المجلس المحلي بكفر نبل السورية.. سد لفراغ الدولة

محمد الناعوري-كفر نبل

لا يمر يوم إلا وتذكر فيه وسائل الإعلام العربية والعالمية مدينة كفر نبل بريف إدلب من باب الاشتباكات بين الجيشينْ النظامي والحر أو قصف قوات النظام للمدينة، ولكن الزائر لهذه المدينة يرى فيها حركة نشطة لإعادة الحياة -ولو على استحياء- لطبيعتها.

وعند سؤال العاملين عن جهة عملهم، يقولون إنهم تابعون للمجلس المحلي لمدينة كفر نبل بريف إدلب التي سيطر عليها الجيش الحر قبل عام, وبعدها انتخب أول مجلس محلي ليدير شؤون المدينة في فبراير/شباط 2013.

وهذا المجلس نموذج عن مجالس محلية عدة تم تشكيلها لتُدير المناطق التي سيطرت عليها المعارضة وباتت خارج سيطرة النظام.

ويصف المجلس المحلي بكفر نبل نفسه "بهيئة تنفيذية مدنية محلية تم تشكيلها من شخصيات ذات خبرة وكفاءة علمية لإدارة مدينة كفر نبل في هذه المرحلة, وله كافة الصلاحيات ويعمل على احترام حقوق الإنسان".

الصيدلية المركزية في المجلس المحلي لمدينة كفر نبل (الجزيرة)
الصيدلية المركزية في المجلس المحلي لمدينة كفر نبل (الجزيرة)

صيدلية مركزية
وتحدث أمين سر المجلس عن بعض "إنجازات" المجلس التي شملت معظم المجالات كالدفاع المدني حيث تم تدريب فريق من 12 شخصا على مهام التدخل في حالات الطوارئ، وتم افتتاح صيدلية مركزية هي الوحيدة من حيث خدماتها في المنطقة تخدم خمس قرى من شرق معرة النعمان حتى كفر نبل.

وعن أعمال المكتب الخدمي قال المهندس عدنان القاسم، إن المكتب يُعنى بشؤون المدينة العامة وهو بديل لمجلس البلدية إداريا.

فقد عمل المكتب على جمع عمال متطوعين لنقل أنقاض البيوت المقصوفة باستخدام المعدات الموجودة لمساعدة الأهالي في إعادة إعمارها، وإنشاء ورشات تتولى إصلاح الطرقات المتضررة سواء من القصف أو غيره.

وأضاف القاسم -الذي كان مدير شركة وتم تسريحه من عمله بعد أن شارك في الثورة- أنهم يقومون بإصلاح الطرقات بمادة الإسمنت لعدم توفر الإسفلت واستحالة دخولها إلى "المناطق المحررة"، وأضاف أنهم يستعينون بالآليات التي كانت في البلدة وتركها النظام وما ينقصهم نقوم بشرائه من صندوق المجلس.

وشرح رئيس المكتب الأمني للجزيرة نت كيفية تشكيل كتائب لحفظ النظام من متطوعين من الثوار وعناصر الجيش الحر في ظل الظروف التي نعيشها من انتشار للسلاح وغياب للدولة والانفلات الامني.

وعود الائتلاف
وتابع أن مهمة هذه الكتائب حفظ الأمن في المدينة وتنفيذ القرارات الصادرة عن المجلس وحماية الممتلكات العامة, كما تتولى مهمة إقامة حواجز على مداخل المدينة لمنع دخول العصابات المسلحة واللصوص أو عناصر النظام الذين يتسللون أحياناً بهيئة الثوار.

وأضاف قمنا بتسيير دوريات خاصة في الأراضي الزراعية لمنع قطع الأشجار الذي انتشر كثيراً في ظل الأوضاع الحالية.

أما الناحية التربوية فيقول عنها مسؤول مكتب التربية محمد الداني إن المكتب نظم امتحانات لطلاب الشهادة الإعدادية بالاتفاق مع الائتلاف الوطني المعارض، وبناء على وعد منه بتأمين مدارس ليدوام فيها الناجحون بشهاداتهم والتي يفترض أن يُعترف بهم من قبل الائتلاف, واليوم مضى أكثر من شهرين على بداية العام الدراسي الجديد ولم نتلق أي رد من الائتلاف وأصبح الطلاب بدون مدارس.

ويلخص رئيس المجلس المشاكل بعدم توفر المادة ويقول في بداية التأسيس تلقينا دعماً من قبل الائتلاف وحين تم التجديد للمجلس تلقوا دفعة أخرى، ثم انقطع الدعم عنهم منذ شهور، ومنذ ذلك الحين ليس لديهم أي جهة تدعمهم، إنما "نجمع ما يلزمنا من داعمين فرديين أغلبهم أشخاص مغتربون من مدينتنا أو معارف شخصية وهذا يؤثر كثيرا على أعمالنا".

المصدر : الجزيرة