الانقلاب يعزز الطائفية في المنيا

مطرانية مركز سمالوط التابع لمحافظة المنيا
undefined

يوسف حسني-المنيا

أعقب فض اعتصامي رابعة والنهضة  قبل أقل من شهرين احتجاجات حاشدة في محافظة المنيا جنوبي مصر، ووقعت أعمال عنف وتخريب طالت عددا من المنشآت العامة والخاصة، من بينها كنائس ومنازل أقباط وسقط عشرات القتلى.

ورغم تبرؤ التيار الإسلامي من هذه الأعمال وتنديده بالاعتداءات التي طالت الأقباط، فإن وسائل الإعلام المؤيدة للانقلاب العسكري تبنت رواية السلطات التي تتهم أعضاء جماعة الإخوان المسلمين ومن يواليها من التيارات الإسلامية بالوقوف وراء هذه الاعتداءات.

وسائل الإعلام أرادت تصوير الوضع على أنه اضطهاد للأقباط وانتهاك لحقوقهم وممتلكاتهم، وقدمت جزءا صغيرا من المشهد على أنه كل المشهد

دعاية
ودأبت بعض القنوات المؤيدة للانقلاب على الترويج بأن مسلمي قرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس أمهلوا أقباط القرية ثلاثة أيام ليغادروها قبل أن يحتلوا منازلهم وكنائسهم، لتبرير اقتحام القرية واعتقال معارضي الانقلاب من أبنائها.

وبحسب عدد من أبناء محافظة المنيا، أرادت وسائل الإعلام تصوير الوضع على أنه اضطهاد للأقباط وانتهاك لحقوقهم وممتلكاتهم، وقدمت جزءا صغيرا من المشهد على أنه كل المشهد.

يقول عضو جماعة الإخوان محسن عبد الباقي "إن السلطة الانقلابية وأبواقها لم تر إلا قتلى وجرحى الأقباط، في حين تجاهلت مئات من المسلمين الذين سقطوا بين قتيل وجريح ومعتقل"، مضيفا "هم يعرفون من أحرق الكنائس واعتدى على الأقباط، لكنهم مصرون على إلصاق التهمة بالإسلاميين لتبرير قتلهم واعتقالهم".

وفي حديثه للجزيرة نت نبه عبد الباقي إلى أن شهود العيان من الأقباط أكدوا عبر وسائل إعلام أجنبية أنه لم يكن هناك أي تحرك من قبل قوات الأمن لحماية هذه الكنائس أو الذود عنها.

وتابع "هناك مئات الكنائس التي قام المسلمون بحمايتها والسهر أمامها، لكن وسائل إعلام الانقلاب لم ترى إلا العدد البسيط الذي أحرقه البلطجية واللصوص".

‪الكنيسة الإنجيلية في قرية بني غني غرب المنيا‬ (الجزيرة نت)
‪الكنيسة الإنجيلية في قرية بني غني غرب المنيا‬ (الجزيرة نت)

تداعيات
ولا ينكر كثير من مسلمي المحافظة وأقباطها أن عزل الجيش للرئيس محمد مرسي وما تبعه من تداعيات كان له أثر على العلاقة بين الطرفين، إلا أن الغالبية العظمى تؤكد أن فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة واقتحام قرية دلجا كان له الأثر الأكبر على العلاقة التي باتت مشوبة بكثير من الحذر.

وفي قرية بني غني غرب المنيا يؤكد ريمون صبري -وهو حلاق رجالي- أن علاقته بالمسلمين لم تكن تشوبها شائبة قبل عزل الرئيس مرسي، إلا أنها بدأت تتأثر بالانقلاب وتداعياته حتى جاء فض الاعتصامين ليصيب العلاقة بكثير من التوتر.

ويضيف صبري "في الأيام الأولى للانقلاب قام مسلمو القرية بحماية كنائسها السبعة، ورغم أن حالة الغضب الشديد انتابتهم عقب فض الاعتصامات فإنهم لم يفكروا في الاعتداء على الكنائس أو تركها للبلطجية".

وتابع "عندما اقتحمت قوات الأمن قرية دلجا شعرنا بقلق شديد، لاسيما أننا أقلية بالنسبة لعدد المسلمين في قريتنا والقرى المجاورة لنا، إلا أن أحدا لم يعتد علينا ولا على كنائسنا رغم حالة الجفاء التي باتت واضحة جدا".

استياء
وفي نفس القرية يقول أبو عبد الله "لو كان المسلمون هم الذين اعتدوا على الكنائس فلماذا لم يعتدوا على مطرانية سمالوط التي لم يكن بها حارس واحد بعدما أحرق مركز شرطة سمالوط يوم 14 أغسطس/آب الماضي؟"، مضيفًا أن قرى الطيبة، وشوشا، ودفش، والسرارية، واسطال، وبني غني، وغيرها من القرى ذات الأغلبية المسلمة لم تمس فيها كنيسة ولم يُعتد على قبطي واحد فيها.

وأوضح أبو عبد الله للجزيرة نت أن المسلمين "غاضبون جدا من رأس الكنيسة المصرية البابا تواضروس لما له من دور في الانقلاب على الشرعية، وكذلك من تصريحاته الأخيرة التي وصف فيها جماعة الإخوان بأنها غير وطنية، ورغم ذلك لم يحاول أحد النيل من الأقباط ردًا على كل هذا".

وأشار إلى أن أحد أبناء القرية ويدعى مفرح أديب كان يدعو الناس إلى التوقيع على استمارة تمرد وأطلق أعيرة نارية ابتهاجا بعزل مرسي ولم يعترضه أحد، رغم أنه وأربع أسر مسيحية فقط يسكنون منطقة كل سكانها من المسلمين.

المصدر : الجزيرة