رحيل هرم موسيقي بحريني

الراحل مجيد مرهون حظي بتكريم رسمي واهلي قبل وفاته

مجيد مرهون (وسط) حظي بتكريم رسمي وأهلي قبل وفاته (الجزيرة نت)

حسن محفوظ-المنامة

كانت لوفاة الموسيقار البحريني مجيد مرهون آثار واسعة في أوساط الحركات السياسية والموسيقية، وقد عبر عدد من الكتاب والسياسيين والموسيقيين عن تقديرهم وحزنهم العميق لرحيل من يصفونه بالهرم الموسيقي.

واعتبر المايسترو البحريني خليفة زيمان أن تجربة الراحل مجيد مرهون خارجة من رحم أحد الأحياء التي كانت تعاني وضعا إنسانيا سيئا، إضافة إلى بقائه في السجن سنوات استطاع أن يستثمرها لينمي موهبته الموسيقية.


تجربته الموسيقية
وقال زيمان إن الراحل أنجز قبل وفاته مشروع القاموس الموسيقي الكبير الذي كتب نوتاته الموسيقية بحرفية تضاهي تجارب كبار الموسيقيين في العالم وتواكب التطور في التأليف الموسيقي.

وأوضح المايسترو أن إتقان مرهون أكثر من لغة ساعده على التعرف على العلوم الموسيقية الأخرى مما شكل تجربته الموسيقية، فضلا عن تأثره بالمدرسة الكلاسيكية التي يمثلها كبار الموسيقيين أمثال بيتهوفن وهايدن وموزارت.

وقال إن مرهون قادر على كتابة سيمفونية لأكثر من 150 عازفا، يعزفون في وقت واحد.

وكشف زيمان أن فرقة البحرين الموسيقية تعمل حاليا على تقديم حفل موسيقي لعزف مقطوعات مجيد مرهون خلال احتفال موسيقي بمناسبة أربعينيته، وسيتم التركيز على المقطوعات التي لم تعزف بعد.

بدوره قال رئيس المنبر التقدمي الديمقراطي حسن مدن إن الراحل لم يكن موسيقيا فحسب، بل كان مناضلا من بين الذين تصدوا للاستعمار البريطاني وظل يطالب بحقوق الناس.


مرهون لقب منديلا البحرين لطول مكثه في السجن (الجزيرة نت)
مرهون لقب منديلا البحرين لطول مكثه في السجن (الجزيرة نت)

الواقع السياسي
وأضاف مدن أن مرهون الذي ينتمي إلى التيار اليساري في البحرين، استمد تجربته الموسيقية من اتجاهه النضالي ومعايشته للواقع الإنساني والسياسي الذي مر على البحرين، موضحا أنه استطاع أن يخرج بالموسيقى ليوظفها في الواقع السياسي.

ويعتبر مجيد مرهون أشهر معتقل سياسي في البحرين، إذ مكث في السجن 22 عاما، إلى درجة أن لقب بمانديلا البحرين.

وكان مجيد مرهون قد اتهم عام 1966 بتفجير سيارة أحد ضباط المخابرات البريطانيين المقيمين في البحرين أثناء وجود الاستعمار البريطاني هناك، وسجن منذ ذلك الحين حتى أطلق سراحه في أبريل/نيسان 1990.


الموسيقى في السجن
وأثناء فترة وجوده في السجن أقنع مدير السجون بالسماح له بالحصول على عدد من الكتب الموسيقية، واستطاع خلال أربع سنوات أن ينهي دراسة عدد من النظريات الموسيقية، ثم أوعز إليه بتكوين فرقة من المساجين، يدربهم ويعلمهم الموسيقى خلف القضبان.

وقد حظي مرهون قبل وفاته باهتمام رسمي وأهلي تمثل في تكريمه تقديرا لإسهاماته الفنية، وقد منح وسام البحرين من الدرجة الثانية عام 2002 من قبل ملك البحرين، كما كرّمه المجمع العربي للموسيقى عام 2002، ونال التكريم كذلك في كل مهرجانات الموسيقى الدولية التي شارك فيها.

ومن أبرز إصداراته القاموس الموسيقي الحديث، وهو قاموس من تسعة مجلدات صدر منها اثنان، كما صدر له الجزء الأول من كتاب الأسس المنهجية لدراسة نظرية الموسيقى المكون من ثلاثة أجزاء.

المصدر : الجزيرة