مشروع مائي سوري يقلق العراق

دجلة .. غبار .. ودخان .. وحزن
حصة العراق من مياه دجلة ستتأثر بالمشروع السوري (الجزيرة نت-أرشيف)
 
حذر مسؤولون ومختصون عراقيون في شؤون المياه من خطورة سحب مياه نهر دجلة بمشروع مائي تعتزم سوريا تنفيذه، مؤكدين أنه سيؤثر سلبا على حصة العراق من النهر.
 
وكشف المدير العام لهيئة تشغيل مشاريع الري والبزل بوزارة الموارد المائية علي هاشم، في تصريحات صحفية عن دعوة وجهت للجانب السوري من أجل بحث الأمر، في حين دعا مدير قسم المياه بالوزارة، عوني ذياب إلى عدم تنفيذ  المشروع وطالب الخارجية العراقية بالاطلاع على أبعاده الخطيرة وأخذه على محمل الجد، مؤكدا أنه سيؤثر على واردات العراق من مياه نهر دجلة.
 
ويوضح وزير الزراعة العراقي السابق علي البهادلي، أن المشروع السوري يمتد لأربعين كيلومترا داخل أراضي سوريا في منطقة وعرة غير زراعية بتكلفة تصل إلى مليار وربع المليار دولار.
 
وفي تصريح للجزيرة نت، قال البهادلي إن المياه موزعة وفق حصص لثلاث دول هي بلد المنشأ تركيا، والبلد الوسيط سوريا وبلد المصب العراق، ولا يوجد مبرر لتغيير مجرى النهر لأن هذا سيقلص حصة العراق ويؤثر بالسلب على الواقع الزراعي من حيث تقليص المساحات المزروعة، وكذلك عدم إمكانية القيام باستصلاح الأراضي ذات الملوحة العالية.
 
ويطالب البهادلي الحكومة بأن تحافظ على حصص العراق المائية ولا تتنازل عن أي كمية منها، خاصة وأن الكمية الواصلة من نهر دجلة تعاني في السنوات الأخيرة من نقص كبير نتيجة الجفاف الذي ضرب المنطقة، وكذلك السدود التي أقامتها تركيا على النهر، مشيرا إلى أن الزراعة ليست وحدها المتضررة من نقص المياه حيث يؤثر النقص أيضا على تشغيل محطات الكهرباء.
 

عباس الصكب (الجزيرة نت)
عباس الصكب (الجزيرة نت)

تحذير للكويت

ويؤكد البهادلي ضرورة العمل لحث سوريا على غض النظر عن هذا المشروع كونه لا يخدمها بقدر ما سيحققه من ضرر للعراق.
 
وعن دعم الكويت لهذا المشروع، يقول صالح المطلك عضو البرلمان المنتهية ولايته رئيس جبهة الحوار الوطني للجزيرة نت "نتمنى على الكويت وغيرها ألا يعمدوا لإيذاء العراق في مرحلة ضعف يمر بها بسبب تداعيات ما بعد الغزو الأميركي ووجود حكومة تنتمي لقوى سياسية غير مؤهلة لقيادة البلد".
 
وحذر المطلق من أن إلحاق الأذى بالعراق سيكون له آثار سلبية على التعايش بين العراق والكويت مستقبلاً.
 
من جانبه، يشير الخبير المائي عباس الصكب إلى أن العراق يعاني من نقص الموارد المائية في دجلة والفرات منذ أواسط سبعينيات القرن الماضي عندما تم تجفيف الفرات من قبل سوريا بحجبها المياه عنه وإقامة سدود أكثر مما يحتمل النهر.
 
وفي تصريحاته للجزيرة نت يعتبر الصكب أن المشروع السوري يمثل تجاوزا على الحقوق العراقية لأنه لا يحق لسوريا أخذ متر مكعب واحد من مياه نهر دجلة، مشيرا إلى أن العراق سبق أن اعترض على تركيا لإقامتها سد أنيسو لأنه يقلل كمية المياه التي تصل إلى العراق من هذا النهر والتي تروي مناطق وسط وجنوبي العراق.
 
وانتقد الصكب الحكومة الحالية وقال إنه لا يلاحظ جدية منها على صعيد معالجة هذا الموضوع رغم أنه يمثل خطرا كبيرا على مستقبل المياه في العراق ويجب التصدي له.
المصدر : الجزيرة