أحزاب وتيارات تشكل ليبيا الجديدة

لافتة إحدى الدعايات الحزبية في بنغازي ( الجزيرة نت).

لافتة إحدى الدعايات الحزبية في بنغازي (الجزيرة نت)

خالد المهير-بنغازي

تشهد ثانية أكبر المدن الليبية (بنغازي) هذه الأيام العديد من الشعارات واللافتات الحزبية والسياسية تسبق دخول البلاد لعبة الانتخابات. ورغم غياب قوانين تنظيم العمل السياسي، ظهرت في كافة أنحاء ليبيا عشرات الأحزاب والتجمعات والتيارات المختلفة الليبرالية والإسلامية والعلمانية والمستقلة، مع توقع الإعلان عن حزب إسلامي السبت المقبل في بنغازي. 

وفي نهاية شهر ديسمبر/ كانون الأول تأسس الاتحاد الوطني للإصلاح " نور" وهو حزب وطني محافظ، غير علماني وإن كان يعتبر مسألة تجديد الفقه جوهرية في إطار الدولة المدنية "فلا هي دولة العمائم ولا هي دولة القبعات العسكرية، وفق رئيس الحزب إدريس بوفايد.

ويؤكد بوفايد للجزيرة نت أن لحزبه شعبية في الشارع، موضحا أنه لا يوجد ما يمنع إنشاء حزب قبل صدور قانون لتنظيم الأحزاب في ليبيا الحرة، مشيرا إلى أن الإعلان الدستوري الصادر في أغسطس/ آب الماضي ينص على أن تكفل الدولة التعددية السياسية والحزبية.

ويقول إن جميع الأحزاب المعلن عنها تظل تحت التأسيس إلى حين حصولها على الصفة القانونية، مطالبا الحكومة والمجلس الوطني الإنتقالي بالإسراع في صياغة مشروع الأحزاب ومن ثم اعتماده بالتزامن مع قانون الانتخابات خلال هذا الشهر، على أن يكون التمويل من الميزانية العامة للدولة لتشجيع التعددية كأمر حيوي وأساسي لضمان قيام دولة الاستقرار والقانون، ولتفادي أي اضطرار للدّعم الخارجي والوقوع في حبائله مما يشكل خطرا بالغا على الدولة الليبية.

 الناشط السياسي إدريس بن الطيب يأمل أن ينضم الناس للتيار الوطني الديمقراطي (الجزيرة نت)
 الناشط السياسي إدريس بن الطيب يأمل أن ينضم الناس للتيار الوطني الديمقراطي (الجزيرة نت)

قوة وليدة
ويوضح الناشط إدريس بن الطيب أن التنظيم السياسي الذي تم إشهاره يوم 25 ديسمبر/ كانون الأول ليس حزبا وإنما هو تيار يحمل اسم "التيار الوطنى الديمقراطى" وهو غير أيديولوجي ويأمل أن ينضم إليه قطاع أكبر من الناس تحت برنامج لحماية بناء الدولة الديمقراطية خلال المرحلة الانتقالية.

وقال ابن الطيب في تصريح للجزيرة نت إنه "تنظيم المؤمنين والملتزمين بالعملية الديمقراطية باختلاف مشاربهم الفكرية وتوجهاتهم الأيديولوجية" وهو فوق هذا يعمل على ترتيب التحالف مع كل من يؤمن بأولوية هذا الهدف.

ويستهدف التنظيم الشارع الليبي بكل مستوياته النساء والشباب الإسلاميين واليساريين المعتدلين وكل من يرى أولوية بناء الدولة قبل الدخول في التنافس السياسي.

من جانبه قال منسق عام تجمع "ليبيا الديمقراطية" يونس فنوش للجزيرة نت إن تفاعل الشارع مع التجمع محدود نسبيا.

وأضاف أنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى الناس لسببين مهمين، أولهما "أننا قوة ما زالت وليدة، إذ لم نبدأ تحركنا في الساحة الليبية إلا منذ بضعة أشهر، وثانيهما، ولعله الأهم أننا نتحرك بدون أي دعم من أي جهة ونعتمد على مبالغ محدودة من المال نجمعها عن طريق رسوم الاشتراك التي يدفعها الأعضاء"، لكنه قال إن هدفهم الوصول للسلطة.

أما الكاتب السياسي يوسف بورواص، فيرى أن بعض القوى السياسية اندفعت إلى تكوين الإطار التقليدي للمجموعات السياسية، لتضمن المشاركة مع غيرها في تكوين النسيج الديمقراطي.

وأعلن بورواص عن تشكيل بعض الأحزاب، ولكنها تجاهلت دور الدستور في تحديد وصياغة الأنظمة الأساسية، مضيفا في تصريح للجزيرة نت أن الدستور "هو الذي يحدد وحده دون غيره آلية الحكم بصورة متكاملة ويضع ملامح قانون الأحزاب".

وأكد أن هذا الدستور يحدد شكل الدولة ودور العديد من المؤثرات الأخرى على العملية السياسية مثل الدين والعرف والعادات والتقاليد والتي من الممكن أن يطرحها بطريقة معارضة لأهداف وبرامج الحزب التي تصبح بموجبه غير شرعية وكانت سبباً في ضم الأعضاء، وبالاستفتاء على الدستور قد تجد بعض الأحزاب نفسها خارج شرعيته.

وتؤكد مبروكة جبريل-وهي ربة بيت- أنها ستنضم إلى حزب يتماشى مع المبادئ الليبرالية التي تؤمن بها، في حين تقول المعلمة إنعام عبدالرازق بإحدى مدارس الجنوب إن أغلب الليبيين لا يفهمون معنى الأحزاب ورغم هذا هي مع تكوين الأحزاب

زمن القذافي
وانتقد الكاتب الصحفي حمدي الزائدي الظهور المحتشم لحزبين سياسيين ولدا من رحم المعارضة الليبية في زمن معمر القذافي "وهما الإخوان وجبهة الإنقاذ"، وقال إنهما سيصطدمان بقوة المكونات الاجتماعية (القبلية) في أول معركة انتخابية.

وأضاف أن كلاهما يعانيان من العجز في فهم موروث الثقافة السياسية "المشوهة" التي تحكم عقلية المواطن الليبي" ربما لم يكن من الغريب أن تنطلق شعارات لا للحزبية ولا للقبلية ونعم للتعددية وتداول السلطة " مؤكدا أن نجاح الأحزاب مرتبط بقدرتها على التحول إلى أحزاب برامج، موضحا أن هذا لم يحدث حتى الآن.

ويقول المحامي فهد عبدو إسماعيل إنه لم ينضم إلى حزب أو تجمع بسبب غياب الرؤى والأهداف، ولكنه يأمل الجمع بين الأحزاب والتجمعات لمواجهة متطلبات المرحلة القادمة، وأكد أنه مهتم بحضور اجتماعات مختلف التيارات للمساهمة بوضع حد أدنى للأهداف بغض النظر عن الأيديولوجيا.

وفي اعتقاد وسام نجم مهندس حاسوب أن التعددية الحزبية هي إحدى أهم ركائز الديمقراطية غير أنها على أرض الواقع أكثر تعقيدا، مشيرا إلى أن الأحزاب والتيارات تفتقد للقاعدة الشعبية والتنظيم.

وتؤكد مبروكة جبريل-وهي ربة بيت التقتها الجزيرة نت- أنها ستنضم إلى حزب يتماشى مع المبادئ الليبرالية التي تؤمن بها، في حين تقول المعلمة إنعام عبدالرازق بإحدى مدارس الجنوب إن أغلب الليبيين لا يفهمون معنى الأحزاب ورغم هذا هي مع تكوين الأحزاب.

المصدر : الجزيرة