انتقاد لربط فض اعتصامي رابعة والنهضة بالإرهاب

صور أحداث فض إعتصام رابعة العدوية
undefined

أنس زكي-القاهرة

انتقد محللون تصريحات لوزير الداخلية المصري محمد إبراهيم اعتبر فيها فض اعتصامي رابعة العدوية بالقاهرة والنهضة بالجيزة منتصف أغسطس/آب الماضي بداية للحرب على ما سماه الإرهاب. ورأوا أن ربط الاعتصامين خاصة, وحرية التعبير والتظاهر عامة, بما يسمى الإرهاب "غير منطقي وغير مبرر".

وكان إبراهيم تحدث الثلاثاء عما وصفها بمقاومة تصدر عن "جماعات إرهابية" تساند جماعة الإخوان المسلمين. وقال إن الشرطة المصرية تحقق تقدما في ضرب تلك الجماعات، قبل أن يتحول إلى اتهام الإخوان بالعنف عبر تاريخهم, ويعد ببسط الأمن والقضاء على "الإرهاب".

ويعتقد المحلل السياسي خالد الرياني أن تصريحات الوزير تتسق مع موقف السلطة الحالية التي تشن حربا على الإخوان وكل مؤيدي الشرعية منذ عزل الرئيس محمد مرسي في 3 يوليو/تموز الماضي. لكنه يستغرب ربط اعتصام مؤيدي مرسي في رابعة والنهضة بالإرهاب.

وقال الرياني للجزيرة نت إن ربط التعبير عن الرأي والتظاهر بالإرهاب "غير صائب وغير مفيد، ولا يقدم صورة جيدة لمصر لدى من يحتفظون بالأمل في مستقبل ديمقراطي لهذا البلد".

‪الرياني اعتبر أن هناك محاولة لإلصاق تهمة الإرهاب بالإخوان‬ (الجزيرة)
‪الرياني اعتبر أن هناك محاولة لإلصاق تهمة الإرهاب بالإخوان‬ (الجزيرة)

رسالة للداخل
وعن الجهة التي كان يخاطبها إبراهيم, يعتقد الرياني أن الداخل هو المقصود أكثر من الخارج، وأن الهدف هو مزيد من دغدغة مشاعر مؤيدي "الخريطة السياسية" لوزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، وترسيخ فكرة وصم الإخوان بالإرهاب.

ورأى المحلل السياسي نفسه أن هذا الموقف لن يخيف معارضي السلطة الحالية المصرين على موقفهم عبر التظاهر يوميا رغم القبضة الأمنية.

واعتبر مدير التحرير السابق لصحيفة الحرية والعدالة علاء البحار أن تصريح وزير الداخلية دليل على فشل سلطات الانقلاب. وقال للجزيرة نت إن تلك السلطة حاولت إيهام الناس بأن فض اعتصامي رابعة والنهضة سينهي الاحتجاجات لكنها تصاعدت وانتشرت بما في ذلك داخل الجامعات.

من جهته، اعتبر العميد طارق الجوهري -الذي كان يتولى تأمين مسكن الرئيس مرسي قبل عزله من السلطة- أن تصريحات وزير الداخلية كشفت الهدف الحقيقي من وراء الانقلاب, مؤكدا في تصريحات صحفية أن الانقلابيين يسعون إلى تصفية جماعة الإخوان وقياداتها وأعضائها.

ورطة الفشل
أما المحلل السياسي يسري العزباوي -الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية- فلا يستغرب صدور هذا التصريح عن وزير الداخلية بعدما فشل في التعامل مع المظاهرات، خاصة ما منها خرج عن السلمية، فضلا عن فشله في منع تجاوزات كثيرة صدرت عن بعض رجال الشرطة.

‪العزباوي قال إن الوزير ربما يحاول الخروج من ورطة أوقع نفسه فيها‬  (الجزيرة)
‪العزباوي قال إن الوزير ربما يحاول الخروج من ورطة أوقع نفسه فيها‬  (الجزيرة)

وقال العزباوي للجزيرة إن الوزير فهم على ما يبدو أن ما حدث منذ 30 يونيو/حزيران الماضي يجيز للداخلية العودة إلى ممارساتها أيام نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك, وهو أمر لن يسمح به الشعب، حسب تعبيره.

ويعتقد العزباوي أن البعض ربما دفع بالشرطة إلى صدارة المشهد في مواجهة الشعب، ويرى أنها باتت تتحمل كل فشل الحكومة لأنها القوة التي تواجه المواطنين.

واستدل بقانون التظاهر الذي أقرته الحكومة والرئاسة, بينما تحملت الشرطة وزر تطبيقه عبر مواجهتها المتظاهرين الرافضين له.

ويضيف أن الشرطة استخدمت العنف ربما لتنفي عن الحكومة الاتهامات الموجهة إليها بأنها ضعيفة ومرتعشة فكانت النتيجة في غير صالح الشرطة.

وأضاف العزباوي أن حديث وزير الداخلية يعني أيضا شعوره بالورطة التي تقع فيها الشرطة ويقع فيها شخصيا، وربما أراد ربط الاعتصامات والمظاهرات بالإرهاب ليحاول الخروج من تلك الورطة عبر تبرير بعض ممارسات الشرطة.

المصدر : الجزيرة