مظاهرات "انفصال" بجنوب اليمن

جانب من مسيرة الحراك الجنوبي في بلدة الشيخ عثمان مساء امس تنادي بالانفصال

جانب من مسيرة الحراك الجنوبي في عدن للمطالبة بالانفصال (الجزيرة نت)

شهدت كل من عدن والضالع والحوطة جنوبي اليمن مساء أمس مظاهرات حاشدة دعت إليها فصائل الحراك الجنوبي للمطالبة بالانفصال في الذكرى الـ17 للحرب الأهلية بين الشمال والجنوب عام 1994، في حين أصيب أربعة أشخاص عقب إطلاق قوات الأمن الموالية للرئيس علي عبد الله صالح الأعيرة النارية في الهواء احتفاء بالخطاب الذي ألقاه أمس عبر التلفزيون الرسمي.

وجاب المشاركون من أنصار الحراك الجنوبي -الذين قدموا من مختلف المحافظات الجنوبية- شوارع بلدة الشيخ عثمان بمحافظة عدن رافعين أعلام دولة الجنوب سابقاً التي توحدت مع شمال اليمن عام 1990، مطالبين بما أسموه "فك الارتباط".

وذكر مراسل الجزيرة نت في لحج ياسر حسن أن المئات من أنصار الحراك شاركوا في مسيرة سلمية بمدينة الحوطة أمس الخميس إحياءً لذكرى السابع من يوليو/تموز، التي يعتبرها أنصار الحراك ذكرى "احتلال" نظام صالح للجنوب.

وطافت المسيرة شوارع المدينة مرددة شعارات تطالب بحل القضية الجنوبية والإفراج عن معتقلي الحراك الجنوبي وفي مقدمتهم حسن باعوم، ورفع المظاهر المسلحة في زنجبار وردفان وكل مدن الجنوب.


متظاهرون يحملون العلم الجنوبي بمسيرة لحج (الجزيرة نت)
متظاهرون يحملون العلم الجنوبي بمسيرة لحج (الجزيرة نت)

دعوة للانفصال
وأعقب المسيرة مهرجان خطابي أكد فيه الخطباء على سلمية النضال و"المطالب المشروعة لأبناء الجنوب"، كما طالبوا المجتمع الدولي بالوقوف مع أبناء الجنوب "في قضيتهم العادلة رغم ما يتعرضون له من انتهاكات سافرة من قبل النظام".

وألقى الناشط محمد العديني البيان الصادر عن الفعالية، ودعا فيه إلى رص الصفوف لاستعادة "الجنوب المنهوب" وتصعيد النضال السلمي، كما دعا إلى عقد مؤتمر لكافة أبناء الجنوب للإجماع على رؤية موحدة وقيادة موحدة للحراك، ومؤكدا على التضامن مع أبناء أبين ومد يد العون للنازحين منهم.

وذكر مراسل الجزيرة نت أن مسيرة قليلة العدد مماثلة للحراك الجنوبي خرجت بمدينة الضالع.

يشار إلى أن أنصار الحراك الجنوبي يعتبرون السابع من يوليو/تموز ذكرى مشؤومة "لاحتلال الشمال للجنوب", وهي ذكرى انتصار قوات نظام صالح على الجيش الجنوبي في حرب 1994 بقيادة علي سالم البيض وعدد من قادة النظام الجنوبي السابق.

ويشهد الحراك منذ اندلاع الثورة الشبابية في اليمن انقساماً بين مكوناته، حيث أعلن بعضه الانضمام للثورة الشبابية والتخلي عن مطلب الانفصال مقابل حل القضية الجنوبية في إطار الوحدة على أساس اتحاد فدرالي بين الجنوب والشمال بعد سقوط النظام، بينما رفضت المكونات الأخرى الانضمام وتمسكت بخيارها في حل القضية من خلال فك الارتباط بالشمال واستعادة دولة الجنوب.


خطاب الرئيس
من جانب آخر، أعلن مصدر طبي بعدن إصابة أربعة مواطنين أثناء إطلاق نار كثيف من قبل وحدات من الجيش والأمن الموالية للنظام عقب بث التلفزيون الحكومي اليمني خطابا مسجلا للرئيس اليمني.

صالح في أول ظهور له منذ 5 أسابيع (الجزيرة)
صالح في أول ظهور له منذ 5 أسابيع (الجزيرة)

وذكر المصدر لمراسل الجزيرة نت في عدن سمير حسن أن ثلاثة جرحى نقلوا إلى مستشفى النقيب وصفت إصابة أحدهم بالخطيرة، في حين نقل الرابع إلى مستشفى 22 مايو الواقع في نفس البلدة.

وبعيد انتهاء الخطاب دوت في عدن انفجارات شبيهة بقصف مدفعي باتجاه البحر في الجهة الغربية من عدن مع طلقات رصاص حي وألعاب نارية مما أثار حالة من الذعر بين السكان.

ووصف القيادي في شباب الثورة بعدن خالد حيدان ظهور الرئيس وما خلفه من قتلى وجرحى بأنه "جريمة أخرى تضاف إلى سجل جرائم النظام المرتكبة ضد الثوار".

واعتبر في حديث مع الجزيرة نت "حالة العجز البدني" التي ظهر بها صالح مؤشرا على ضرورة الإسراع في تشكيل مجلس انتقالي يتولى إدارة شؤون البلاد.

وكان رئيس حزب الإصلاح المعارض في عدن النائب البرلماني إنصاف علي مايو قد وصف ظهور صالح في ذكرى حرب عام 1994 بالاستفزاز الصارخ لمشاعر الجنوبيين.

وأكد في تصريح صحفي أن ظهور صالح حياً يحتم على الثورة الشبابية التمسك بأهمية "محاكمته على جرائمه التي اقترفها بحق الثورة الشبابية السلمية وما قبلها من جرائم في مجالات شتى".


احتجاج المتقاعدين
من جانب آخر، تظاهر المئات من المتقاعدين من أبناء محافظة لحج في مدينة الحوطة وقطعوا الخط العام أمس الخميس احتجاجاً على عدم صرف رواتبهم من بريد المدينة الذي امتنع عن صرفها بحجة عدم وجود حماية في ظل مخاوف دخول المسلحين للبريد.

وقال أحد المتقاعدين إن السلطة المحلية حاولت التفاهم مع المحتجين الذين فتحوا الخط العام بعد إعطائهم وعوداً من السلطة المحلية بصرف رواتبهم المتأخرة يوم السبت.

المصدر : الجزيرة