خطة طوارئ لإنقاذ موسم السياحة بلبنان

خطة الطواريء السياحية تستهدف بشكل رئيسي السائح الخليجي والسعودي على وجه التحديد
undefined
جهاد أبو العيس-بيروت

استدراكا لموسم سياحي بات في حكم المنتهي عمليا, بعد تحذيرات دول الخليج وآخرها السعودية لرعاياها من التوجه إلى لبنان, عمدت وزارة السياحة اللبنانية إلى إعلان خطة طوارئ مستعجلة، استدراكا لما يمكن استدراكه من موسم باتت أسابيعه معدودة.

التمنيات اللبنانية الرسمية ما زالت تأمل عودة الرياض تحديد عن قرارها تحذير رعاياها بعدم التوجه إلى لبنان، فوزير السياحة فادي عبود ما زال مصرا في تصريحاته الصحفية أنه "لا يوجد أي سبب يدفع السعودية لأن تتخذ قرارا كهذا الآن"، داعيا في الوقت نفسه إلى "عدم الاستسلام والوقوف مكتوفي الأيدي".

وهذا الموقف دفع الوزير إلى إعلان الملامح الرئيسية لخطة الطوارئ السياحية, التي تنص بصورة رئيسية على تكثيف الإعلانات الخارجية والداخلية لجذب السياح، والإعلان عن أسعار خاصة جدا على عدد من الخطوط تشمل الأردن والجزائر وروسيا وأوروبا.

وإلى جانب إقامة معارض سياحية في الداخل والخارج، تقضي الخطة بأن يترافق ذلك مع خفض أسعار الخدمات السياحية كافة، كالإقامة في الفنادق وإيجار السيارات السياحية والمطاعم وغيرها، أملا بتغيير واقع موسم بات بحكم "المضروب" كما صرح مسؤولون.

كما جدد الوزير الحديث حول أهمية فتح مطارين جديدين في البلاد أحدهما في الشمال، مطالبا بعدم تفسير هذا الأمر "بالسياسة، وإنما بحاجة إنمائية سياحية بحتة"، إلى جانب إطلاق خط بحري سياحي عبر مرفأ بيروت يشمل قبرص واليونان وتركيا، متمنيا وجود خط بحري سياحي آخر ينطلق من مرفأ جونية قريبا.

جرى التعاقد على بث 700 إعلان سياحي خاص بلبنان على محطة أوروسبور الأوروبية بهدف تغيير الصورة الأمنية التي أخذت مؤخرا عن لبنان، إلى جانب بث تقارير إعلانية خلال أغسطس/آب القادم على محطة سي.أن.أن الأميركية

تقارير إعلانية
وبحسب وزارة السياحة جرى التعاقد على بث 700 إعلان سياحي خاص بلبنان على محطة أوروسبور الأوروبية ولمدة ثلاثة أشهر بهدف تغيير الصورة الأمنية التي أخذت عن لبنان مؤخرا، إلى جانب بث تقارير إعلانية خلال أغسطس/آب القادم على محطة "سي.أن.أن" الأميركية بعنوان "عين على لبنان"، مع وجود نحو 600 إلى 700 إعلان سياحي عن لبنان في وسائل إعلام مختلفة.

والقطاع الخاص بدوره استشعر مرارة الموسم، فبادر إلى طرح فكرة تتمثل في إنشاء موقع إلكتروني يسمى "شو في بلبنان"، يقدم جوائز من شركة طيران الشرق الأوسط، يكون موجها بالدرجة الأولى إلى دول الخليج، إضافة إلى الاتصال بوسائل التلفزة في لبنان للطلب منها تخصيص نحو أربع أو خمس دقائق، لاستضافة شخصيات معروفة ترسل رسائل سياحية بهدف إنعاش الموسم المريض.

وبدوره قال رئيس نقابات السياحة في لبنان رئيس نقابة أصحاب الفنادق بيار الأشقر إن نسبة كبيرة من الحجوزات ألغيت بسبب الظروف الراهنة، واصفا الفترة الحالية بأنها "فترة سوداء".

وأضاف أن "واقع حجوزات الفنادق لا يزال يشهد إلغاءً للحجوزات وتراجعاً للإشغال، لا سيما خارج بيروت حيث الوضع سيئ جداً"، مشيرا إلى أن "حجوزات بيروت ما زالت حتى اللحظة أوضاعها متماسكة".

وقال للجزيرة نت إن سياحة رجال الأعمال هي الأكثر رواجاً خلال هذه المرحلة "لأن وحده رجل الأعمال يخاطر من أجل استمرارية أعماله ولا يكترث بالتحذيرات، لكن طبعا دون أن يأتي بصحبة عائلته تحسبا لأي طارئ".

السياحة والسفر
وبدوره لفت رئيس نقابة وكلاء السياحة والسفر جان عبود إلى أن التعويل بعد القرار السعودي اليوم يتوقف على المغترب اللبناني وحده، مشيرا إلى أن حركة حجوزات السفر للمغتربين بالطائرات "مقبول جدا"، مبديا خشيته من عدول المغترب اللبناني أيضا عن القدوم بسبب الظروف على الأرض.

وقال عبود للجزيرة نت إن الظاهرة الماثلة للعيان هي ارتباط الحجوزات بالنسبة للمغتربين في الخليج على متابعتهم لوسائل الإعلام وما يجري داخل مدن وشوارع البلاد، مشيرا إلى ملاحظة إلغاء حجوزات كثير من القادمين في اللحظة الأخيرة عند إقلاع الطائرة حيث ينقص عدد المسافرين بنسبة تتراوح بين 10 و15%.

ويعول لبنان بصورة كبيرة جدا على السياح الخليجيين في تحصيل عائدات تشكل أحد الموارد الرئيسية للخزينة، وسط شح كبير تعانيه الدولة في الموارد، وارتفاع مطرد في حجم الدين الخارجي البالغ حتى أوائل يونيو/حزيران الماضي 55 مليار دولار.

وسجل قطاع السياحة اللبناني بفعل الأزمة السورية وتداعياتها على لبنان العام الماضي 2011، نسبة تراجع بلغت 24% عن موسم 2010 الذي بلغت فيه عائدات السياحة رقما قياسيا وصل قرابة ثمانية مليارات دولار، حسب أرقام منظمة السياحة العالمية.

يشار إلى أن حجم السياحة العربية في لبنان يتراوح بحسب أرقام رسمية ما بين 45 إلى 55% من إجمالي السياحة العامة في لبنان، بينما تحتل السعودية وحدها ما نسبته 25% من مجمل هذه السياحة.

المصدر : الجزيرة