فلسطينيو سوريا ودورهم في الثورة

Damascus, -, SYRIA : Syrians walk past closed shops in Damascus on July 18, 2012. A bomb struck at the heart of Syria's senior command, killing at least three of President Bashar al-Assad's top brass in an attack claimed by rebels who warned of more carnage to come. AFP PHOTO/ LOUAI BESHARA
undefined
مظاهرات مناهضة للنظام وقصف ونيران ودخول دبابات وسقوط شهداء وعمليات انشقاق واستقبال للنازحين، كل ذلك يحدث في مخيمات الفلسطينيين بدمشق كما هو شأن الأجزاء الملتهبة من العاصمة، حيث يتشارك الفلسطينيون والسوريون المعاناة ذاتها.

أسامة كنعان وعلاء النواصرة وعشرة شبان آخرون من المخيم قتلوا يوم أمس ليس في فلسطين وهم يواجهون المحتل كما كانوا يحلمون، وإنما في سوريا. فمنهم من قضى جراء القصف الذي استهدف المخيم ومنهم من أودى رصاص الأمن السوري بحياته.

وبالرغم من القصف فقد خرجت مظاهرة مناوئة للنظام في المخيم أمس ضمن سلسلة مظاهرات يومية امتدت على مدار الأسبوع الماضي كان أضخمها يوم السبت، عندما شيع عشرات الآلاف قتلى المخيم رافعين علم الثورة السورية، وشهدت الأسواق إضرابا عاما حدادا على من قتلوا.

ورغم الاكتظاظ السكاني في أحياء المخيم فإن الأبواب فتحت أمام النازحين المتدفقين من الأحياء المجاورة في دمشق، وأطلق الناشطون حملة لتغطية النقص الحاد في الأغذية والأدوية.

ولا يختلف حال الفلسطينيين في مخيم درعا عن مثيله بدمشق، فقد تعرض المخيم مؤخرا لقصف بقذائف الهاون أسفر عن وقوع العديد من القتلى والجرحى، مما اضطر السكان للنزوح إلى الأحياء المجاورة.

وقال أحد الناشطين هناك للجزيرة نت "إن الآلاف فروا من المخيم خلال 24 ساعة، ولم يكن تأمين إقامتهم واحتياجاتهم سهلا، لقد اضطررنا لفتح بيوت بعض المسافرين وكسر أقفالها لإيوائهم".

وأضاف أن دعوات أطلقت من المكبرات في المساجد دعتهم للرجوع إلى المخيم بتعهد من محافظ المدينة بحمايتهم، إلا أن عودة القذائف للسقوط على المخيم كانت كفيلة بدفع السكان للنزوح ثانية.

أوضح الناشط أن سكان المخيم كانوا إلى جانب درعا منذ بداية الثورة، وأنهم ساهموا في تهريب الجرحى وإسعافهم ونجدة الأهالي بالمواد التموينية وقت الحصار.

كيلة رفع شعار "من أجل تحرير فلسطين نريد إسقاط النظام"، وتم تسفيره إلى الأردن قسريا بعد اعتقاله وتعرضه للتعذيب من قبل الأمن السوري في مايو/أيار الماضي

مآل طبيعي
ولطالما كانت القضية الفلسطينية وموقف فلسطينيي سوريا من نظام الأسد مثار جدل على الساحة السورية منذ اندلاع الثورة، فبينما أيدته فصائل فلسطينية يقف مسلحوها مع النظام، تحدث ناشطون عن انشقاق أفراد من جيش التحرير بعتادهم وانضمامهم إلى الجيش الحر.

من جانب آخر، اعتبر الكاتب الفلسطيني سلامة كيلة انخراط مخيم اليرموك في الثورة مآلا طبيعيا وشبيها بما قامت به مخيمات الفلسطينيين في درعا والرمل الجنوبي وحمص.

وكان كيلة قد رفع شعار "من أجل تحرير فلسطين نريد إسقاط النظام"، وتم تسفيره إلى الأردن قسريا بعد اعتقاله وتعرضه للتعذيب من قبل الأمن السوري في مايو/أيار الماضي.

وقال -في تصريح للجزيرة نت- "إن مخيم اليرموك كان متخوفا من تحول الصراع إلى صراع فلسطيني/فلسطيني إذا شارك في الثورة، نتيجة وجود تنظيمات فلسطينية تعمل مع السلطة السورية وقد سلحت أفرادها مؤخرا".

وأضاف أن بعض فصائل المقاومة مثل القيادة العامة والصاعقة وقفت بشكل حاسم مع النظام منذ اللحظة الأولى، وسعت فصائل أخرى للبقاء محايدة وتحييد المخيمات أيضا، لأنها تعرف أن سوريا ملاذها الأخير كوجود رسمي علني، وانساق بعض قادتها إلى قبول نظرية المؤامرة في تحليل سطحي ولا معنى له، بحسب وصف كيلة.

وأكد أن موقفه من الثورة السورية مبني على أساس أنه "مواطن عربي مهتم بوضع الطبقات الشعبية في كل البلدان العربية، ومعني بمواجهة كل الأنظمة التي تكيف وضع بلدانها لتحقيق السيطرة الإمبريالية".

وقال "إن السلطة السورية فرضت اللبرلة ونهبت المجتمع طيلة السنوات الأخيرة، وأي تفكير في التحرر والتطور وتحرير فلسطين يرتبط بمواجهة هذه النظم، أنا مع مشروع تطور وتحرر ووحدة، لهذا لابد من التغيير".

ويبقى التباين جليا في مواقف فلسطينيي سوريا وكذلك آراء السوريين أنفسهم حول الاتجاه الأصوب الذي سيكون لصالح فلسطين، وفقا لآمال الثورة ووعود النظام القديمة.

المصدر : الجزيرة