اغتيالات تستهدف ضباطا يمنيين

تصاعد اغتيال ضباط المخابرات اليمنية. - سمير حسن-عدن.

 تشييع أحد قيادات جهاز المخابرات أمس الجمعة في عدن بعد يومين من اغتياله (الجزيرة) 

سمير حسن-عدن

تشهد محافظات عدن ولحج وأبين وحضرموت اليمنية تصعيدا في عمليات اغتيال تستهدف بالأساس ضباطا بارزين في جهاز المخابرات بمحافظات جنوبي اليمن.

ووفقاً لمصادر أمنية فقد بلغ عدد ضحايا الاغتيالات بتلك المحافظات الأربع نحو 17 ضابطا منذ إطلاق ما يعرف بـتنظيم القاعدة بجزيرة العرب تهديداته في يونيو/حزيران الماضي ردا على مقتل العشرات من عناصره في مواجهات مع الجيش لا تزال مستمرة في أبين.

وفي مؤشر قوي على التصعيد المسجل في الآونة الأخيرة، شهدت عدن خلال الأسبوعين الماضيين اغتيال مدير إدارة الأمن الداخلي بجهاز المخابرات من قبل مسلحين، وقائد إحدى الوحدات المتخصصة في مكافحة "الإرهاب" إثر انفجار قنبلة زرعت داخل سيارته.

وقد شيعت جموع غفيرة بمحافظة لحج المتاخمة لعدن أمس الجمعة جثمان الضابط في جهاز المخابرات، العقيد محمود صالح الطاؤوس بعد يومين من اغتياله برصاص مسلحين مجهولين في ثالث هجوم من نوعه تشهده المدينة في ظرف شهرين.

واتهم زيد صالح شقيق محمود الأجهزة الأمنية بالمماطلة في التحقيق بالقضية والكشف عن المتورطين في اغتيال شقيقه، وألمح في تصريح للجزيرة نت إلى أن عشيرة الفقيد وقبائل متضامنة عازمة على إقامة مخيم اعتصام سلمي أمام مبنى المخابرات بالمحافظة كخطوة أولى للضغط على الدولة ودفعها إلى التحرك بسرعة لإلقاء القبض على الجناة.

 مصدر أمني: سلطات الأمن تمكنت من رصد معلومات مهمة من شأنها تسهيل الوصول للعناصر "الإرهابية" المتورطة في ارتكاب جرائم الاغتيالات،  وإلقاء القبض عليهم بات وشيكاً جداً

معلومات مهمة
وتتهم سلطات الأمن اليمنية عناصر تصفها بالإرهابية والتخريبية تابعة لتنظيم القاعدة بالضلوع في تلك العمليات غير أنه لم تصدر بعد أي نتائج تحقيقات رسمية بشأن تلك الاغتيالات.

ويقول مصدر أمني بارز في عدن -رفض الكشف عن اسمه- إن التحقيقات في حوادث الاغتيالات لا تزال جارية، مبررا عدم إعلانها في الوقت الراهن بأن ذلك قد يساعد المتهمين في الإفلات من العدالة.

ويضيف المصدر نفسه أن سلطات الأمن تمكنت خلال التحقيقات من رصد معلومات مهمة من شأنها تسهيل الوصول للعناصر "الإرهابية" المتورطة في ارتكاب تلك الجرائم وأن إلقاء القبض على هؤلاء بات وشيكاً جداً، حسب قوله.

وفي ما يربط باحثون ومختصون بين تعزيز القاعدة لوجودها بشكل كبير جنوبي اليمن خلال الأشهر الأخيرة والاغتيالات المتصاعدة، يشير البعض إلى غموض يكتنف المشهد العام.

غموض
وفي هذا السياق يلفت فارس غانم -الباحث المتخصص في شؤون الإرهاب- إلى أن تفاقم الاغتيالات لقادة أمنين، وتفكك الأجهزة الأمنية بالمحافظات الجنوبية دون أسباب معلومة في ظل انفراج الأزمة السياسية يجعل المشهد أكثر غموضا وضبابية.

فارس غانم تحدث عن غموض يكتنف المشهد العام (الجزيرة)
فارس غانم تحدث عن غموض يكتنف المشهد العام (الجزيرة)

ويضيف غانم أن هذا التصعيد يأتي تزامنا مع تكثيف أميركي لهجمات جوية تستهدف قيادات القاعدة بعد استعادة من وصفها بالخلايا الراديكالية القريبة من التنظيم وأبرزها أنصار الشريعة السيطرة على بعض مديريات أبين المترهلة، وفق تعبيره.

واعتبر أن هذا الأمر يعطي غطاء يبرر ملاحقة الإدارة الأميركية لـ"أشباح" القاعدة في اليمن بتعاون لوجستي على الأرض مع بقايا ضباط الأجهزة الأمنية التي على صلة بها في تلك المحافظات.

ويرى  الباحث في هذا التعاون أحد الأسباب في جعل أولئك الضباط هدفا مباشرا للاغتيالات التي كان يرجح احتمال وقوف النظام بأجهزته المتداخلة وراءها ضمن سيناريو خلط الأوراق.

ويعتقد غانم بأن هذا المبرر سقط اليوم بسقوط رأس النظام وخروجه من المشهد، لكن مع ذلك فهو لا يستبعد إمكانية تقديم بعض رموز النظام أسماء ضباط لتنظيم القاعدة لكسب ولائه واتقاء شره ما يجعل الباب مفتوحا أمام احتمالات عدة في الوقت الراهن.

المصدر : الجزيرة