الاعتقال يصدم أطفال فلسطين

غلاف تقرير تأثير اعتقال الأطفال
undefined
 
عوض الرجوب-رام الله
 
أكد تقرير حديث أعدته منظمتان تعنيان بحقوق الأطفال أن عمليات الاعتقال التي يتعرض لها أطفال فلسطين تؤدي إلى صدمات شديدة، مؤكدتان رصد أكثر من 12 نوعا من أشكال العنف التي يتعرض لها الأطفال.

وأظهر تقرير مشترك أعدته منظمتا "إنقاذ الطفل-السويد" و"الشبان المسيحية" بعنوان "التأثير الناتج عن اعتقال الأطفال في الأراضي الفلسطينية"، ونشرتا نتائجه هذا الأسبوع، تعرض نحو 98% من الأطفال الفلسطينيين (دون سن 18عاما) للعنف من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال فترات اعتقالهم أو احتجازهم.

واستنادا إلى معطيات الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، فإن عدد الأطفال الذين خاضوا تجربة الاعتقال في السجون الإسرائيلية خلال السنوات العشر الماضية يقدر بنحو ثمانية آلاف طفل، نحو 170 منهم لا زالوا رهن الاعتقال، بينهم 26 طفلا تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاما.

عدد الأطفال الذين خاضوا تجربة الاعتقال في السجون الإسرائيلية خلال السنوات العشر الماضية يقدر بنحو ثمانية آلاف طفل، نحو 170 منهم لا زالوا رهن الاعتقال، بينهم 26 طفلا تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاما
إجراء ممنهج
ووفق تقرير المؤسستين فإن احتجاز الأطفال في الضفة الغربية ما زال إجراء ممنهجا، حيث تحتجز إسرائيل شهريا ما بين مائتي طفل إلى ثلاثمائة.

ويضيف أن الأطفال الذين يلقى القبض عليهم، من قبل الجيش الإسرائيلي يتم التعامل معهم كمعتدين على أمن دولة إسرائيل، وتباعا يتم محاكمتهم ضمن المنظومة العسكرية وفي محاكم عسكرية، وهو نفس النظام الذي يتم فيه محاكمة فلسطينيين بالغين.

وتؤكد معطيات التقرير أن اعتقال الأطفال يؤدي إلى صدمة شديدة لديهم ولدى وعائلاتهم كما يعطل الهياكل الاجتماعية القائمة، موضحة أن أبرز أنواع العنف الممارس هو الإصابة والمعاملة السيئة والإهانة والشتم والضرب والإبعاد والمطاردة والإقامة الجبرية وغيرها.

وأفاد 93.6% من المستفيدين من برنامج التأهيل الذي نفذته المنظمتان خلال الفترة من شهر أبريل/نيسان 2011 إلى أكتوبر/تشرين الثاني 2011 وعددهم 292 طفلا بأنهم تعرضوا للإهانة، فيما أفاد 89.5% بأن منازلهم تعرضت للمداهمة، و89.5% بأنهم تعرضوا للضرب خلال الاحتجاز.

ورصد التقرير آثارا انفعالية مثل الحساسية الزائدة والتوتر العصبي وصعوبات في التواصل وفقدان الشعور بالانتماء والكوابيس، وآثارا نفسية كأعراض ما بعد الصدمة وفقدان الشعور بالأمان وفقدان الإحساس بالحماية والإحباط، وآثارا اجتماعية مثل العزلة والوحدة السلوك العنيف.

برامج تأهيل
وفي توضيح مكتوب للجزيرة نت، أفادت مؤسسة إنقاذ الطفل بأنها نفذت برنامجا بتمويل أوروبي لتأهيل الأطفال المحررين من المعتقلات يتم تنفيذه من قبل جمعية الشبان المسيحية بالتعاون معها، بهدف تسهيل عملية دمج الأطفال المحررين في مجتمعاتهم، من خلال تقديم الإرشاد النفسي لهم ولأسرهم.

وقام البرنامج منذ انطلاقته بالعمل مع أكثر من ألف معتقل محرر أكثرهم دون سن 18 عاما، قدم لهم من خلالها الإرشاد النفسي والاستعانة بتقنيات حديثة متقدمة تساعدهم في التغلب على الصدمة، وعلاجا أكاديميا من خلال التوجيه والتدريب.

وبدوره يقول عضو المجلس المحلي لقرية النبي صالح، شمال رام الله التي تشهد باستمرار حالات اعتقال للأطفال، إن الأهالي يلمسون توجها عنفيا لدى الأطفال المفرج عنهم، مشيرا إلى تكرار حالات الاعتقال والعنف بحق الأطفال داخل القرية.

وأضاف -في حديثه للجزيرة نت- أن المعلمين باتوا يشعرون بسلوك عصبي وحالة تشبه التمرد لدى الأطفال بعد الإفراج عنهم، بشكل أثار انتباه مدرسيهم وذويهم.

المصدر : الجزيرة