موريتانيا: غزو العراق سبب الإرهاب

مدير المخابرات متحدثا أثناء حديثه بندوة مكافحة الإرهاب في موريتانيا
مدير المخابرات الموريتانية متحدثا أثناء ندوة مكافحة الإرهاب(الجزيرة نت) 
أمين محمد-نواكشوط
 
أكد مدير المخابرات الموريتانية محمد الأمين ولد أحمد أن غزو العراق كان السبب الرئيسي لانخراط الشباب الموريتاني في ما وصفها بالتنظيمات الإرهابية بمنطقة الصحراء والساحل الأفريقي.

وفي ندوة نظمتها الحكومة الموريتانية مؤخرا حول الإرهاب، قال ولد أحمد إنه لم يُسجل أي انتماء لهذه التنظيمات في أوساط الشباب الموريتاني قبل غزو العراق عام 2003.

وأضاف أن انتهاج سياسة عالمية تعتمد على ازدواجية المعايير لحل القضايا التي يكون العرب والمسلمون طرفا فيها، ساهم في انتشار ظاهرة الإرهاب على مستوى منطقة الساحل الأفريقي.

وأوضح المسؤول الموريتاني أن "التنظيمات الإرهابية" أوهمت عددا من الشباب الموريتاني بعد الغزو بأنها قادرة على إلحاقهم بالمقاومة العراقية، مشيرا إلى أنها كانت تغرر بهم وتخضعهم لتدريب عسكري بمعسكراتها في الصحراء تمهيدا لانخراطهم فيها.

وتابع أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي وصفه بالتنظيم الإرهابي يستقطب الشباب المسلم من عدة مناطق، سواء من شمال أفريقيا أو جنوبها، مع تركيزه على القصَّر وذوي المستويات العلمية المحدودة أو المعدومة.

وأكد ولد أحمد أن المصالح الأمنية الموريتانية كشفت في الآونة الأخيرة أن هذا التنظيم يستقطب بشكل غير مباشر الشباب الموريتاني عبر الاتصال بزملاء الدراسة أو السكن، مشيرا إلى استخدامه أساليب القتل والسلب.

وأوضح أن التسمية التي أصبح التنظيم يطلقها على نفسه "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" هدفها إضفاء الشرعية على نفسه، وإقناع الكثير من أتباعه بالبقاء في صفوفه بعدما بدأ يعاب عليه استخدام بعض الأساليب في تحقيق أهدافه.

إفشال
من جهة أخرى، كشف مدير المخابرات الموريتانية أن ما وصفها بالعصابات الإرهابية نفذت حتى الآن 11 عملية إرهابية في موريتانيا، شملت قتل جنود والاعتداء على قواعد عسكرية وقتل أو خطف غربيين، إضافة إلى تنفيذها هجمات "انتحارية".

وقال ولد أحمد إن المخابرات تمكنت من إفشال عمليات تفجير وسطو واعتداء على الأجانب، منوها بنجاحها في إفشال ما اعتبرها أول محاولة لإقامة تنظيم محلي وتفكيك جميع خلاياه.

وأكد نجاح الأمن الموريتاني بفضل الجهود التي يبذلها الأمن الموريتاني في القضاء على جميع الوحدات الإرهابية في البلاد، حيث لم يعد هناك أي خلايا تتبع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، على حد قوله.

وأوضح الرجل الأول في المخابرات الموريتانية أنه على اطلاع تام بما يدور داخل التنظيم في بلاده، وعلى اطلاع أيضا بقدراته المادية والبشرية وبخططه المستقبلية.

وحذر من أن وجود عدد متزايد من مواطني الدول الأفريقية داخل هذا التنظيم قد ينجم عنه في المدى القريب تكوين خلايا أو تنظيمات داخل هذه الدول، مثل ما حاولوا فعله في موريتانيا سابقا ويحاولون فعله حاليا في نيجريا، مؤكدا أن نجاح هذه التنظيم في تكوين خلايا سيؤثر بشكل كبير على استقرار المنطقة.

المصدر : الجزيرة