تبرئة متطرف تغضب مسلمي هولندا

afp : A file picture shows Dutch politician Geert Wilders addressing a press conference in Westminster, central London, on October 16, 2009. Early results from Dutch local

فيلدرز أساء للقرآن الكريم والمسلمين في هولندا (الفرنسية)

نصر الدين الدجبي-أمستردام

تتواصل الردود المحذرة من التبعات المترتبة على تبرئة اليميني المتطرف خيرت فيلدرز قضائيا من تهم الإساءة للأجانب والمسلمين والحض على التفرقة ونشر الكراهية.

وفي هذا السياق اعتبر القاضي السابق توم شخاكل أن قرار تبرئة فيلدرز نابع من خوف من الجو السياسي السائد، وعبر القاضي -الذي كان في اللجنة القضائية الداعية لمحاكمة فيلدرز- عن أسفه لتبرئة فيلدرز ومنع المتضررين من مواصلة المرافعة أمام محاكم وطنية عليا.

يذكر أن أكثر من ألفي شخصية ومؤسسة من الأقليات المتضررة من تصريحات فيلدرز أعلنت عزمها التوجه لمحكمة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بجنيف لمقاضاته بعد أن تخلت النيابة العامة عن حق المتضررين في استئناف القضية أمام المحاكم العليا.

undefined

زاوية مغلقة
بدوره اعتبر رئيس الرابطة الوطنية للمغاربة بهولندا محمد الرباع أن قرار التبرئة وضع المسلمين والمهاجرين بزاوية مغلقة عن المجتمع الهولندي.

وأضاف الرباع -الذي حضر مجريات المحاكمة على مدى سنتين نيابة عن المتضررين- أنه "منذ صعود نجم فيلدرز وهجماته العدوانية بدأنا نشعر بأننا أصبحنا هدفا يوميا للكراهية من جميع العنصريين بالمجتمع".

وألقى باللوم على الحكومة اليمينية قائلا "هذا الشعور يكون أقوى عندما تعرف أن الحكومة الهولندية لا تعمل شيئا لحماية الأقليات التي تضمنها المبادئ والتوجيهات الدولية والأوروبية".

وأكد الرباع خطورة القرار القضائي والممارسة الحكومية وما يمكن أن يخلّفه من أضرار لم تعد تتعلق بالشعور والإحساس، بل تتعداه لحقائق ملموسة، وأضاف أن "التصريحات المحرضة على التفرقة ونشر الكراهية هيجت ردودا سلبية على المهاجرين بمختلف مناحي الحياة: المدرسة والعمل والشارع".

منظمة المؤتمر الإسلامي
من جانبها دعت منظمة المؤتمر الإسلامي الأسبوع الماضي الحكومة الهولندية لوضع حد للسياسي المعادي للإسلام، وقال الأمين العام للمنظمة إحسان أوغلو "لم يعد بالإمكان السكوت عن ما يقوم به فيلدرز من تشويه لصورة الإسلام والنبي محمد عليه السلام، ولا حتى تحت ذريعة الحق الذي تضمنه حرية التعبير"، وطالبت المنظمة بالتصدي لفوبيا الإسلام بأوروبا.

بدورها قالت الحكومة الهولندية إنها "تنأى بنفسها عن دعوة لإسكات سياسي"، مؤكدة أنها تأخذ مسافة من هذه التصريحات ولا تمثلها، وأنها تختلف في الرأي تماما مع فيلدرز وحزبه فيما يخص الموقف من الإسلام، إذ يعتبر فيلدرز أن الإسلام أيديولوجية، بينما تعتبر الحكومة الإسلام عقيدة دينية.

تصريحات فيلدرز أثارت غضب المسلمين والمنظمات الحقوقية بهولندا (الفرنسية-أرشيف)
تصريحات فيلدرز أثارت غضب المسلمين والمنظمات الحقوقية بهولندا (الفرنسية-أرشيف)

ردود
واعتبر محامون حضروا المحاكمة أن تبعات التبرئة بمثابة اعتداء على التعايش السلمي، وتعهدوا بالذهاب لمحكمة الأمم المتحدة للحقوق المدنية بجنيف حيث يمكن لاتفاقية جنيف أن تلزم دولة معينة باتخاذ إجراءات تجاه من يحرض على التفرقة ضد الآخرين إذا ما ثبت أن الدولة قد فشلت باتخاذ مثل هذا الإجراءات.

وبدورها اعتبرت الحركة من أجل استعادة الاحترام -وهي أحد المتضررين من تصريحات فيلدرز- قرار التبرئة صكا على بياض لفيلدرز كي يمنع دخول المسلمين لهولندا ويمنع قراءة القرآن وبناء المساجد "كما يهدد".

ودعت الحركة على موقعها على الإنترنت لدعم دعوى مدنية ضد الدولة الهولندية بهدف استصدار حكم قضائي للوقوف ضد فيلدرز الذي يستهدف المسلمين والأجانب.

ودعا عدد من المسلمين والأجانب الأطراف الداعية لمتابعة محاكمة فيلدرز للتوقف عن منحه فرصا أخرى يكسب من خلالها المؤيدين ويزيد في عالم الشهرة.

وكان فيلدزر -وهو زعيم حزب الحرية الذي يحظى بـ24 مقعدا بالبرلمان- قد شبّه القرآن الكريم بكتاب "كفاحي" للزعيم النازي أدولف هتلر، كما دعا المسلمين للرضوخ لما سماها الثقافة المهيمنة أو مغادرة هولندا، وذلك في تصريحات أدلى بها لصحف هولندية وأوردها في فيلمه القصير "فتنة" الذي بُث على الإنترنت.

المصدر : الجزيرة