اعتقالات للصوماليين في كينيا

f_Residents of Eastleigh, a neighbourhood of Nairobi known for it's densely Somali origin population, walk on January 18, 2010 in a business street of Eastleigh. Kenyan police

undefined


عبد الرحمن سهل-نيروبي
 
تقود الشرطة الكينية حملة اعتقالات واسعة النطاق، وسط الجالية الصومالية في كينيا خاصة المقيمة في حي إسلي بنيروبي، على خلفية تفجيري العاصمة الأوغندية اللذين خلفا 73 قتيلا وعشرات الجرحى.
 
واعتقل نحو مائة صومالي خلال الـ24 ساعة الماضية، وسط استغراب الجالية الصومالية. وبينما نفت الشرطة علاقة حملتها هذه بتفجيري كمبالا عاصمة أوغندا، رأى مراقبون أنها مرتبطة ارتباطا وثيقا معها.
 
وقال الصومالي شريف عبد الحكيم  للجزيرة نت "نحن قلقون جدا من هذه الحملة عقب تفجيرات كمبالا، الشرطة الكينية لا تفرق بين كبار وصغار، ولا بين رجال ونساء" مشيرا إلى لجوء الصوماليين إلى بيوتهم بعد صلاة المغرب مباشرة.
 
بدوره قال مواطنه ويدعى عبد الكريم للجزيرة نت "الشرطة الكينية اعتقلت مائة صومالي في نيروبي بطريقة عشوائية" مشيرا إلى اعتراف الشرطة الكينية نفسها باعتقال هذا العدد.
 
وأضاف "شاهدت الشرطة وهي تعتقل الصوماليين في الشوارع العامة" وذكر أن من يملك مالا يستطيع تحرير نفسه بسهولة من قبضتهم، غير أن مطالب الأخيرة تعجيزية في أكثر الأحيان، الأمر يؤدي إلى اقتيادهم إلى السجون.
 

"
مصادر مطلعة أكدت عدم قدرة كينيا على منع حركة عبور الناس من الصومال إلى كينيا نظرا للحدود الشاسعة الفاصلة بين البلدين والتي يبلغ طولها 682 كلم
"

مصالح تجارية كبيرة

ويسيطر القلق وسط الجالية الصومالية التي لها مصالح تجارية كبيرة في العاصمة نيروبي، والتي أصبحت جزءا كبيرا من اقتصاد كينيا.
 
وقد اتخذت الحكومة الكينية تدابير أمنية عقب تفجيري كمبالا اللذين تبنتهما حركة الشباب المجاهدين الصومالية، حيث نشرت مزيدا من قواتها المسلحة في الشريط الحدودي الفاصل بين كينيا والصومال، لمراقبة حركة  تنقل الناس بين البلدين.
 
غير أن مصادر مطلعة صومالية وكينية أكدت للجزيرة نت عدم قدرة كينيا على منع حركة عبور الناس من الصومال إلى كينيا نظرا للحدود الشاسعة الفاصلة بين البلدين (682 كلم) إضافة إلى التداخل العرقي، ووجود أعداد كبيرة من اللاجئين الصوماليين في كينيا.
 
وقد أغلقت كينيا حدودها مع الصومال رسميا في يناير/ كانون الثاني 2007 عقب الاجتياح الإثيوبي للصومال، غير أنها سمحت لآلاف الصوماليين الفارين من جحيم المعارك الجارية جنوب الصومال العبور إلى مخيمات اللاجئين وهي "دداب، حكرطير، إيفو، كاكوما" التي تعاني ظروفا إنسانية سيئة وفق شهادات الهيئات الإنسانية الدولية.
 
أوضاع مستقرة
من جانبها تراقب حركة الشباب المجاهدين التي تسيطر على جميع المدن الواقعة على الشريط الحدودي الفاصل بين الصومال وكينيا، تحركات القوات الكينية.
 
وقال حسن يعقوب علي -الذي عين مؤخرا رئيسا لإدارة مدينة كيسمايو- إنه لا جديد بالمناطق الحدودية عقب تفجيرات كمبالا، مشيرا إلى أن الأوضاع مستقرة.
 
وذكر في حديثه للجزيرة نت أن من وصفهم بأعداء الصومال، يعيشون في قلق وحيرة، مؤكدا استعدادهم لمواجهة أي تطور أمني قد يأتي من أية جهة.
 
تجدر الإشارة إلى أن حركة الشباب المجاهدين توعدت باستهداف مصالح الدول التي ترسل قواتها إلى الصومال.
 
ويأتي استهدافها أوغندا في سياق المعارك الشرسة التي تخوضها قوات السلام الأفريقية بالصومال (أميسوم) ضد مقاتليها في العاصمة مقديشو.
المصدر : الجزيرة