الرئيس الموريتاني يرفض الرحيل بعد تعافيه

مدشنا للمحطة الكهربائية
undefined

أمين محمد-نواكشوط

رفض الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز مطالبة المعارضة له بالرحيل والاستقالة بعد إصابته بطلق ناري في الثالث عشر من الشهر الماضي قالت الحكومة إنه جاء بطريق الخطأ بعد اشتباه أحد الجنود في سيارته قرب ثكنة عسكرية شمالي البلاد.

وقال ولد عبد العزيز للجزيرة، في أول تصريح له بعد عودته من رحلة علاجية بالعاصمة الفرنسية باريس، إن المعارضة يمكنها الاستمرار في المطالبة بالرحيل ولكن دون جدوى، مشددا على أن الطريق الوحيد للوصول إلى السلطة هو المرور عبر صناديق الاقتراع في انتخابات حرة ونزيهة يشارك فيها الجميع.

وجاءت تصريحات ولد عبد العزيز لدى تدشينه محطة كهربائية شمالي العاصمة نواكشوط في ثاني نشاط له بعد عودته مساء السبت من باريس حيث خضع للعلاج لنحو أربعين يوما من آثار الطلق الناري، وكان ولد عبد العزيز قد أكد في تصريحات له من باريس عزمه القيام ببعض التدشينات خلال الأيام القادمة، ومن الواضح أنه يريد من خلال تلك التدشينات التأكيد على عدم عجزه عن أداء مهامه.

وانتقد ولد عبد العزيز بشدة أداء المعارضة في الفترة الماضية، وقال إنها لم تكن معارضة بناءة، مشيرا إلى أنه في الأنظمة الديمقراطية يجب أن تكون المسؤوليات محددة، والأدوار التي يجب أن تلعبها المعارضة وكذا الأغلبية واضحة تماما من أجل المصلحة العامة.

‪ولد عبد العزيز قال إنه لن يرحل‬  (الجزيرة)
‪ولد عبد العزيز قال إنه لن يرحل‬ (الجزيرة)

رسائل للمعارضة
وقال إن الرسالة الأساسية التي يريد توجيهها في الوقت الحالي للمعارضة هي أن كل ما في البلد مسخر لهم باعتبارهم مواطنين، ولكن الحصول على السلطة يمر حتما عبر طريق واحد هو صناديق الاقتراع وعبر انتخابات شفافة ونزيهة يشارك فيها الجميع.

وأضاف أنه ليس من المقبول أن يشارك طرف في انتخابات وحينما لا تكون لصالحه يرفض نتائجها ويأخذ موقفا سلبيا تجاه ما تمخض عنها.

وطالب المعارضة بأن تكون واقعية وتبتعد قليلا عن الأحلام والخيالات، قائلا سمعت بعضهم في الأيام الماضية يتحدث عن نهاية النظام وأنهم على وشك إقامة صلاة الجنازة عليه وهو إفراط في عدم الواقعية وفي البعد عن حقائق الأمور.

ومقابل انتقاده الشديد لمنسقية المعارضة، أثنى ولد عبد العزيز على من توصف بالمعارضة المعتدلة التي شاركت معه في حوار سياسي قبل نحو عام، وقال إنها تفهم قواعد اللعبة الديمقراطية، وإن نتائج الحوار الذي شاركت فيه كانت مهمة للبلد وللتجربة الديمقراطية.

ويطلق وصف المعارضة المعتدلة على أحزاب المعاهدة التي يتزعمها رئيس مجلس النواب مسعود ولد بلخير وتضم حزبي الوئام والصواب.

‪المعارضة قالت إن الأيام القادمة ستثبت صحة ما ذهبت إليه من عجز الرئيس صحيا‬  (أسوشيتد برس)
‪المعارضة قالت إن الأيام القادمة ستثبت صحة ما ذهبت إليه من عجز الرئيس صحيا‬ (أسوشيتد برس)

عجز صحي
وكانت منسقية المعارضة قد أكدت اليوم في مؤتمر صحفي أن قناعتها بعجز ولد عبد العزيز صحيا لم تتغير رغم عودته من رحلته العلاجية بباريس.

وقال المنسق الحالي لمنسقية المعارضة صالح ولد حننا إن الأيام القادمة ستثبت صحة ما ذهبت إليه المعارضة من عجز الرئيس صحيا، بعد أن ثبت عجزه السياسي خلال فترة حكمه السابقة.

وجددت المنسقية دعوتها لتشكيل حكومة توافق وطني تشرف على مرحلة انتقالية جديدة تفضي لمرحلة ديمقراطية حقيقية بعيدا عن الحكم العسكري الذي يسيطر على البلاد منذ عقود من الزمن.

وكان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز قد عاد مساء السبت إلى بلاده بعد جدل واسع خلفه غيابه الذي استمر لنحو أربعين يوما للعلاج من آثار الطلق الناري الذي تعرض له في الثالث عشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

المصدر : الجزيرة