انتخابات موريتانيا.. ارتياح المقاطعين وقلق المشاركين
وقال زعيم المعارضة أحمد ولد داداه الأربعاء في مؤتمر صحفي بنواكشوط إن النتائج التي ظهرت حتى الآن تعد "نوعا من التخبط والارتباك والارتجال"، مما يبرر مقاطعة أحزاب التنسيقية والنأي بنفسها عما أسماه المهزلة الانتخابية.
واعتبر ولد داداه أن الانتخابات فشلت على المستويات الفنية والسياسية وأعادت البلاد إلى الوراء، وإلى المفاهيم والنزعات القبلية والجهوية، في وقت تحتفل فيه بمرور 53 سنة على استقلالها.
وفي رد على سؤال للجزيرة نت في المؤتمر الصحفي، قال رئيس حزب اللقاء الديمقراطي محفوظ ولد بتاح إن "نسبة المشاركة المعلنة لا تعكس الحقيقة" ولا تعني أن الدعوة للمقاطعة فشلت.
واعتبر ولد بتاح أن "دعوة التنسيقية لقيت استجابة من الموريتانيين حتى قبل بدء الانتخابات، حيث إن أكثر من خمسمائة ألف ممن يحق لهم التسجيل على اللائحة الانتخابية لم يسجلوا "كما أن حوالي خمسمائة ألف آخرين ممن سجلوا لم يشاركوا في اقتراع السبت الماضي.
فشل المقاطعة
من جانبها أكدت الأحزاب الداعمة للرئيس محمد ولد عبد العزيز، والتي شاركت في الانتخابات، أن "دعوة تنسيقية المعارضة للمقاطعة فشلت بشكل كامل".
وقال مسؤول الإعلام بحملة الاتحاد من أجل الجمهورية (الحزب الحاكم) محمد المختار ولد سيدي محمد إن النتائج التي أفرزتها الانتخابات حتى الآن تؤكد أن الدعوة للمقاطعة لم تلق صدى في الشارع.
وقال في تصريح للجزيرة نت إن "نسبة المشاركة الكبيرة، وإصرار المواطنين الموريتانيين على التصويت والتعبير عن آرائهم، ومشاركة هذا العدد الكبير من الأحزاب يثبت أن الدعوة للمقاطعة من طرف أحزاب التنسيقية فشلت سياسيا وانتخابيا".
وأضاف أنه "إذا كانت هنالك ملاحظات على الأداء الفني للجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، فلا علاقة لذلك بدعوات المقاطعة".
قلق المشاركين
ويأتي هذا الجدل في وقت تأخر فيه ظهور نتائج الانتخابات البرلمانية والبلدية التي جرت السبت الماضي، حيث لم تعلن لجنة الانتخابات حتى الآن نتائج رسمية، مما أثار شكوكا وردودا سلبية في أوساط الأحزاب التي شاركت في الانتخابات.
فقد شهدت الأيام الثلاثة الماضية احتجاجات من الأحزاب ومناصريها واتهامات للجنة بالعجز أحيانا والانحياز أحيانا أخرى، وهو ما كررت اللجنة نفيه بشكل قاطع أكثر من مرة.
ومع أن اللجنة كانت قد بررت هذا التأخر بما أسمته تعقد العملية الانتخابية، والحرص "على أن تتم عمليات الفرز ومعالجة النتائج بالدقة الضرورية"، إلا أن ظهور العديد من التضارب في المعلومات المسربة حتى الآن أثار بعض الشكوك والقلق لدى الكثيرين.
وتشير النتائج الأولية غير الرسمية للانتخابات إلى تقدم الاتحاد من أجل الجمهورية (الحزب الحاكم) والتجمع الوطني للإصلاح والتنمية من المعارضة غير المحاورة، وقطبي المعارضة المحاورة التحالف الشعبي التقدمي والوئام الديمقراطي.
يذكر أن هذه الانتخابات -التي تجرى لاختيار 146 نائبا في البرلمان و218 مجلسا محليا- يشارك فيها أكثر من ستين حزبا سياسيا منها أربعة أحزاب معارضة، فيما تقاطعها عشرة أحزاب معارضة بينها بعض أكبر الأحزاب.