من قام بالتخريب باحتجاجات السودان؟

محطة وقود تعرضت للحرق أثناء الاحتجاجات
undefined

محمد طه البشير-الخرطوم

هذه الصورة لإحدى محطات الوقود تعرضت للحرق أيام الاحتجاجات العنيفة على ارتفاع الأسعار التي شهدتها العاصمة السودانية الخرطوم، وهي تثير جدلا وآراء متضاربة بشأن هوية الجهة التي نفذت عمليات الحرق. ففي حين تصفها السلطات بأنها عمل ممنهج ومنظم متهمة تحالفا للمتمردين بالضلوع فيها، عدها محللون سياسيون سلوكا تلقائيا وتنفيسا عن الغضب الشعبي مثلما حدث في دول أخرى.

تقع محطة الوقود هذه في منطقة الأزهري جنوب الخرطوم، وقد دهمها حشد غاضب وأضرموا النار فيها في اليوم الأول للاحتجاجات في 24 سبتمبر/أيلول الماضي، كما أكد شاهد عيان للجزيرة نت، لكنه كما قال لم يستطع تحديد هوية المهاجمين، "لأن عددهم كان كبيرا".

وغير بعيد عن هذه المحطة وفي الجهة المقابلة هاجمت حشود مركزا لتوزيع الكهرباء وقاموا بنهب محتوياته قبل أن يشعلوا النار فيه كما قال لنا حارس بالمبنى، كما استهدف مبنى لوزارة السياحة على مسافة قصيرة من هذا المكان.

وكشفت السلطات السودانية عن تأثر 69 محطة وقود في ولاية الخرطوم في أحداث الشغب التي تخللت المظاهرات وإتلاف 105 حافلات بالولاية بين حرق وتدمير كلي أو جزئي، فيما بلغ عدد مراكز توزيع الكهرباء التي تعرضت لأضرار 11 موقعا، وشمل ذلك أعمال تحطيم ونهب لأجهزة الحاسوب والطابعات وتهشيم الأثاث بجانب حرق كامل لمكتب الأزهري بجنوب الخرطوم.

جدل 
ولئن كان الحرق والتدمير ما زالت معالمه موجودة حتى الآن باستثناء بعض المنشآت التي أعيد ترميمها تظل هوية منفذيه محل جدل كبير، فحسب الشرطة السودانية  فإن هذه الأعمال منظمة وممنهجة والطريقة التي نفذت بها واحدة مما يدل على أن الجهة التي نفذتها واحدة.

وقال المتحدث الرسمي باسم الشرطة اللواء السر أحمد عمر إن استهداف محطات الوقود تم في وقت واحد ونفس الأمر بالنسبة للمصارف ومراكز خدمة الكهرباء ووكالات الصرف ومراكز الشرطة و"هذا يؤشر على وحدة الفاعل". 

 صالح: ما حدث كان تنفيسا تلقائيا عن الغضب (الجزيرة نت)
 صالح: ما حدث كان تنفيسا تلقائيا عن الغضب (الجزيرة نت)

لكنه رفض الكشف عن اسم هذه الجهة قائلا إن الأمر رهن التحقيق. وكشف أن هناك أكثر من 700 متهم يجري التحقيق معهم بشأن أحداث العنف وبعضهم أدلوا بمعلومات عن الجهة المنفذة.

وقد اتهم حزب المؤتمر الوطني الحاكم تحالف الجبهة الثورية الذي يضم ثلاث حركات متمردة من إقليم دارفور، هي حركة تحرير السودان بجناحيها، وحركة العدل والمساواة، إضافة للحركة الشعبية قطاع الشمال بالضلوع في أعمال التخريب.  

إلا أن الصحفي فيصل محمد صالح يرى أن ما حدث كان تصرفا عفويا وتنفيسا تلقائيا عن الغضب من ارتفاع الأسعار وأن السودان ليس استثناء من دول عديدة شهدت مثل هذه الأحداث "بدليل أن هذا حدث في اليوم الأول واستمرت المظاهرات بعد ذلك سلمية". 

وذكر أن السودان شهد من قبل أحداثا كتلك التي اندلعت بعد الإعلان عن مقتل زعيم الحركة الشعبية الراحل جون قرنق عام 2005. 

واتهم صالح الإعلام الحكومي بتضخيم هذه الأحداث والمبالغة في تقديم الخسائر "لتشوية صورة المظاهرات". 

المصدر : الجزيرة