الجزيرة نت ترصد تدهور الصحة بحلب

المتطوعين يعالجون الجرحى تحت القصف
undefined

مدين ديرية-حلب

ظلت المستشفيات أهدافا رئيسية للقصف الجوي الذي يقوم به الطيران الحربي والمروحي للجيش النظامي السوري في حلب وريفها، مما أدى إلى تدمير وتوقف معظمها عن العمل، وتفاقُم الأزمة الصحية في ظل استهداف المستشفيات التي هجرها الأطباء والكوادر الطبية.

وتعاني مستشفيات حلب وريفها من نقص حاد في المستلزمات والأجهزة الطبية وسيارات الإسعاف المجهزة لنقل الحالات الصعبة إلى تركيا، في الوقت الذي تواجه فيه الفرق التطوعية في المستشفيات تحديات كبيرة بسبب غياب الأطباء والفنيين والممرضين الذين أضحوا لاجئين في تركيا.

وصعّدت القوات النظامية قصفها في الفترة الأخيرة لحلب وريفها مما زاد من معاناة الفرق التطوعية في المستشفيات، حيث يقومون بدور الأطباء في حالات كثيرة، بينما يواجهه المرضى والجرحى معاناة شديدة.

ولا يمكن للجرحى البقاء والمبيت في المستشفيات ومراكز الإسعاف بسبب تدفق الجرحى إلى المستشفيات من جهة، والخشية من قصف المستشفيات من جهة أخرى، إذ إن المستشفيات والمدارس تعتبر أهدافا رئيسة للقصف بذريعة وجود ثوار الجيش الحر فيها.

استهداف سيارات الإسعاف بالقصف (الجزيرة)
استهداف سيارات الإسعاف بالقصف (الجزيرة)

وأنشأ المتطوعون من الممرضين والفنيين عيادات ومستشفيات ميدانية بديلة عن المستشفيات التي قصفت أو أغلقت، وتحاول الفرق التطوعية الإبقاء على أماكنها سرية، وتقوم بتغييرها من حين لآخر.

فرق تطوعية
وناشدت الفرق التطوعية عبر الجزيرة نت الأطباء العودة فورا لمراكز الإسعاف والمستشفيات لإنقاذ الجرحى، كما ناشدت الهيئات الطبية الدولية ومنها الصليب الأحمر الدولي تأمين مستشفيات ميدانية متنقلة.

الجزيرة نت زارت المستشفيات ومراكز الإسعاف والتقت مع فني تخدير يدعى عبد السميع إسماعيل أبو إسماعيل وهو متطوع في مستشفى الشفاء بحلب.

يقول أبو إسماعيل إن المستشفى يتلقى يوميا أكثر من 70 حالة بين جريح وشهيد، ويتألف الكادر العامل في المستشفى من سبعة أطباء وخمسة مختصين واثنين من الأطباء مختصين في الطب العام وخمسة فنيين وخمسة ممرضين و15 متطوعا، ويضيف أن هذا العدد بالتأكيد غير كاف لاستيعاب الإصابات المتزايدة يوميا نتيجة القصف.

وأوضح أبو إسماعيل أن مستشفى دار الشفاء يمثل ركيزة أساسية في منطقة "الشعار" بشكل خاص ومدينة حلب بشكل عام، حيث إن كافة الإصابات تأتي إليه لأنه يقوم بالإشراف على عدة مستشفيات أخرى محيطة به، مؤكدا أن المستشفى يعاني من نقص في العناصر الطبية والمواد الطبية بكافة أنواعها وخصوصا الأوكسجين في ظل غياب الدعم الكافي.

أحد الأطفال في مستشفى حلب (الجزيرة)
أحد الأطفال في مستشفى حلب (الجزيرة)

من جانبه قال الممرض رزق أبو يزن من المستشفى الميداني في ريف حلب للجزيرة نت إن فريق المتطوعين يضم 25 عنصر أشعة وتحاليل مخبرية وتخدير وتمريض، حيث أرسل أكثر من نصف الكادر إلى حلب لسد الاحتياجات من الكوادر الطبية.

نقص الكوادر
وأوضح أبو يزن أن الفريق التطوعي يقوم بدور الأطباء في بعض الأحيان نظرا لنقص الكوادر الطبية.

وأكد أن المركز الطبي الذي يعمل به ورفض الإفصاح عن مكان وجوده يقدم الخدمة إلى 70% من منطقة ريف حلب الشمالي، حيث يقوم فريقه بإيقاف النزيف في الجرحى وتعويض السوائل وريديا وإعطاء الأدوية الإسعافية وإجراءات التحاليل المخبرية والصور الشعاعية.

وأكد أن الكادر التطوعي يعمل على استقبال الحالات الحرجة ومن ثم يحيل الحالات التي بحاجة لجراحة إلى تركيا لعدم وجود أطباء جراحة في المنطقة.

وتعاني المستشفيات في الريف الشمالي من غياب الكادر الطبي وخاصة أطباء الجراحة، كما أن هذه المراكز بحاجة إلى الأجهزة الطبية الضرورية ومنها أجهزة أشعة.

وتبقى مشكلة الأمن أساسية, حيث إن معظم المستشفيات سرية يتم نقلها وتبديل مكانها خشية قصفها، كما أن الطريق الواصل إلى تركيا المار قرب مطار عسكري للنظام يمثل خطرا على سيارات الإسعاف التي تنقل الجرحى إلى تركيا، إذ تعرضت سيارة الإسعاف الوحيدة في الريف الشمالي عدة مرات للقصف والقنص.

المصدر : الجزيرة