلون من النظام.

عبوة جدارية تصنيع محلي (الجزيرة)
عبوة جدارية تصنيع محلي (الجزيرة)

غنائم الثوار
في هذا السياق، أكد محمد عبده مسؤول التسليح بلواء التوحيد الموجود بكثافة في حلب أن جزءا قليلا من الأسلحة يتم تحصيله كدعم خارجي، ولكنه رفض الحديث عن الجهات التي تقدم هذه الأسلحة، أما الباقي فيأتي من غنائم النظام، ويقول ساخرا "نحن نعتبر أن أكبر داعم لنا هو روسيا ونظام الأسد".

وأضاف أن الثوار سيطروا على ست دبابات ومثلها من الـ(بي أم بي) -وهي مجنزرة أصغر من الدبابة – بالإضافة إلى الدبابات الخاضعة للصيانة. ووفق عبده أيضا فقد تمت السيطرة على ثلاثة مدافع 130 ذات التغطية النارية الكثيفة ولكنها تحتاج إلى ذخيرة غير متوفرة، متوقعا الحصول عليها من مخازن خان طومان التي تم الاستيلاء عليها في حلب.

وعن كيفية تعلم قيادة هذه الآليات من جنود لم يسبق لهم العمل عليها، أبلغنا المقاتل عبد الكريم الأحمد من السفيرة بريف حماة أنه يرمي من دباية "تي 62" وقد تعلم التحكم فيها من منشقين عن النظام خلال عمله بكتيبة الدبابات.

تصنيع محلي
وكانت لنا فرصة لٌلاطلاع على جزء من التصنيع المحلي للثوار عند أحد الألوية التي طلبت عدم الإفصاح عن اسمها. ويتنوع التصنيع بين القنبلة اليدوية البسيطة وألغام الأفراد والألغام الجدارية التي تستخدم للاقتحام، وصولا إلى الصواريخ التي يصل مداها  لبضعة كيلومترات فقط.

ولم نتمكن من زيارة مقر جبهة النصرة -الموضوعة على لائحة الإرهاب الأميركية- بسبب تحفظ الجبهة على التعامل مع الإعلام إلا في تصوير بعض العمليات. وبدلا من ذلك توجهنا إلى كتيبة المشاة بريف حلب والتي تتبع لواء التوحيد وتمت السيطرة عليها العام الماضي. واطلعنا هناك على عدد من دبابات تي 52 وهي تستعد للقتال في الجبهات.

دبابة
دبابة "تي 72" قرب مطار منغ العسكري (الجزيرة)

دبابات بحوزة الثوار
وفي تل رفعت القريب من مطار منغ العسكري الواقع تحت سيطرة النظام، لم نتمكن من رؤية قائد كتيبة الدبابات بلواء التوحيد العقيد سامر زيتون، بسبب إصابته العرضية أثناء جولة تدريب، فرافقنا نائبه أبو محمد إلى نقطة عسكرية قريبة من المطار.

وفي مكان محدد بريف حلب الشمالي قرب المطار، أزاح لنا أغصان الزيتون التي تغطي دبابة من نوع تي 72 قائلا إن هناك دبابات أخرى ومن بينها دبابة "تي 82" الأحدث بالترسانة السورية بحوزة الثوار، لكنه قال إنها على خط الجبهة الأول تشارك في حصار المطار، ومن الخطورة بمكان علينا الوصول إليها.

وأضاف أن كتيبته تحاول إصلاح خمس دبابات معطوبة من طرازات "تي 52" و"تي "62 للمشاركة في عمليات الثوار، ولكنه طلب منا عدم كشف مكان إصلاح هذه الدبابات حتى لا تتعرض للقصف.

أما قائد المجلس العسكري الثوري لمحافظة حلب العقيد عبد الجبار العكيدي فأكد أن "الذخيرة نشتريها من السوق السوداء". وأشار إلى أن الأسلحة التي استولى عليها الثوار لا توازي إلا القليل من مخزون أسلحة النظام في كل سوريا. ورغم أنه متفائل بالنصر القريب على النظام فهو يعتقد أن حسم المعركة معه يتطلب الدعم بالسلاح والمال.

المصدر : الجزيرة