الفساد يدفع الصدر لتجميد جيش المهدي

إستعراض جيش المهدي

جانب من استعراض لجيش المهدي (الجزيرة نت-أرشيف)

علاء يوسف-بغداد

تباينت ردود فعل الأوساط السياسية العراقية من قرار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر عدم إعادة جيش المهدي التابع له إلى العمل، حتى إذا لم تنسحب القوات الأميركية من العراق نهاية العام الحالي.

وبينما يرى مراقبون أن مقتدى الصدر تعرض لضغوط خارجية وداخلية لاتخاذ هذا القرار، برر الأخير قراره بوجود "مفاسد" في صفوف جيش المهدي.

وكان الصدر قد هدد في أبريل/نيسان الماضي بإعادة تفعيل جيش المهدي -الجناح المسلح للتيار الصدري- إذا لم تنسحب القوات الأميركية في الموعد المحدد نهاية العام الحالي، بعدما تم تجميد نشاطه في أغسطس/آب 2008.

غير أن القرار الذي اعتبر مفاجئا، فسّره البعض بأنه جاء على خلفية خلافات بين قيادات في جيش المهدي في أحياء بغداد الجديدة والصدر شرق العاصمة العراقية، وهذه الأحياء شبه مغلقة ومخصصة لأتباع التيار الصدري.

وأفضت هذه الخلافات إلى صدامات مسلحة تم خلالها إحراق عدد من المنازل وسقط العشرات بين قتيل وجريح في هذه الأحياء.

ولم يصدر أي توضيح من الأجهزة الأمنية التي تدخلت لفض الاشتباكات المسلحة تلك، إلا أن مقتدى الصدر وجه انتقادات لاذعة لقيادات في جيش المهدي متهما إياها بالفساد.

وعلى إثرها، طرد مقتدى الصدر عددا من قياديي الجيش، بحسب ما جاء في بيان صادر عن التيار الصدري تم توزيعه على وسائل الإعلام.

 عدي عواد: القيادات المفصولة تعمل علىتنفيذ أجندات داخلية وخارجية (الجزيرة نت)
 عدي عواد: القيادات المفصولة تعمل علىتنفيذ أجندات داخلية وخارجية (الجزيرة نت)

إقصاء المفسدين
ومن أبرز القياديين الذين شملهم الطرد صفاء جاسم إبراهيم وحسن كريم ومجيد عبد الكاظم وبهاء جاسم وشقيقه ضياء جاسم وفراس عبد الواحد وسلام خرنوب ومرتضى رمضان، ووصف البيان هؤلاء "بالقتلة لا دين لهم ولا ورع".

وفي تعليقه على القرار، قال القيادي في التيار الصدري والنائب في البرلمان عن كتلة الأحرار عدي عواد "لقد حصلت إساءات من بعض المجاميع التابعة لجيش المهدي، مما استدعى اتخاذ قرار لوضع حد لأي شكل من أشكال التجاوز أو الاعتداء على الآخرين".

واتهم في تصريح للجزيرة نت هؤلاء "بالعمل على خلق أزمات داخلية بين أبناء الشعب العراقي وهذا ما حدث في الفترة الأخيرة، الأمر الذي تطلب إقصاء هؤلاء المفسدين"، مشيرا إلى أن القيادات التي تم فصلها تعمل على تنفيذ أجندات داخلية وخارجية دون أن يحددها.

وأكد عواد أن جيش المهدي ممنوع من القيام بأي نشاط في الوقت الحالي، وقال في هذا الصدد "نعم إن قرار السيد مقتدى واضح وصريح بهذا الشأن، ولا يمكن الخروج عليه بأي شكل من الأشكال".

"اليوم الموعود"
من جهته، اعتبر القيادي في التيار الصدري حسن الجبوري أن قرار التجميد حصل لأسباب عديدة، في مقدمتها ظهور مجموعة أساءت إلى التيار.

وأشار في تصريح للجزيرة نت إلى أن زعيم التيار اتخذ قرار رفع التجميد في الذكرى التاسعة للاحتلال يوم 9أبريل/نيسان الماضي في حال التمديد للقوات الأميركية، إلا أنه عدل عن هذا القرار.

وأكد الجبوري أنه لا توجد أي ضغوطات خارجية أو داخلية في اتخاذ هذا القرار الذي وقع -بحسبه- نتيجة ظهور "عدد من المفسدين المتسللين إلى جيش المهدي".

وبالتوزاي مع قرار التجميد، قرر الصدر تشكيل فصيل "ألوية اليوم الموعود" التي ستتلخص مهمتها في مقاتلة قوات الاحتلال الأميركي.

يحيى الكبيسي: الصورة مشوشةبشأن مصير جيش المهدي (الجزيرة نت)
يحيى الكبيسي: الصورة مشوشةبشأن مصير جيش المهدي (الجزيرة نت)

"الصورة مشوشة"
من جهته يرى الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي يحيى الكبيسي أن هناك آراء متضاربة فيما يتعلق بجيش المهدي، وقال "نسمع تصريحات بأن هناك قراراً باستمرار تجميد جيش المهدي وليس حله نهائياً، وقبلها تهديد برفع التجميد عنه إذا تم التمديد لبقاء القوات الأميركية".

وفي تقييمه للوضع قال للجزيرة نت إن "الصورة مشوشة بهذا الخصوص"، رافضا مسألة أن يكون التيار الصدري ينفذ أجندة خارجية رغم إقراره بأنه من المعروف عن العراق الآن أن جميع الجهات السياسية فيه ترتبط بعلاقات خارجية مع دول الجوار وأطراف دولية، مما يؤثر في قراراتها.

يذكر أن جيش المهدي أسس بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، وقد وجهت اتهامات لعناصره بارتكاب مذابح على أساس طائفي في بغداد ومناطق عديدة أخرى عامي 2006 و2007.

المصدر : الجزيرة