الجزائر تساعد دول الساحل

وحدات مكافحة الإرهاب في الجيش الموريتاني في أقصى شمال شرقي البلاد - واشنطن: موريتانيا من أقرب حلفائنا لنا في مجال مكافحة الإرهاب

جيش موريتانيا وجيوش أخرى بالمنطقة تحتاج إلى عتاد حديث لمواجهة القاعدة (الجزيرة)

أمين محمد-نواكشوط

ذكرت صحيفة الخبر الجزائرية أن الجزائر قررت تقديم مساعدات عسكرية ومالية عاجلة لدول في منطقة الساحل -بينها موريتانيا- تمهيدا لوضع مخطط عسكري للتصدي لتهريب الأسلحة, ولمنع انتقال عناصر تنظيم القاعدة من ليبيا وإليها.

وتوقعت الصحيفة أن جيوش تلك الدول تحتاج أساسا إلى قطع الغيار والسيارات المصفحة والذخائر المدفعية, إضافة إلى المساعدات المالية، مشيرة إلى أن تقارير نقلت من لجان ارتباط عسكرية إلى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة تؤكد توقف مساعدات عسكرية مهمة كانت تصل من ليبيا.

وتحاول الجزائر عبر هذه المساعدات تفعيل دورها في المنطقة، وإقناع الدول المطلة على منطقة الصحراء الكبرى بالاعتماد عليها حليفا أساسيا في جهودها العسكرية والأمنية ضد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي يتخذ من مناطق صحراوية بتلك الدول ملاذا آمنا ومنطلقا لعملياته ضد دول المنطقة والرعايا الغربيين الوافدين إليها.

استعانة الموريتانيين بالفرنسيينلمواجهة القاعدة أغضب الجزائر (الجزيرة)
استعانة الموريتانيين بالفرنسيينلمواجهة القاعدة أغضب الجزائر (الجزيرة)

جهد مشترك
وكانت الجزائر قد أنشأت العام الماضي مع موريتانيا والنيجر ومالي قاعدة عسكرية في تمنراست بالجنوب الجزائري (نحو ألفي كيلومتر جنوبي الجزائر العاصمة) لتعقب ومطاردة عناصر التنظيم.

لكن تلك القاعدة ظلت مشلولة تقريبا ولم تستطع حتى الآن -بحسب ما هو معلن- تنفيذ أي عملية عسكرية ضد معاقل القاعدة.

وتحالفت موريتانيا مع الجيش الفرنسي في تنفيذ عمليتين عسكريتين العام الماضي ضد خلايا التنظيم، وفي إحداهما تمكنت من القضاء على عناصر بعضها له أدوار قيادية.

لكن هذا التحالف أثار غضب الجزائر، خاصة أنها ترفض تماما أي وجود عسكري فرنسي في المنطقة. وفي المقابل يحاول الفرنسيون ألا يعتمدوا على الجزائر حليفا وحيدا في المنطقة، ويفضلون بدلا من ذلك عقد اتفاقات وتحالفات مع كل دولة على حدة.

وقد يلقي خروج العقيد معمر القذافي -وهو المنافس الأهم للجزائر في المنطقة نفوذا ومالا- من المشهد بظلاله, ويدفع إلى إعادة تشكل جديد للمشهد السياسي والعسكري, وللتحالفات الثنائية بين دول المنطقة.

وهذا ما جعل الجزائر تسرع في استثمار اللحظة لملء الفراغ الذي سيتركه غياب القذافي في ظل تنافس محموم خارجيا مع الفرنسيين والأميركيين، وإقليميا مع جارها وغريمها التقليدي المغرب.

 لا مستقبل للتعاون العسكري بين النظامين الحاليين في الجزائر وموريتانيا، خاصة في ظل العلاقات القوية التي تربط حاليا نواكشوط بالرباط
"

تعاون هش
ويرى الخبير العسكري والضابط السابق في الجيش الموريتاني إبراهيم ولد اصنيبه أنه لا مستقبل للتعاون العسكري بين النظامين الحاليين في الجزائر وموريتانيا، خاصة مع العلاقات القوية التي تربط النظام الحالي في نواكشوط بالمغرب.

وقال للجزيرة نت إن موريتانيا لم تتلق في حربها مع القاعدة دعما عسكريا وأمنيا حقيقيا من الجزائر، في حين أن الأزمة الصحراوية جعلت أي نظام يوثق علاقاته مع النظام المغربي أو النظام الجزائري يتحول تلقائيا إلى خصم في نظر الطرف الآخر.

وكانت الجزائر قد عارضت الانقلاب الذي قام به الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز, ومارست ضغوطا سياسية قوية عليه من خلال الاتحاد الأفريقي، لكنها رحبت بنتائج الانتخابات التي فاز فيها ولد عبد العزيز وشككت المعارضة في نتائجها.

الاعتبارات السياسية
أما المحلل العسكري اعل ولد مغلاه فيشير إلى أن الجزائر ظلت قبل تفاقم "الإرهاب" في المنطقة داعما عسكريا أساسيا لدول المنطقة, على الأقل عبر التدريب والتكوين.

لكنه رأى في تصريح للجزيرة نت أن السعي الجزائري لتبوّؤ مكانة قيادية في المنطقة لن يغني, ولن يحل محل الاعتماد شبه الكامل لدول المنطقة على فرنسا.

ولم يبد ولد مغلاه تفاؤلا بتحسن في العلاقات العسكرية الموريتانية الجزائرية بالنظر إلى الاعتبارات السياسية التي تفرض منطقا آخر في العلاقات الدولية، وهي العلاقات التي يرى أنها ليست على أحسن ما يرام حاليا بين البلدين.

وأشار مع ذلك إلى أن إحساس الطرفين بجدية المخاطر التي يشكلها تنظيم القاعدة، قد يقلب القاعدة الأصلية ويدفع إلى نوع من التعاون المحسوب وفقا للظروف والإمكانات.

المصدر : الجزيرة