معاق من جيبوتي يحقق حلمه الإعلامي

المعاق عبد الرزاق ابرهيم علي يعمل في الاذعة والتلفزيون كمساعد لمسئول المكتبة الصوتية والارشيف الاذاعي
undefined
محمد عبد الله-جيبوتي

على خلاف غيره من ذوي الاحتياجات الخاصة في جيبوتي، رفض عبد الرزاق إبراهيم الاستسلام للإعاقة الحركية وقرر تحدي الظروف القاسية وهو ما مكنه من تحقيق حلمه بالعمل في مجال الإعلام.

ويقول إبراهيم إنه على ذوي الاحتياجات الخاصة تجاوز حاجز الإعاقة والتخلص من الشعور بالنقص الذي أقعدهم أعن السعي وجعلهم يعيشون على هامش الحياة.

ولد إبراهيم عام 1968 لأسرة فقيرة بجيبوتي العاصمة معافى في بدنه، لكن الأقدار لم تمهله طويلا إذ سرعان ما أصابه شلل الأطفال وهو في السنة الثانية من عمره نتيجة سوء التغذية وإهمال التطعيم، ليصبح بعد ذلك قعيد كرسي متحرك.

الإعاقة والتعلم
وفي سبيل علاجه، قدمت أمه الغالي والنفيس ولكن دون جدوى، وقد منعه المرض من التعلم في السن القانونية المحددة للالتحاق بالمدارس الحكومية.

وللتغلب على هذا الإشكال بعثته أمه إلى إحدى المدارس العربية الخاصة لكنه غادرها قبل أن ينهي المرحلة الثانوية لأسباب مادية، حسب قوله.

ويضيف أنه وعلى الرغم من مرارة الإعاقة وصعوبة الوضع المادي لعائلته، إلا أنه قرر عدم الاستسلام للواقع، والتغلب على الإعاقة مهما كلف الأمر.

ولتحقيق هذا الهدف، يوضح إبراهيم أنه عمل على تثقيف نفسه وشارك في دورات تأهيلية متواصلة إلى أن أصبح ملما باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية وعلم والكمبيوتر، ولديه إمكانية لممارسة التجارة، على حد قوله.

‪المعاقون في جيبوتي يعيشون على الهامش نتيجة قسوة الظروف المادية‬ (الجزيرة نت)
‪المعاقون في جيبوتي يعيشون على الهامش نتيجة قسوة الظروف المادية‬ (الجزيرة نت)

يوميا يقطع إبراهيم -وهو أب لخمسة أبناء- بكرسيه المتحرك مسافة 16 كيلومترا ذهابا وإيابا من بيته إلى مقر الإذاعة والتلفزيون حيث استقر به المقام منذ 11 عاما كمساعد لمسؤول المكتبة الصوتية ومقدم برنامج أطفال لذوي الاحتياجات الخاصة.

الحلم الأكبر
وفي تعليقه للجزيرة نت، يقول إبراهيم إنه حقق حلمه بالالتحاق بهيئة الإذاعة والتلفزيون واكتساب الشهرة في وسط الإعلاميين والفنانين، بعد طول انتظار ومحاولات متكررة.

وبخصوص وضعه الصحي ينبه إلى أن حالته في غاية التعقيد منذ عقود طويلة، مشيرا إلى معاناته نتيجة آلام حادة في الكليتين والعمود الفقري لطول البقاء على الكرسي بالإضافة إلى ضعف في الرؤية.

ويؤكد إبراهيم -وهو عضو المؤسس بجمعية المعاقين حركيا منذ 1989- عدم تلقيه أي خدمات طبية ونفسية تذكر.

أما عن أبرز العوامل التي ساعدته على تخطي عقبة الإعاقة، فيقول إنه واجه وضعه بشجاعة ومثابرة وتصميم، مضيفا أن الإعاقة الفعلية هي التي تصيب الذهن وأن الإرادة الحقيقية والعزيمة الصادقة كفيلتان بتمكين المرء من مواجهة الصعاب.

ويقول مسؤول المكتبة الصوتية في إذاعة جيبوتي محمد علي روبله إن عبد إبراهيم يبذل قصار جهده كي لا يفقد مكتسباته، رغم قسوة التجربة التي مر بها ومشقة العمل الإذاعي والتلفزيوني.

ويضيف -للجزيرة نت- أن إبراهيم يبدو ودودا في تعامله مع المحيطين به في المؤسسة، ما يعكس ثقته بنفسه وتصميمه على المضي قدما نحو النجاح في مسيرته المهنية، حسب تقديره.

المصدر : الجزيرة