رائحة الموت لا تغيب عن أهالي الحولة بسوريا

تراكم الثلوج في ريف حمص بالحولة - الجزيرة نت
undefined

يزن شهداوي-ريف حمص

يأتي الثلج ليغطي آثار المجازر والقصف على بلدة الحولة بريف حمص والتي لم تغب عنها رائحة الموت حتى في حال توقف سقوط القذائف عليها، حيث كان البرد كفيلا بقتل شابين أثناء محاولة دخولها.

ويقول الناشط أبو النور إن "العاصفة كانت عنوانا للموت ولا تختلف عن القذائف، حيث إنها أتلفت الحياة وحصدت ما زرعناه وزادت معاناتنا، ولم تكن بيدنا حيلة لنقي أنفسنا شرها".

وأضاف أبو النور أن أهالي الحولة والنازحين إليها قبل بداية العاصفة وجهوا مئات النداءات الإنسانية للهيئات والمنظمات العاملة، ولكن لم يكترث أحد لحالهم.

ويقول إن العاصفة تحولت لكارثة حقيقية "تجسد معاناة إنسان في وطن جريح".

حرق الأبواب
ويوضح الناشط بسام الحمصي أن الأخشاب -التي يعتمد عليها الأهالي في التدفئة- لم تعد موجودة، مما اضطرهم إلى فتح أربع مدارس ابتدائية -ينعدم الدوام فيها- وكسر أبوابها وإخراج المقاعد من داخلها ليستخدموا أخشاب الأبواب والمقاعد الدراسية كحطب للمدافئ لعله يقي أطفالهم ساعة من البرد.

‪استمرار العاصفة الثلجية دفع الأهالي لقطع أشجار البلدة للتدفؤ على خشبها‬ (الجزيرة)
‪استمرار العاصفة الثلجية دفع الأهالي لقطع أشجار البلدة للتدفؤ على خشبها‬ (الجزيرة)

ويسرد بسام قصة عن صديقه قائلا "صديقي تزوج منذ عام تقريبا، قام بحرق أبواب غرفة نومه الجديدة وأثاثها والأدوات الخشبية، وعند سؤالي له عن سبب قيامه بهذا قال إن الغرفة لا لزوم لها إذا مات هو وزوجته من البرد, وإن ساعة من الدفء تستحق حرق البيت كله".

وتحدث بسام عن حرق الأهالي الفقراء والمعدمين ثيابهم للتدفؤ عليها, فعائلة أبو سامر التي تقيم في إحدى مدارس الحولة بسبب تهدم بيتها جراء قصف النظام حرقت ثياب أفرادها القديمة والصيفية لهذا الغرض.

وأضاف أن هذه العائلة تقوم حاليا بجمع الصناديق الكرتونية لاستخدامها في إشعال مدافئها البسيطة علّها تقي أجساد أفرادها من البرد الذي يفتك بهم.

نقص الطعام
وأفاد أبو خالد، وهو أحد سكان الحولة، بوجود نقص حاد في الطعام والشراب لدى الأهالي، وتحدث عن قيام المساجد هناك بالمناداة عبر المآذن لمن يملك زيادة في الطعام بأن يساعد العوائل الجائعة.

وكان أحد المساجد -منذ يومين- أبلغ عن وجود عائلة لم يأكل أطفالها شيئا منذ يومين.

العاصفة الثلجية تزامنت مع قطع النظام للتيار الكهربائي عن البلدة

ويضيف أبو خالد أن الأهالي عمدوا لاستخدام مآذن المساجد لهذا الغرض، بسبب عدم خروج الناس من منازلهم بسبب العاصفة الثلجية والبرد الشديد.

ويصف سماكة الثلج بأنها وصلت في الحولة إلى 15 سنتيمترا فوق الأرض، مما أدى لتقطع أغلب الطرقات في البلدة.

وقال إن سعر ليتر المازوت -الذي يندر وجوده- بلغ مائتي ليرة سورية
(1,5 دولار)

وكان المغتربون من أبناء البلدة أرسلوا مبالغ بسيطة لشراء المازوت لبعض الأهالي، ولكنه لم يكفِ عددا يذكر، بحسب أبو خالد.

وتزامنت العاصفة الثلجية مع قطع النظام للتيار الكهربائي عن البلدة. وبهذا الإجراء يضيق النظام حلقة الحصار والمعاناة على أهالي البلدة، ويمنعهم من التدفؤعلى المدافئ الكهربائية في ظل قصف مدفعي من قبل الجنود المتواجدين عند الحواجز.

ويناشد أهالي الحولة المنظمات الإنسانية والحقوقية الاهتمام بهذه الكارثة التي حلت بهم، وتوفير اللباس المناسب ومادة المازوت ودعم مادة الطحين، حيث وصل سعر ربطة الخبز في ظل العاصفة الثلجية إلى 250 ليرة سورية (دولاران).

المصدر : الجزيرة