حرب صعدة.. نزوح ينذر بكارثة إنسانية

تفتقر مخيمات نازحي صعدة لأي شرط من شروط الحياة الكريمة (الجزيرة نت)2
undefined

سمير حسن-حرض

يعيش آلاف النازحين في شمالي اليمن مأساة حقيقية في ظل تدفق أعداد جديدة من الأسر جراء امتداد المعارك المحتدمة بين الحوثيين ومسلحي القبائل في صعدة إلى قرى ومناطق مجاورة، وصعوبة الإيواء وتوصيل الغذاء إلى مناطق المواجهات، الأمر الذي ينذر بحدوث كارثة إنسانية.

ويتوزع هؤلاء النازحون على مخيمات للإيواء في الكثير من مناطق النزوح في حجة وصعدة وعمران والجوف، تضم مئات الأسر النازحة من محافظة صعدة على فترات متباعدة بدأت منذ يونيو/حزيران 2004 جراء الحروب الست بين المسلحين الحوثيين وحكومة الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح سابقاً، وبين الحوثيين والسلفيين حاليا.

حسين علي حواس (65 عاما) النازح من قرية الملاحيظ بمحافظة صعدة، أب لتسعة أبناء، يعيش كغيره من النازحين في مخيمات تفتقر لأبسط شروط الحياة الكريمة في ضواحي مدينة حرض الواقعة بمحافظة حجة، داخل  كوخ صغير مصنوع من أنابيب وخزف مغطاة بالنايلون والقماش المتآكل بفعل حرارة الشمس.

جعفري اشتكى من ظروف قاسية يعيشها وعائلته في مخيمات النزوح(الجزيرة)
جعفري اشتكى من ظروف قاسية يعيشها وعائلته في مخيمات النزوح(الجزيرة)

ظروف قاسية
ولدى النازح حواس أمل ضئيل جداً في توقف الحرب ومغادرة مخيم النزوح، ويقول بشأن ذلك "نحن هنا مشردون منذ أربع سنوات في العراء"، ويضيف في حديثه للجزيرة نت "ما يقدم لنا من مساعدات لا يكفي لتأمين أدنى مقومات الحياة، خاصة وأن أعداد النازحين تتزايد يوماً بعد يوم".

وانطلق يصف معاناته مع النزوح والشتات قائلا "مناطقنا غير آمنة، ولا نستطيع العودة إلى ديارنا، ومنازلنا دمرت تماما بسبب الحروب التي لا تكاد تتوقف حتى تبدأ من جديد".

وإلى جانب التشرد والجوع، تمتد معاناة هؤلاء النازحين لتشمل غياب العلاج من الإصابات التي تعرضوا لها، كما هو الحال بالنسبة للمواطن عبده أحمد جعفري (50 عاماً)، الذي يعاني أزمة نفسية كبيرة نتيجة الواقع الذي صار إليه بعد تعرضه لحادثة سير تسببت له بكسر في ساقه اليمني أقعده عن الحركة دون أن يجد من يقف إلى جانبه.

ويشكو جعفري للجزيرة نت من ظروف قاسية تعاني منها عائلته المكونة من زوجته وأطفاله الخمسة، زادها سوءا وقسوة تعرضه لإصابة لا يستطيع علاجها ما يجعله مهدداً بالإعاقة الدائمة.

وكانت منظمات حقوقية باليمن حذرت من حدوث كارثة إنسانية في مخيمات المزرق، أكبر مخيم للنازحين بمديرية حرض، نظرا لخطورة الوضع الإنساني الذي يعيشه النازحون هناك والمقدر عددهم بـ17 ألف أسرة، خاصة بعد قيام جماعات مسلحة بمنع إيصال المساعدات العاجلة إليهم.

تحذيرات من كارثة إنسانية قد تحدث في مخيمات النازحين بسبب غياب الدعم (الجزيرة)
تحذيرات من كارثة إنسانية قد تحدث في مخيمات النازحين بسبب غياب الدعم (الجزيرة)

كارثه محتملة
وقال مدير المركز الاجتماعي للنازحين في حرض علي أحمد شبيكة إن آلاف النازحين في مخيمات المزرق يعيشون أوضاعا سيئة للغاية، جراء قطع الطريق في منطقة الفج بحرض من قبل مسلحي طرفي الصراع الدائر في محافظة صعدة.

وحذر في حديث للجزيرة نت من كارثة إنسانية قد تصيب هؤلاء النازحين جراء تفاقم معاناتهم مع استمرار منع وصول الفرق الميدانية التابعة للمنظمات الدولية والمحلية التي تقدم خدمات للنازحين داخل وخارج المخيمات، من حماية ورعاية صحية وغذاء في المناطق المحيطة بالنزاع.

ووفق آخر إحصائية صدرت عن الوحدة التنفيذية لإدارة المخيمات فإن النازحين من محافظة صعدة وصل عددهم حتى نهاية فبراير/شباط من العام المنصرم إلى نحو 48 ألفا و582 أسرة، أي 345 ألفا و44 شخصا موزعين على الكثير من مناطق النزوح في حجة وصعدة وعمران والجوف.

وبحسب المسؤول الإداري بالوحدة التنفيذية لإدارة تلك المخيمات في حرض وحيد الذبحاني فإن عدد النازحين من صعدة إلى محافظة حجة وحدها بلغ حتى الآن نحو 17 ألفا و119 أسرة، أي ما يزيد عن سبعين ألف نازح موزعين جميعهم على عدد من المخيمات داخل مدينة حرض، ومديريات أخرى مجاورة.

المصدر : الجزيرة