انتقادات قبطية لدعوة تطالب بتقسيم مصر
خيانة عظمى
وبدوره عبر الناشط السياسي جورج إسحق عن انتقاده لهذه الدعوات، ووصفها بأنها نوع من الخيانة العظمى، مؤكدا أنها لا يمكن أن تكون مخططا مسيحيا وإنما هي في واقع الأمر "مخطط صهيوني"، مضيفا أن مثل هذه الدعوات الشريرة لن تؤثر في مصر التي شهدت عبر تاريخها وحدة متماسكة قائمة على مفهوم المواطنة، وأن مصر بلد واحد لكل المصريين.
وحمل المفكر القبطي جمال أسعد على أصحاب هذه الدعوة، وقال إنها تذكر بـ"مخطط أميركي صهيوني" كشفت عنه وسائل إعلام مصرية عام 1982، وكان يهدف إلى تقسيم منطقة الشرق الأوسط على أسس طائفية لتسهيل الاستيلاء عليها من الدولة الصهيونية والإمبريالية الأميركية في ذلك الوقت.
وسخر أسعد من أصحاب الدعوة، وقال "إن المخطط السابق كان يتحدث عن تقسيم مصر إلى دولتين إسلامية ومسيحية، أما الآن فهم يتحدثون بشكل مستفز عن خمس دويلات بينها دويلة خاضعة للوصاية اليهودية، وهو أمر في منتهى الخطورة".
ونبه إلى أن الادعاء بأن هذه المخططات في صالح أقباط مصر هو ادعاء "كاذب وحقير"، ولا علاقة للأقباط ومشاكلهم بهذه المخططات الاستعمارية الخطيرة، كما أنه غير مرتبط بعموم أقباط المجهر ومعظمهم من الوطنيين، واصفا الدعوى بأنها خائنة ومشبوهة وموريس صادق بالخائن الذي أسقطت عنه الجنسية المصرية.
رفض
أما الكاتب القبطي كمال زاخر فقال "إن هذا البيان الأزمة لم يصدر عن عموم أقباط المجهر وإنما صدر عن شخصين مرفوضين من المجتمع القبطي سواء في الداخل أو الخارج، وقد تعودا على إطلاق مثل هذا الكلام بدون وعي وبدون فهم لطبيعة مصر ووحدتها وحضارتها الضاربة في القدم".
ويرى زاخر أنه يجب عدم الاستخفاف بمثل هذه الدعوات، بل يجب النظر إليها بجدية لأنها قد تخفي وراءها مخططا تديره قوى تتربص بمصر، خصوصا مع القول بدويلة يهودية.
ومن جانبه، عبر رئيس الاتحاد المصري لحقوق الإنسان ومستشار الكنيسة القبطية نجيب جبرائيل عن رفضه لهذه الدعوات شكلا وموضوعا، خصوصا أنها صدرت عن أشخاص بعضهم لم يزر مصر منذ عقود ويتحدث عن أمور لا يعيشها.
لكن جبرائيل تحدث في الوقت نفسه عما اعتبره "مشكلات وتجاوزات واضطهادا يعاني منها الأقباط في مصر"، وإن اعتبر أن هذا لا يعني الوصول إلى الحديث عن تقسيم مصر، خاصة أن هناك من المسلمين من يدافع عن حقوق الأقباط أكثر من الأقباط أنفسهم.