شباب درعا.. من الجامعات إلى الجبهات

كنان غزاوي طالب لغة عربية
undefined
مهران الديري-درعا
 
بعد أن "تحولت كلياتهم إلى ثكنات عسكرية ومرتع للشبيحة والمخابرات"، انضم العديد من شباب محافظة درعا السورية لصفوف الثوار وبالذات لكتائب إسلامية أبرزها جبهة النصرة وأحرار الشام.

ورغم عدم وجود إحصائية دقيقة عن أعداد طلاب الجامعات المنضمين إلى جبهات القتال ضد قوات بشار الأسد فإن مقاتلين مطلعين يقدرونهم بالآلاف.

ويتوزع الطلاب السوريون الملتحقون بجبهات القتال على الألوية والفصائل الإسلامية والكتائب التابعة للمجلس العسكري.

وحسب مطلعين، فإن الطلاب الذين غادروا الجامعات ينقسون إلى ثلاث فئات: الأولى التحق عناصرها بصفوف الكتائب الإسلامية والثانية انخرطت في العمل الثوري بمجالاته الإعلامية والإغاثية والطبية.

أما الفئة الثالثة من الطلاب المنقطعين عن الدراسة بالجامعات السورية، فقد تابعت دراستها في بعض البلدان العربية ومعظم أفراد هذه الفئة من دارسي الصيدلة والطب.

صفوف القتال
ويقول كنان غزاوي إنه ترك دراسة الأدب العربي بجامعة دمشق فرع درعا وشارك في الثورة منذ بدايتها وخرج في مظاهرات سلمية واعتقل مرات عديدة.

نسبة الطلاب الجامعين بين المقاتلين الإسلاميين تقدر بنحو 70%

"وبعد أن أوغلت قوات الأسد في دماء السوريين واتجهت الثورة إلى التسلح" انضم غزاوي إلى الجيش الحر كإعلامي ومصور لينخرط لاحقا في صفوف مقاتلي أحرار الشام.

وحسب تعبيره، فقد انخرط حمل السلاح بهدف ما سماه الجهاد في سبيل الله وصولا إلى إقامة دولة إسلامية.

وبحسب غزاوي -الذي قتل صديقه الطالب بكلية الهندسة خلال تحرير ثكنة عسكرية في بصر الحرير بدرعا- فإن نسبة الجامعين بين المقاتلين الإسلاميين تقدر بنحو 70%، قائلا إنه فوجئ بكثير من زملائه في الجامعة يقاتلون معهم.

ويقول أحد الطلاب المنقطعين عن الدراسة إنه غادر كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية في دمشق منذ نحو عامين بعد اعتقال عدد من زملائه على خلفية تنظيمهم مظاهرات داخل الجامعة.

ويوضح أنه يتفرغ حاليا للناشط الصحفي والتصوير ويعمل متطوعا في مكتب إعلامي تابع للثورة.

ممارسات طائفية
أما الطالب فيصل أحمد فيتحدث عن أسباب دفعت أبناء درعا لترك دراستهم والتوجه إلى جبهات القتال مع الكتائب الإسلامية ضد قوات الأسد.

طلاب درعا تعرضوا لممارسات طائفية من قبل نظرائهم العلويين وأبناء الأقليات المحسوبة على النظام

وأهم هذه الأسباب الممارسات الطائفية والمناطقية "التي تعرضوا لها من قبل الطلاب العلويين بشكل خاص وغيرهم من أبناء الأقليات المحسوبة على النظام".

وحسب أحمد، شكل الطلاب الموالون للنظام مجموعات "تشبيحية" انتهكت حقوق كثير من الشباب المنحدرين من المناطق الثائرة.

ويقول رئيس سابق لهيئة إدارية في إحدى جامعات دمشق -رفض الكشف عن هويته- إن بحوزته معلومات تفيد بانقطاع نحو 60% من طلاب محافظة درعا عن الدراسة.

ويضيف أن كثيرا من زملائه يقاتلون الآن في جبهات عديدة بريف دمشق وحوران بينما يعمل هو ناشطا في مجال الإغاثة والمساعدات الإنسانية.

ويعزو انقطاع أبناء درعا عن الدراسة إلى ما سماها حملات تضييق واعتقال مارسها الشبيحة وأمن الجامعات بحقهم.

ويقول إنه اعتقل سابقا وإن المحققين أكدوا له أن الحكومة تعتقل أبناء حوران لتأديبهم، وأن من يريد متابعة الدراسة في الجامعات الحكومية عليه أن يؤيد حكم بشار الأسد.

وحسب روايته، فقد تحولت كليات جامعة دمشق إلى مراكز مخابراتية وانتشرت فيها المظاهر المسلحة، قائلا إن السلطات سلحت الطلاب العلويين المناصرين للنظام.

المصدر : الجزيرة